IMLebanon

أنطوان نصرالله: هذا هدف قداس السبت.. و”التيار” لم يعد حزبًا!

كل الأنظار “البرتقالية” وتلك غير المحسوبة على التيار “الوطني الحر” ستكون شاخصة نهاية الأسبوع الجاري في اتجاه كنيسة الصعود في الضبية والساحة العامة في بلدة الحدث في قلب قضاء بعبدا، أهم المعاقل الشعبية والتاريخية للتيار العوني.

بين ضبية والحدث، قداسان لا يجمع بين المشاركين فيهما شيء… إلا رمزية ذكرى 13 تشرين 1990. إنه اليوم الذي شهد خط النهاية لمرحلة طبعها مؤسس التيار “الوطني الحر” ميشال عون بنضال مشهود ضد الاحتلال السوري في لبنان، قبل أن يخرج من قصر بعبدا تحت قصف الطيران السوري. بعد ثلاثة عقود تقريبا، تبدلت الصورة كثيرا. ذلك أن عون عاد إلى بعبدا رئيسا للجمهورية وسجل “التيار” تغييرا مهما على صعيد القيادة التي استلم زمامها وزير الخارجية جبران باسيل، وعصفت به رياح تغييرية أطاحت قوتها كبار المناضلين البرتقاليين المخضرمين الذين كانوا حاضرين في الميدان في 13 تشرين، كما في كثير من المحطات النضالية العونية. وهم اليوم باتوا خارج صفوف الحزب، إما بقرار شخصي أو بفعل قرارات حزبية قضت بفصلهم، وها هم يستعدون لإحياء ذكرى 13 تشرين بعيدا من السرب العوني، ما خلا النائب شامل روكز، صهر رئيس الجمهورية، وهو الذي يقاطع  الاجتماعات الدورية لتكتل “لبنان القوي”، من دون أن يعني ذلك حتى اللحظة على الأقل، كسر الجرة نهائيا مع “التيار”. وإذا كان وجود روكز في القداس المعارض يعد في ذاته رسالة قاسية إلى قيادة “التيار”، فإن المعارضين لا يقاربون الموضوع من هذه الزاوية ويركزون على الجانب الإنساني من إحياء ذكرى 13 تشرين، من دون أن يلغي ذلك أسفهم “لكون “التيار” ما عاد موجودا”.

وعلى مسافة 5 أيام من قداس الضبية، أوضح القيادي السابق في “التيار” أنطوان نصرالله، في حديث لـ “المركزية” أن “القداس المقررة إقامته يوم السبت المقبل، لا علاقة له بما يشاع عن تحركات مطلبية. كل ما في الأمر أن ضباطا متقاعدين وأناسا في “التيار” ورفاق الشهداء أرادوا إحياء بهذه الذكرى لنعيدها إلى مسارها الحقيقي”.

وإذ كشف أن أحد المشاركين في القداس سيلقي كلمة، شدد نصرالله على أن “الصورة الكبيرة للحدث المنتظر في الضبية تتجاوز، في معانيها ورمزيتها، الأشخاص المشاركين”، متسائلا: هل هي مجرد صدفة أن يجتمع من كانوا مشاريع شهداء في 13 تشرين مع أولئك الذين ناضلوا في مواجهة الوجود السوري في لبنان، إضافة إلى الناس الذين لطالما كانوا قريبين من التيار ويساعدونه؟”.

وأكد أن “هذا التحرك لن يكون الأخير. لكنه ليس مرتبطا بأي أجندة سياسية بل بحركة مقاومة معينة”، مشيرا إلى أنه “ليس موجها ضد رئيس الجمهورية، خصوصا أنه رمز لتلك المرحلة”، ومعتبرا في الوقت نفسه أن “لا أحد يعرقل هذا العهد بقدر أولئك الذين ينطقون باسمه”.

وأشار إلى أن “منذ أسبوعين، يكثر الكلام عن حكم الأقوياء، لكن إذا كان الآخرون قادرين على التشويش عليه، فهذا يعني أننا لسنا في ظل الأقوياء، علما أننا لسنا مسؤولين عن تدهور الوضع الاقتصادي، على سبيل المثال”.

وردا على الكلام عن أن كلمة الوزير باسيل عقب القداس الذي يقيمه “التيار” يوم الأحد في ساحة الحدث، ستتضمن سهاما موجهة نحو “المعارضين”، أكد نصرالله “أننا لا نعاني هذه العقدة، علما أن “التيار” نسي هذه الذكرى”، وداعيا إلى أن “يجربوا أسلوب القمع مع غيرنا”.

ودعا نصرالله “شباب التيار العوني إلى المشاركة في قداس السبت”، مشددا على أن “الهدف الوحيد يكمن في منع تحول هذا الخط النضالي إلى نهج للتسويات والتنازلات”، ومبديا خوفه إزاء مستقبل “التيار”، الذي للأسف لم يعد حزبا بل تحول مجموعة من الناس يقفون على “سلاحهم المعنوي”، مقابل شخص واحد لا يمكن أن تمر الأمور من دون موافقته”.