IMLebanon

هل تسير أنقرة بمخططاتها رغم تحفظ واشنطن وموسكو؟

عادت الأوضاع في الشمال السوري الى الواجهة في الساعات الماضية بفعل سلسلة تطورات سياسية وميدانية. فقد أعلنت وزارة الدفاع التركية أن وزير الدفاع خلوصي أكار أبلغ نظيره الأميركي مارك إسبر هاتفيا، الخميس، بأن أنقرة مصممة على إنهاء العمل مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بإقامة “المنطقة الآمنة” في شمال شرق سوريا إذا تلكأت واشنطن في هذا الأمر. وتابعت الوزارة، في بيان، أن أكار أبلغ نظيره الأميركي بأن تركيا تسعى لإقامة “منطقة آمنة” بعمق نحو 30 كيلومترا في الأراضي السورية إلى الشرق من نهر الفرات، ودعا الولايات المتحدة إلى وقف دعمها تماما لوحدات حماية الشعب الكردية.

على الارض، أرسلت تركيا الجمعة تعزيزات عسكرية جديدة، من بينها آليات ثقيلة، إلى قرية معر حطاط جنوب إدلب، حيث تتجمع آليات من دبابات وعربات ثقيلة تابعة للجيش التركي. وقد أفيد بأن رتلا عسكريا تركيا مؤلفا من أكثر من 20 عربة عسكرية متنوعة دخلت من معبر كفرسولين إلى مقر القوات التركية في منطقة معر حطاط شمال بلدة حيش جنوب إدلب، وذلك غداة قصف قوى مسلحة موالية للنظام النقطة التركية في معر حطاط بالمدفعية الثقيلة.

ويأتي اتصال أكار – إسبر، والمستجدات الميدانية، بعد يومين على قول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن العملية التركية المرتقبة في شرق الفرات إن “لم يعد بمقدورنا الانتظار ولو ليوم واحد، وليس لدينا خيار سوى الاستمرار في طريقنا”. أما الناطق باسم رئاسة الأركان الأميركية باتريك ريدر فأكد أن بلاده وتركيا تواصلان تطبيق الآلية الأمنية في شمال سوريا، وأن البلدين يواصلان تحقيق تقدم في هذا الخصوص. وأوضح ريدر أن القوات التركية والأميركية أجرت إلى الآن 7 دوريات جوية، ودوريتين بريتين في مناطق شرق الفرات، وأن الجانبين يخططان لمزيد من الدوريات في الأيام المقبلة. وأشار إلى أن تنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” يواصل إزالة مواقعه في المنطقة، مشيرا إلى أن أنقرة وواشنطن تتعاونان أيضا للحيلولة دون ظهور تنظيم داعش الإرهابي مجددا في المنطقة. وأوضح أن “الجانب الأميركي يؤمن بأن سبيل النجاح هو مواصلة الحوار والعمل المنسق بين أنقرة وواشنطن”. هذه التطورات كلها تدل، وفق ما تقول مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية”، الى ان لا رؤية موحدة بين الاتراك والاميركيين للمرحلة المستقبلية في شرق الفرات. فأنقرة تستعجل التحرك على الارض، في حين لا تزال واشنطن تتريث وتدعو الى مزيد من الحوار بينها وبين الاتراك.

ويبدو ان موسكو ايضا، شريكة أنقرة في منصة آستانة للحل السوري، لا تنظر بعين الرضى الى سلوكها في الشمال السوري. فقد أفاد الكرملين منذ ساعات أن موسكو تراقب الوضع عن كثب بعدما قالت تركيا إنها ستتحرك بمفردها لاقامة منطقة آمنة في شمال شرق سوريا. وصرح الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن من حق تركيا الدفاع عن نفسها، لكن يجب الحفاظ على وحدة أراضي سوريا. تزامنا، عاودت الآلة العسكرية النظامية السورية نشاطها في ادلب بزخم، ما يعكس وفق المصادر، ان لا تفاهم بين الاتراك والروس حتى الساعة، سيما وأن موسكو، بما لها من “مونة” على النظام، كانت أعلنت وقف إطلاق نار في منطقة خفض التصعيد في إدلب منذ الأول من أيلول الجاري، غداة لقاء جمع الرئيسين التركي والروسي في موسكو.

فهل تقرر أنقرة رغم التحفظات الاميركية والروسية، السير قدما بعملياتها في الشمال السوري؟