IMLebanon

بين هانوي وهونغ كونغ: بيروت على مفترق طرق..فأين وجهتها؟

بين هانوي عاصمة فيتنام المدينة ذات الحجم الاقتصادي الخجول وهونغ كونغ التي تُعدّ واحدة من المراكز الاقتصادية الرائدة في العالم، حيث اقتصادها رأس مال ضخم يعتمد على الخدمات، ويتميَز بالضرائب المنخفضة والتجارة الحرة، تقف بيروت منذ سنوات عند مفترق طرق تُحدد وجهته قوى سياسية تبعاً لارتباطاتها الداخلية والعابرة للحدود.

فبيروت ومنذ اشتداد “عود” حزب الله في الدولة والمؤسسات وتوسيع مروحة تحالفاته مع مكوّنات داخلية، بدأت تتناغم مع الاجندة الايرانية ومصالحها في المنطقة وهو ما يعتبره سياسي من فريق الرابع عشر من آذار تحدّث لـ”المركزية”، بأنه اقرب الى نموذج هانوي، لان التبادل الاقتصادي سيكون محصوراً بدول محددة تتشابه بتحالفاتها السياسية وتجمعها قواسم مشتركة على عكس نموذج هونغ كونغ حيث الانفتاح الاقتصادي والتبادل الحرّ وفي الوقت نفسه “الحياد” عن الازمات السياسية بين الدول”.

فالسؤال الذي طرحه رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط على الرئيس الشهيد رفيق الحريري في نهاية التسعينيات، اعاد السياسي في الفريق السيادي طرحه، لكن على امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله: هل تريد لبنان هانوي ام هونغ كونغ؟ وبكلام اخر: هل تُفضّل بقاء اقتصاد لبنان رهينة لتجاذبات سياسية اقليمية ودولية تجعل مبدأ الاستقرار في متناول الغير ام تريد جعل اقتصاد البلد مفتوحاً حيث التبادل التجاري الحرّ والمُستقر من دون ان تهدده تصاريح نارية من هنا او ترسانة صواريخ من هناك”؟

وفي معرض “تحسّره” على الوضع الاقتصادي السيّئ الذي يتخبّط به لبنان المُرتبط في جزء كبير منه بتموضعه السياسي الحالي الى جانب محور المقاومة الموضوع تحت المجهر الدولي، يستغرب السياسي “كيف يُمكن ان نطلب من الدول العربية والخليجية وحتى الدولية اموالاً لدعم الاقتصاد وهناك فريق سياسي في لبنان يكيل الشتائم والاتّهامات لدول حليفة لم تتأخّر يوماً في تلبية نداء الاستغاثة ومؤتمرات الدعم الاخيرة من باريس واحد مروراً بمؤتمر روما لتسليح الجيش والقوى الامنية وصولاً الى “سيدر” خير دليل”؟

ويلفت الى “ان هذا الفريق (حزب الله) لم يكتفِ بشتم وانتقاد هذه الدول الحليفة، بل ذهب ابعد من ذلك بإرساله عناصر لتقاتل الى جانب قوى تعتبرها الدول “انقلابية”. وما يحصل في اليمن نموذج، اذ لم يتردد حزب الله في اعلان دعمه وتأييده لجماعة الحوثيين التي تصفها قوى التحالف الدولي في اليمن بـ”الانقلابية”، وقدّم لها المساعدة في التدريب العسكري واستخدام تقنية الطائرات المسيّرة لتهديد امن واستقرار الدول المجاورة. والغارة الاسرائيلية التي نُفّذت منذ اكثر من شهر قرب دمشق ضد منزل كانت تتحصّن فيه مجموعة شباب من حزب الله وايران، استهدفت خبراء كانوا يعدّون طائرات مسيّرة لحركة حماس والجهاد الاسلامي والحوثيين لاستخدامها في المواجهة مع اسرائيل ومع الدول التي تُخاصمها”.

الا ان ورغم “الاخطاء” التي يرتكبها حزب الله في حق نفسه وحق لبنان واللبنانيين، يعتبر السياسي في فريق “14 آذار” “انه سيعود في نهاية المطاف الى “بيت الطاعة” اللبناني، لان مصالحه في لبنان، خصوصاً مصالح بيئته التي ستتعارض مع المصالح الايرانية. فسقوط الهيكل اللبناني بضربة التجاذبات الاقليمية والدولية لن يوفّر احداً من المكوّنات اللبنانية حتى حزب الله، فهل يقبل بذلك”؟

ويختم السياسي “هل سيُشكّل التأزّم السياسي والاقتصادي في لبنان “عبرة” للقوى السياسية ذات الارتباط الخارجي بان مصلحة اللبنانيين اولاً واخيراً، وان لا صوت يعلو على صوتهم مهما كان حجم الارتباط الخارجي”؟