IMLebanon

 جعجع: الأفضل على باسيل القول “أنا ذاهب إلى بشار الأسد”

لفت رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع إلى أن “الوزير جبران باسيل “ما بيقطعنا” أبداً، فهو في كل يوم يعطينا موضوعاً يمكننا أن نقوم بأطروحات حوله فهو قد صرّح قائلاً بما معناه “أنا ذاهب إلى سوريا لأعيد النازحين السوريين إلى سوريا مثلما اعادنا الجيش السوري إلى سوريا”، فيا صديقي العزيز جبران باسيل هل يمكن أن تقول لي أين أعدت الجيش السوري إلى سوريا؟ فأنت أين كنت عندما كانت المعارك الضارية دائرة مع الجيش السوري؟ فنحن منذ اللحظة الأولى لدخول هذا الجيش إلى لبنان بقينا 15 عاماً نتقاتل معه من أجل أن تمكنّا من ترسيخ منطقة حرّة في لبنان كان لبنان بأسره متجسّد فيها، إلى حين أن أتى الوزير باسيل ومن معه و”حركشوا بالوضعيّة” وقاموا بأعمال ما كان يجب أن يتم القيام بها بطريقة خاطئة في الوقت الخاطئ، أدّت إلى احتياح سوري لكل لبنان بعد 15 عاماً على ترسيخنا لبنان في هذه المنطقة الحرّة منه”.

وتابع جعجع، جعجع خلال عشاء أقامه مركز “القوّات اللبنانيّة” في موريال في صالة استقبال “Le Chateau” في مدينة لافال – كندا: “إذا ما كنت تتكلّم عن خروج الجيش السوري من لبنان فيجب على الإنسان أن يأخذ حقّه ويعطي الآخرين حقّهم، وان لم يكن الإنسان موضوعي بحق غيره لا يمكنه ان يكون موضوعياً بحق ذاته، لأن ما أدى إلى خروج الجيش السوري من لبنان هو الموجة الشعبيّة العارمة التي قامت بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري والتي تكوّنت من كوكبة حركة “14 آذار” وأدّت إلى خروج الجيش السوري من لبنان، فإذا يا صديقي العزيز ستخرج النازحين كما أخرجت الجيش السوري من لبنان فهذا يعني أن “بيتنا بالقلعة” يعني أنهم سيبقون هنا كنازحين قرابة الـ10 آلاف عام”.

وسأل جعجع: “الوزير باسيل ذاهب إلى سوريا، أين هي سوريا الآن؟ كان من الأفضل يا صديقنا العزيز أن تقول أنا ذاهب إلى بشار الأسد، في الوقت نفسه أين بشار الأسد من القرار في الشام اليوم؟ الجميع يعلم أن لا قرار له إنما القرار في الشام اليوم هو بيد ايران ولنلاحظ أنه في كل مرّة يتم العمل على مفاوضات ما إيران هي من يفاوض بشكل مباشر أو عبر روسيا وعلى سبيل المثال مسألة المناطق الآمنة مع تركيا، فكل الأقطاب يتفاوضون إلا النظام في سوريا فهو لا علاقة له بكل ما هو جارٍ اليوم لذا أسأل أنت ذاهب إلى أين؟ فهل القرار بيد بشار الأسد كي تذهب إليه؟”.

واستطرد جعجع: “من غير المقبول أن يكون هناك غش إلى هذه الدرجة، لذا النقطة الأساسيّة في هذه المسألة هي أن الكون بأسره يعرف أن بشار الأسد لا يريد عودة النازحين السوريين لأن الأكثريّة الساحقة من بينهم تنتمي إلى طائفة معيّنة وبالتالي هو مرتاح لوجودهم خارج الأراضي السوريّة، فإذا ما أضفنا على سوريا الحاليّة 10 ملايين سنيّ لا تعد تناسبه أبداً وإنما العكس فهو لن يتأخر أبداً لو يستطيع إخراج ما تبقى من سنّة في سوريا باستثناء من يوالونه لذا ماذا تطرح علينا أنت (الوزير باسيل)؟”.

وأوضح جعجع أن “النازحين السوريين بذاتهم لن يقبلوا بالعودة في ظل استمرار وجود بشار الأسد هناك، ماذا وإلا لو لم يكن هذا هو الواقع فلماذا لم يعودوا منذ ثلاث أو أربعة أعوام؟ فأنت (الوزير باسيل) ذاهب للتفاوض مع بشار الأسد من أجل عودة النازحين في الوقت الذي لا يريد هو عودتهم ولا يرودون هم العودة في ظل وجوده ولا حتى الكون بأسره مستعد للتضحيّة بأي أمر من أجل العودة في ظل استمراره”.

وتابع جعجع: “من يريد عودة النازحين السوريين إلى سوريا عليه أن يسعى ليجد طريقة لإخراج الأسد من سوريا، إلا أن النقطة الأهم في المسألة هي أنه في حال أراد الوزير باسيل زيارة سوريا فهو حرّ وإذا ما أراد الإجتماع ببشار الأسد فهو أيضاً حرّ في ذلك، إلا أنه يجب أن نطرح الأمور كما هي فيا معالي الوزير نحن لا نعيش اليوم في العام 1998 أو 1999 او 2000 أو 2001 أو 2002 أو 2003 أو 2004 عندما كان نظام الأسد يحدد من هو رئيس الجمهوريّة في لبنان أو عندما كان “يطلع رئيس وينزل رئيس”، نحن اليوم في العام 2019 ومن بعد العام 2005 أصبحت القوى اللبنانيّة هي من تحدد من هو رئيس لبنان وأكبر دليل على ذلك فالعماد عون الذي الوزير باسيل لا يمكنه أن تتم مقارنته به حجماً وشعبيّة، فقد بقى على مدى عامين ونصف مرشحاً مدعوماً من قبل إيران والنظام في سوريا و”حزب الله” وفينزويلا وكوريا الشماليّة ولم يستطع من الوصول إلى سدّة الرئاسة إلا عندما دعمته القوى اللبنانيّة وبطليعتهم “القوّات اللبنانيّة”، وبالتالي أتمنى على صديقنا الوزير باسيل ألا يضل الطريق فهي ليست “طلوع” أو في الخارج وإنما داخل لبنان وكل ما تبقى لا يفيد بأي شيء “مرتا مرتا تقومين بأعمال كثير أما المطلوب فواحد” وهو قبل كل شيء أن يكون الشخص لبنانياً ويعمل من أجل بناء الدولة ويكون مستقيماً ويساهم في إنماء الدولة وليس لكي يصل الوضع إلى ما وصل إليه في الوقت الحاضر والوزير باسيل رئيس أكبر كتلة وزاريّة، وهو من يقول ذلك وكلما تكلمنا معه يرد بأنه رئيس أكبر كتلة وزاريّة فنرد “تشرفنا” تفضل لإنقاذ الوضع إذا، وهو رئيس أكبر كتلة نيابيّة في ما مضى كانت النصيحة بجمل اليوم أصبحت النصيحة مجاناً على من يأخذ بها”.

ولفت جعجع إلى أن “أهلنا في لبنان يتعذبون ويتألمون، بلقمة عيشهم موجوعون وبالإنتظار أمام محطات الوقود موجوعون وبالإنتظار أمام الأفران موجوعون وبكل جوانب الحياة، وجعهم هذا ليس لأن لبنان فقير ولا أمل فيه فهذه نظرة خاطئ باعتبار أن لبنان ليس بفقير وشعبه ليس فقيراً أيضاً فهو شعب نشيط يعمل ويبدع وأكبر دليل على ذلك هي الجاليات اللبنانيّة المنتشرة في كافة أصقاع الأرض، إلا أننا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم بسبب الطريقة التي يتم بها إدارة الدولة”.

وشدد جعجع على أن “الأمل ليس مفقوداً ونحن سنستمر بالعمل في كل لحظة ونوابنا ووزراؤنا يحاولون القيام بالمستحيل في كل لحظة من أجل تحسين الوضع القائم قدر الإمكان، بانتظار أن تقوموا أنتم بتحسينه بشكل حذري عندما يحين موعد الإنتخابات النيابيّة”، مشيراً إلى أن “حزب “القوّات اللبنانيّة” قد طرح سلّة من الإصلاحات الكبيرة التي يتم النقاش حولها بشكل يومي وقد وافقت الأكثريّة الوزاريّة على بعض من هذه الإصلاحات، أما الأخرى فلم توافق حتى الآن على تطبيقها وبالتالي ما سنقوم به سهل جداً باعتبار أننا كما دائماً لن نستسلم ولن نكلّ وسنكمل حتى النهاية لذا من جهة سنعطي أنفسنا فرصة من شهر أو شهر ونصف من أجل أن نرى ما هم فاعلون بالنسبة للإصلاحات المتبقية، باعتبار أن الإصلاحات بشكل عام هي سلّة متكاملة مع بعضها البعض، اما من الجهة الأخرى فنحن سنترقب كيفيّة تطبيق ما تم الإتفاق عليه من إصلاحات التي تبقى نظريّة إلى حين تنفيذها بشكل عملي، وعلى ضوء كل ما تقدّم من معطيات سنحدد موقفنا من الموازنة وسنقرّر ماذا ستكون خطواتنا اللاحقة، إلا أن ما يمكنني ان أعدكم به بشكل أكيد هو أننا سنقوم بالمستحيل من أجل تحسين أوضاع الناس بالقدر الذي يمكننا منه الله فنحن بين الناس ومنهم ونعيش وجعهم في كل ساعة ويوم”.

واعتبر جعجع أن “الحل الفعلي يبقى في أننا يجب أن نذهب باتجاه تغيير أكثريّة التقم السياسي وهذا التغيير لا يمكن لأحد القيام به سوى أنتم (الناس)، لذا يجب أن نبدأ بتحضير أنفسنا من الآن باعتبار أنه في أول استحقاق انتخابي يجب أن نقدم على الإقتراع بالشكل الصحيح فالجميع يعرف من يقوم بماذا وإذا ما انتخبنا في هذا الإتجاه أو ذلك سنحصد ما انتخبناه”.

واستطرد جعجع: “منذ 4 أو 5 أيام كما في أحد اللقاءات وكنت أتكلم عن “القوّات” كما أفعل الآن، وقلت أن عمرها 35 سنة وأنا لم أكن أحسب الاعوام بشكل دقيق وإنما كنت مجرّد أطرح الرقم بشكل رمزي فالقوات عمرها آلاف السنوات إلا أن إحدى وسائل الإعلام التي إن كان لجميع الناس حق الكلام في هذا الإطار فهي لا يحق لها ذلك إلا أنه للأسف فقد تكلمت، وقد نشرت تقريراً في نشرتها لتقول إن سمير جعجع اعتبر أن عمر “القوّات” من عمره هو في “القوّات” بالوقت الذي أنا أكثر شخص يعرف ما هي “القوات” ومن الذين عايشوا الشيخ بشير الجميّل وأكثر من يعرف أن مؤسس “القوّات اللبنانيّة” هو بشير الجميل وأنه الرئيس الأول لها وأنه الشهيد الأول عندنا، وأكثر ما أعرفه هو أنه لولا شخص إسمه بشير الجميّل لما كان هناك من قوّات ولا من يحزنون”.

وتابع جعجع: “أتأسف كثيراً لأن بعض فاقدي الأخلاق وهذا أمر جلي من خلال ممارساتهم أن يصل بهم الدرك إلى هذا الحد عبر اتخاذ كلمة قيلت بشكل رمزي من أجل أن يبنوا عليها أساطير وليس لسبب سوى أنها تناسب مصالحهم أو لأنهم مأجورون، وفي كلتا الحالتين ما يقومون به ليس بشرف لهم وفي كل الأحوال في حساب بسيط إذا ما أردنا أن نرد عليهم بشكل حرفي فإذا ما عدنا 35 سنة إلى الوراء نقع على العام 1984 فمن كان قائد “القوّات” في حينه؟ في أول مرحلة منها كان فادي افرام وفي ثاني مرحلة منها كان فؤاد أبو ناضر وقت نسي من أعدوا التقرير أنني استلمت قيادة “القوّات” من بعد 15 كانون الثاني 1986 وبالتالي كل ادعاءاتهم باطلة لا تعني شيئاً، فعمر “القوّات” من عمر الشيخ بشير على الأكيد من دون أن نقوم بالحسبة إن كانت منذ العام 1976 أو من العام 1980 بعد توحيد البندقيّة هذا بالنسبة لقوّاتنا نحن إلا أن من قبلها كان هناك في كل المراحل قوّات ومقاومة فأرضنا أرض المقاومة ولو لم تكن كذلك لما كانت استمرّت الحريّة في هذه الأرض ولما كان استمرّ لبنان”.