IMLebanon

أولاد يخافون المدرسة

كتبت ماري الأشقر في “الجمهورية”:

 

ما أكثر الصغار الذين يستيقظون في الصباح بخوف، ويشتكون من الدوار والصداع والشعور بالغثيان، ومنهم من يجهش بالبكاء والصراخ! هم لا يدركون سبب تصرفهم، وأولياء أمرهم ليسوا أفضل منهم. فهؤلاء الصغار يعانون «رهاب المدرسة».

رهاب المدرسة هو الخوف من ذهاب الاولاد إليها وتضخيمهم للأمور، فيمتنعون ويتوسّلون أساليب شتى للتغيّب عن المدرسة.

أصبح من الضروري إقناع الطفل بالذهاب إلى المدرسة، لكن للأسف، فالوالدان، ربما لضيق وقتهما أو لشعورهما بالعجز، يجدان انّ من الأسهل الاستسلام لتلبية رغبة ولدهما. لكن عندما يكرّر الصغير محاولته ويتغيّب أكثر من مرّة عن المدرسة قد تصبح عادةً يمارسها كل مرّة للهروب منها، وبالتالي تتعطل قدراته التعليمية ويتأخّر عن زملائه في الصف.

يقتنع الطفل في بعض الأحيان بعد محاولات مضنية، فيقرّر الذهاب الى المدرسة. وعند تغيّبه عن المدرسة بسبب وعكة صحية، قد يمتنع عند شفائه العودة الى المدرسة. ففي حال استمرت العوارض، لا شكّ أنه أصبح بحاجة الى علاج نفسي.

وفقاً لأحد الأطباء، «رهاب المدرسة» عبارة عامة تنطوي على العديد من التصرفات لها صلة بالممانعة التي يبديها الطفل، بما فيها التصرفات الثلاثة التالية:
الأولى: يُظهر الصغار الذين يعانون من رهاب المدرسة صعوبة بالغة في الحضور إليها، فيطول غيابهم.

وفي حالات كثيرة يشعر الصغار بالرعب من حدوث كارثة عندما يواجهون الأمر الواقع، أي الذهاب الى المدرسة. فيقلقون ويجزعون، وكأن أمّهم ستكون ضحية مصيبة.

الثانية: يعبّر الصغار أحياناً عن اضطراب عاطفي قد يظهر على شكل خوف أو ردة فعل عصبية أو ربما الادّعاء بالمرض، مثل الصداع، الغثيان أو الدوار. وغالباً ما يشتكي الأطفال من وعكات كهذه في الصباح قبل ذهابهم الى المدرسة ، وقد تزداد العوارض خلال النهار.

الثالثة: عندما يمكث الطفل الذي يعاني من رهاب المدرسة في البيت، وبمعرفة والديه، فإذاً هو ليس متهرّباً من المدرسة!

الطفل المصاب برهاب المدرسة يكون في أغلب الأحيان تلميذاً ممتازاً ومتفوقاً.