IMLebanon

قيومجيان: ولّى زمن إخفاء حالات ذوي الاحتياجات الخاصة

أكد وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان أنّ “المجتمع اللبناني في تطور دائِم في اتجاه ثقافَة الدمج وقد ولّى زمن إخفاء حالات ذوي الإحتياجات الخاصَّة وحلَّ زمن الإعتراف بِها ومواجهتها بالوسائِل الناجعة”.

وأضاف، خلال رعايته ووزير العمل كميل أبو سليمان لورشَة عَمَل حول الاحتياجات الخاصَّة بدعوة مِن أوبِن مايندز ومركَز كويست الأكاديمي الثقافي: “نحن ضدّ الكوتا الحاليَة لدمج ذوي الاحتياجات ويجِب تخطّي النسبة المئوية التي يلزم بِها القانون في ما يختصّ بالتوظيف. وعلينا أن نؤمن البُنى الاجتماعيَّة التي تحفّز الدّمج خصوصا في الجامِعات التي بدأ عدد منها بمواكبَة ذوي الإحتياجات الخاصَّة”.

وشدد على أنَ “مَفهوم الاحتياجات الخاصَّة بدأ يتبدَّل فكلّنا بشكل أو بآخَر لدينا إحتياجات، خصوصًا أن الدراسات دلت على أن شخصا من أصل خمسَة يعاني من مشاكِل نفسيَّة أوصحيَّة مزمنة بِفعل تراكم الهموم عَلى مَدى عقود”.

وختَم أنَّ “التوعيَة ما زالت عنصرا أساسيا في عمليَّة الدّمج وأن تطوير القوانين يجب أن يُنجَز مواكبةً لِحراك المجتمَع بكل مكوناته”.

وشارَكَ الخبير الدولي راندي لويس خبرته في دمج ذوي الإحتياجات الخاصَة في أمكنة العَمَل معترِفا أن “من دوافِعِه محاولة إيجاد حل لهذه المشكلة مع إبنه المصاب بالتوحّد”.

وأضاف لويس: “الوسيلَة الأنجع لدمج هذه الشريحة في أمكنة العَمل تكمن في تدريبها وإعطائِهِا التعليمات الواضحة والمحدّدة وقد أظهر هؤلاء أنهم مهرَة في التقيد بالأنظمة وفي إقتراف عدد أدنى من الأخطاء في الأعمال الموكلة إليهم”.

من جهته، أوضح علي حمزة منسق مركز LEAP أن “الاختصاصات التي يقدمها المركز في جامعة ال AUST تهدف إلى تلقين مهارات أساسية لذوي الاحتياجات حتى تتحول إلى أمور تطبيقية تحاكي وتستجيب لعالم التوظيف”، مشيرا إلى أن “المركز ينطلق من تقييم نقاط قوة واحتياجات الطلاب”.

من جهتها، أوضحت المستشارة في التربية المتخصصة  الدكتورة ريم معوض أن “المدرسة المتخصصة ” Step Together ” تنطلق من الإيمان بحقوق وقدرات البالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة وتسعى إلى إيجاد فرص حقيقية للتدريب على الوظيفة كما إلى تطوير أماكن عمل تراعي مقتضيات الاحتياجات خالية من التمييز ما يعزز قيم التنوع والعدالة الاجتماعية حيث يتساوى الجميع في الحقوق والواجبات”.

وشرحت سوسن الوزان جبري مديرة “الدايت سنتر ” تجربتها مع ” زينة” التي تم توظيفها في المؤسسة وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي كانت شغوفة بفنون الطبخ والتي ثُبِّتت في عملها بعد سنة من التدريب حيث باتت تتقاضى راتبا وتستفيد من خدمات الضمان ما أفسح المجال لاحقا في انضمام “آية” و”لميس” وهما من ذوي متلازمة داون.

وعرَضَ الدكتور هِكتور الحجّار مؤسس جمعيَّة ” رسالَة سلام” Message de Paix تجربته في تَوظيف ذوي الاحتياجات الخاصَّة مؤكّدا أن “هناك العديد من مراكِز الاستِقبال الطبيّة والإجتماعيّة، غير أن ” سالة سلام” تتميّز بِتركيزها على الأشخاص ذوي القدرات المحدّدة من حيث هي عوامل منتِجَة في الشخصيَّة الإنسانيَّة.

وأضاف الحجّار أنَّ “العَمَل المنتِج لهؤلاء الأشخاص يجنّبهم أن يكونوا عبئا على عائلاتِهم، وعلى المجتَمَع وأن الشرائِح العمريَة التي تستقطبها الجمعيَّة تتراوَح بين سِنّ الثامنة عشرَة إلى الخامسَة والخَمسين ينتج فيها هؤلاء عبرَ الأعمال الحرفيَة مثل صناعَة الشموع وأعمال الديكور والأواني المطبخيَّة والبلكسي وغيرها ما يحقق استقلاليّتهم”.