IMLebanon

جمهور “الحزب” و”أمل” في الشارع: “بدنا ناكل جوعانين”

ليست الانتفاضة الشعبية التي انفجرت على حين غرة في وجه سلطة، اعتادت على شعب صامت يسير بهدي شعار “نفذ ولا تعترض”، المفاجأة الوحيدة التي فجرها أكثر من مليون لبناني في الأيام الستة الماضية. ذلك أن المفاجأة الأكبر التي لم يتوقعها أحد هي بالتأكيد القنبلة الشعبية التي فجرتها القاعدة الشعبية للثنائي حركة أمل – حزب الله.

للمرة الأولى منذ عقود، قد تكون ربما عائدة إلى تاريخ ولادة حزب الله عام 1982، يخرج جمهور الحزب عن صمته كاسرا قاعدة “نفذ ولا تعترض”، فكان أن طالت موجة الاحتجاجات الشعبية العارمة أهم معاقل الحزب وحركة أمل على الإطلاق كمدينتي صور والنبطية، لإطلاق صرخة قهر ووجع، يتشاركونها مع جميع اللبنانيين، لجهة الفقر والجوع في أوضاع اقتصادية صعبة زادتها تعقيدا في طبيعة الحال العقوبات الأميركية القاسية على الحزب والمقربين منه والمحسوببين عليه والدائرين في فلكه.

وفي السياق، تلفت مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية” إلى أن “إلى جانب الوجع الاقتصادي والاجتماعي الذي تعانيه الطائفة الشيعية، والذي نجح بعض أطرافها السياسيين في التعمية عليه لسنوات طويلة، فإن قراءة متأنية بين سطور شريط أحداث الأيام الأخيرة يفيد بأن القاعدة الشعبية للثنائي الشيعي كسرت حاجز الخوف من مغبة الخروج على طاعة الزعيمين، الرئيس نبيه بري والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، لا لشيء إلا لأنها باتت على يقين أن تصفية الحسابات السياسية وحمل لواء المعارك الكبيرة وتلك ذات الطابع الاقليمي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا يجوز أن تتم على حساب الانسان وكرامته وغيشه الكريم”.

وتشير المصادر إلى أن “حزب الله وحركة أمل فهما الرسالة الشعبية هذه جيدا، فبدت الكلمة التي ألقاها نصرالله في ذكرى أربعين الإمام الحسين مناسبة لحض الناس، ولاسيما منهم جمهوره التقليدي، إلى الخروج من الشارع، مذكرا المتظاهرين بأنهم لا يستطيعون إسقاط العهد. غير أن النتائج أتته عكسية حيث أن سيد المقاومة، ومن حيث لا يدري، أعطى المتظاهرين دفعا جديدا وحافزا لإثبات قدرتهم، وحيدين، على إسقاط الحكومة وقلب الطاولة في وجه الجميع”.

وفي الإطار عينه، تلفت المصادر إلى أن “هذا المشهد هو الذي قد يكون دفع مناصري رئيس المجلس إلى اللجوء إلى العنف لقمع المتظاهرين في صور. غير أن هذه الخطوة أدت هي الأخرى مفعولا عكسيا وحد صرخات التأييد لصور من طرابلس إلى بيروت مرورا بجل الديب وعدد من نقاط التظاهر الأخرى”.

وبحسب المصادر نفسها، فإن “العراضة المسلحة المحدودة التي سجلت أمس تندرج أيضا في خانة حاجة الثنائي الشيعي إلى التذكير الدائم بما يعتبره قوة تتيح له القدرة على إخافة الناس المحقونين المتألمين الأحرار، وفرط ثورتهم. إلا أن الجيش كان هذه المرة بالمرصاد، وأجهض التحرك في مهده لأن هذا النوع من الرسائل المشفرة ما عاد ينتطلي على أحد، تماما كما النفي الذي صدر عن الحزب والحركة، في مشهد سياسي جديد تكتبه صرخات ثوار تشرين الأول 2019”.