IMLebanon

استنفار غربي لمواكبة التحركات الشعبية

كتب خليل فليحان في صحيفة الشرق الأوسط:

تكثّفت الاتصالات لتهدئة التحرك الشعبي في شوارع بيروت وفي المناطق احتجاجاً على زيادة الرسوم والضرائب التي طالت الناس في عيشها اليومي. وفي موازاة ذلك، استنفر السفراء العرب والأجانب المعتمدون لدى لبنان، لا سيما سفراء دول «المجموعة الدولية لدعم استقرار لبنان أمنياً وسياسيا» لمتابعة التطورات التي وصفها سفير دولة كبرى بأنها كانت «مفاجئة» إذ «لم يتمكّن جهاز السفارة السياسي ولا الملحق العسكري من التقاط أي معلومات عن هذا التحرك الشعبي الهائل قبل حدوثه»، مشيراً إلى أن هذا الحراك «ملأ الشوارع بهدوء بعيداً عن شعارات الأحزاب والتيارات والحركات السياسية مطالباً بإسقاط الحكومة، منتقداً العهد نتيجة فرض المزيد من الرسوم والضرائب من دون توفير إصلاحات يستفيد منها المواطن»، بحسب السفير ذاته.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية أن «سفراء بعض بعثات دول المجموعة الدولية لدعم لبنان لم يتمكنوا من معرفة ما إذا كان الرئيس سعد الحريري سيقدم استقالته نزولاً عند مطالبة الجماهير المتظاهرة، ولم يعرفوا كذلك إن كان فرض رسم على (الواتساب) هو الذي فجّر الشارع فعلاً، أم أن تراكمات من الممارسات الرسمية تطال اللبناني في عيشه اليومي كانت وراء هذا الاندفاع الشعبي غير المسبوق للتسابق إلى التظاهر». وأفاد دبلوماسي في بيروت بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وضع التحرك الشعبي في لبنان على جدول أعماله، مشيراً إلى اتصالات واسعة جرت بين قصر الإليزيه و«بيت الوسط» (مقر الرئيس سعد الحريري في بيروت) بهدف مواكبة الاتصالات الجارية لمعرفة التداعيات السياسية المتوقعة والتنبه إلى أن أي خطأ في التقدير سيؤثر على نتائج مؤتمر «سيدر» وسيزيد الوضعين الاقتصادي والنقدي تأزماً.