IMLebanon

محاولات خطف أمام المدارس… من يحمي التلامذة؟

تردّدت معلومات في الساعات الأخيرة عن محاولات جرت لخطف تلامذة من أمام مدارسهم، الأمر الذي أثار هلعاً في نفوس الأهالي، خصوصاً بعد صدور بيان عن وحدة شرطة بيروت تؤكد فيه تلقيها اتصالا من مدير مدرسة الليسيه- فردان زاهد حيدر، ان “جيب” لون أسود زجاج حاجب للرؤية مجهول باقي المواصفات والسائق أقدم نهار الجمعة على التوقف بالقرب من مدخل المدرسة وعرض على الطالب ريدان بو سعيد (مواليد 2006) إيصاله إلى المنزل لكنه رفض. وامام مدخل المدرسة المذكورة واثناء وجود تلميذة برفقة والدتها اقدمت متسوّلة ترتدي الحجاب على احتضانها تحت العباءة مما اثار خوف الوالدة التي عملت على مناداتها ومغادرة المكان. وأفادت القوى الأمنية بأن فصيلة الروشة بدأت التحقيق لمعرفة ملابسات القضية.

ولاحقا تلقى عدد من الاهالي رسائل صوتية لسيدات تحدثن عن حوادث مشابهة حصلت مع أولادهن قرب عدد من المدارس وفي عدد من المناطق اللبنانية. وترجح اوساط تربوية أن يكون خلف عملية الخطف أشخاص ينضوون ضمن عصابات منظمة للاتجار بالبشر بهدف بيع الأعضاء أو طلب فدية مالية، خصوصاً أن الحادثة حصلت امام مدرسة معروفة لجهة قدرة العائلات المادية. فهل من إجراءات ستتخذها المدارس لحماية تلامذتها؟

الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار قال لـ”المركزية”: “نحرص في مدارسنا الكاثوليكية على عدم تسليم التلميذ الى اي شخص لا يكون من الاهل او مفوضاً رسمياً من قبلهم خاصة في صفوف الروضة”، لافتاً إلى “أن المشكلة هي مع الأهالي الذين يصطحبون ابناءهم من وإلى مدخل المدرسة بوسائلهم الخاصة، لأن المدرسة مسؤولة عن التلامذة الذين يستقلون باص المدرسة. من هنا، أهمية مراقبة مداخل المدرسة، إنما القوانين واضحة وهناك تعاميم حولها، وتقضي أن تقوم البلدية او الامن الداخلي، بإجراءات الحماية على مداخل المدارس لتأمين السلامة العامة وعدم الفوضى وتفادي حدوث مشاكل”.

ومنعا لحصول حوادث من هذا النوع، أوضح عازار وجوب: “أولاً، توفير الحماية على مداخل المدرسة من قبل القوى الامنية من امن داخلي وبلديات، وان تكون المراقبة “عشرة على عشرة” خاصة وان الفوضى تعمّ عند خروج التلامذة.  ثانياً، أن تقوم المدرسة بمراقبة اي حركة مشبوهة ومن يحوم حولها وتقديم شكوى بأي شخص تشك بأمره بغية اتخاذ الاجراءات اللازمة بحقه. وتوعية التلامذة على عدم استخدام اي وسيلة نقل خارجة عن وسائل نقل المدرسة او الوسيلة الشخصية لأهلهم، وان تدعوهم الى الحذر وعدم الذهاب مع اي شخص يعرض عليهم التوصيل الى البيت، حتى لو قالوا لهم بأن الاهل هم من فوضهم بذلك. وثالثا دور الاهل في توعية ابنائهم مهما بلغ سنّهم، كباراً أو صغاراً، وتحذيرهم من المغادرة مع أي شخص “غريب”، والاتصال بالمدرسة في حال حدوث أي طارئ يؤخرهم، كي تهتم بالتلامذة ريثما يصلون.

ونوّه عازار بالجهود التي تقوم بها البلديات لتأمين السلامة المرورية في محيط المدارس، ولفت الى “ان وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيّب أرسل تعميماً الى المدارس يتحدث فيه عن مرافقة التلامذة في باصات النقل، ووجوب تأمين سلامتهم خلال التنقلات من والى المدرسة، مشددا على ان كل هذه الامور تصبّ في خانة تأمين سلامة التلامذة، وان الامر يحتاج الى تعاون بين القوى الامنية والمدرسة والاهل، ما يساهم في تأمين الحماية الكاملة”.

وأكد عازار انه سيوجه كتاباً الى المدارس الكاثوليكية لاتخاذ إجراءات الحماية كافة حول المدارس، والقيام بحملات توعية للتلامذة للانتباه وعدم التحدث مع الغرباء او المغادرة مع أي كان دون علم المدرسة مسبقاً”.