IMLebanon

البحث الدائم عن المرحاض… فرط نشاط المثانة

كتبت ماريانا معضاد في “الجمهورية”:

 

يَتسبّب فَرط نشاط المثانة في الشعور بالحاجة المفاجئة إلى التبوّل. وقد يكون من الصعب للمصاب كَبح حاجته الملحّة، وقد يؤدي فرط هذا النشاط إلى التبوّل اللاإرادي (سلس البول الإلحاحي). فإذا كنت تعاني فرط نشاط المثانة، فقد تشعر بالإحراج، أو تعزل نفسك عن الآخرين، أو تفرض الحدود على عملك وحياتك الاجتماعية. والخبر الجيّد أنه يمكن لتقييم مختصر أن يحدّد ما إذا كان هناك سبب محدّد لإصابتك بأعراض فرط نشاط المثانة.
في حديث لـ«الجمهورية» فسّر الدكتور محمد بلبل، رئيس قسم جراحة المسالك البولية في الجامعة الأميركية واختصاصي في جراحة المسالك البولية والتناسلية، عوارض فرط نشاط المثانة، كالتالي:
«الشعور بحاجة مفاجئة إلى التبوّل يصعب السيطرة عليها
المعاناة من التبوّل غير الإرادي الذي يحدث بصورة فورية بعد حاجةٍ ملحّة إلى التبوّل
تكرار التبوّل لـ8 مرات أو أكثر خلال 24 ساعة في العادة
الاستيقاظ مرتين أو أكثر ليلاً بغرض التبول (التبول الليلي)».
وأفاد بلبل: «ترسل المثانة الطبيعية رسالة للدماغ بحاجَة التبوّل عند وصول كمية البول فيها إلى ما بين 300 و350 ملل، أمّا المثانة المُفرطة النشاط فتُشعِر المريض بالحاجة للتبول عند وجود 50 إلى 100 ملل من البول فيها. ولا شك أنّ زحمة البول من أهم علامات فرط نشاط المثانة».

متى تزور الطبيب؟
على الرغم من عدم كونها غير شائعة بين كبار السن، إلّا أنّ المثانة مفرطة النشاط لا تُعد جزءاً طبيعياً من التقدم في العمر. قد لا يكون من السهل مناقشة مسألة شخصية من هذا القبيل مع طبيبك، ولكن هناك علاجات متوافرة يمكنك اللجوء إليها، خاصة إذا كانت الأعراض تعطّل جدول عملك وتفاعلاتك الاجتماعية ونشاطاتك اليومية.

الأسباب
بينما تمتلئ المثانة لديك، تؤدي الإشارات العصبية المُرسلة إلى الدماغ في النهاية لحاجتك إلى التبوّل. وعندما تتبوّل، تقوم الإشارات العصبية بتنظيم استرخاء عضلات قاع الحوض وعضلات مجرى البول (العضلات العاصرة البولية)، وتشتد عضلات المثانة (تنقبض) لإخراجه.

الانقباض اللاإرادي للمثانة
قال د. بلبل: «إنّ السبب في فرط نشاط المثانة يرجع إلى بدء عضلاتها في الانقباض لاإرادياً، حتى عند انخفاض حجم البول في المثانة لديك. فتؤدي الانقباضات اللاإرادية إلى وجود حاجة عاجلة إلى التبوّل، وقد يُسهم العديد من الحالات في علامات فرط نشاط المثانة وأعراضها، والتي تتضمّن:
• الاضطرابات العصبية، مثل السكتة الدماغية
أو التصلّب المتعدد
• داء السكري
• الأدوية التي تؤدي إلى ارتفاع سرعة إنتاج البول أو يلزم تناولها مع كثير من السوائل
• الالتهاب الحاد في المسالك البولية الذي يمكن أن يَتسبّب في ظهور أعراض مشابهة لأعراض فرط نشاط المثانة
• أشياء غير طبيعية في المثانة، مثل الأورام أو الحَصوات
• عوامل تمنع تدفّق المثانة – تضخّم البروستاتا أو الإمساك أو العمليات السابقة لمعالجة الأشكال الأخرى من السلس
• الإفراط في تناول الكافيين أو الكحوليات
• إنخفاض الوظيفة المعرفية بسبب تقدم السن، والذي يمكن أن يزيد من صعوبة فهم المثانة للإشارات التي تتلقّاها من المخ
• صعوبة المشي، والتي يمكن أن تؤدي إلى حالة تعجُّل المثانة، إذا لم يكن بوسعك الدخول إلى الحمام بسرعة
• عدم إفراغ المثانة بالكامل، والذي قد يؤدي إلى أعراض فرط نشاطها، لأنه يتبقّى لديك مساحة قليلة لتخزين البول
• التعصيب، والبرد أحياناً
• المبولة هكذا منذ الولادة.
في الحقيقة، إنّ السبب الخاص في فرط نشاط المثانة غير معروف في الكثير من الأحيان».

عوامل الخطر
كلما تقدّم بك العمر يزداد خطر إصابتك بفرط نشاط المثانة. وتكون أكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض والاضطرابات، مثل تضخّم البروستاتا وداء السكري، والتي يمكن أن تُسهم في وجود مشكلات أخرى مع وظيفة المثانة.
إنّ كثيراً من الأشخاص الذين يعانون تدهوراً معرفيّاً – على سبيل المثال، بعد السكتة الدماغية أو مرض اللألزهايمر – يُصابون بفرط نشاط المثانة. يمكن إدارة السلس الناتج عن تلك الحالات من خلال جداول السوائل، والإفراغ المحدد بتوقيت مدفوع، والملابس الماصّة، والبرامج المتعلقة بالأمعاء.
كما يعاني الأشخاص المصابين بفرط نشاط المثانة مشكلات في السيطرة على الأمعاء.

المضاعفات
قد يؤثر أي نوع من أنواع مرض السلس على جودة نوعية الحياة كليّاً. إذا كانت أعراض فرط نشاط المثانة تسبّب اضطرابات كبيرة في حياتك، فقد يكون لديك أيضاً:
• ضغط عاطفي أو اكتئاب
• قلق
• دورات من اضطرابات النوم والنوم المتقطّع
• مشكلات متعلقة بالحياة الجنسية
«قد يوصي طبيبك بعلاج الحالات المرتبطة، لمعرفة ما إذا كان العلاج الفعّال لهذه الحالات سيساعد في علاج أعراض البول لديك»، كما أكد بلبل.
وقد يواجه كبار السن مجموعة شائعة من مشكلات تخزين البول في المثانة، ومشكلات تفريغ البول منها. وقد تسبّب المثانة الكثير من إلحاحية التبوّل وحتى السلس، ولكن لا تقوم بالتفريغ جيداً».

الوقاية
بحسب د. محمد، «قد تساعد اختيارات نمط الحياة الصحي التالية المريض على خفض خطر فرط نشاط المثانة:
• حافظ على وزن صحي.
• قم بنشاط وتمرين بدني منتظم ويومي.
• قلّل من استخدامك الكافيين والكحول.
• أقلِع عن التدخين.
• تعامل مع الحالات المزمنة، مثل السكري، والتي قد تسهم في أعراض فرط نشاط المثانة.
• تعرّف الى موقع عضلات قاع الحوض، ثم عزّز قوتها بالقيام بتمارين كيجل – اقبض العضلات، واستمر بالقبض لمدة ثانيتين، ثم أرخ العضلات لـ3 ثوان. تمرّن على قبض العضلات لمدة 5 ثوانٍ، ثم 10 ثوانٍ في كل مرة. قم بأداء هذا التمرين 3 مجموعات يومياً مع تكراره 10 مرات في كل مجموعة».

العلاج
تختلف العلاجات بحسب سبب فرط نشاط المثانة. وقد ذكر د. بلبل خطّين علاجيين أساسيين: «الـLife style modification، هو الخط العلاجي الأول لمشكلة فرط نشاط المثانة. وعلى المريض التزام نمط الحياة هذا، فلا يستطيع الطب القيام بالعمل كله؛ ما يعني انّ على المريض مساعدة نفسه.
أما الخط العلاجي الثاني، فيقتصر على حبوب مهدئة للمبولة، تسمح لها باستيعاب كمية أكبر من البول قبل التشنّج. أحياناً، نلجأ إلى بوتوكس في المبولة (في حالات استثنائية). والحاجة إلى الجراحة نادرة جداً. كما قد نضع أسلاكاً كهربائية حول المثانة لمساعدة المريض في السيطرة عليها».

وختم د. محمد بلبل حديثه قائلاً: «الأهم هو أن يفهم المريض أو المريضة أنّ فرط نشاط المثانة مشكلة مزعجة، ولكنها ليست مرضاً مهماً».