IMLebanon

التظاهرات مستمرة… أوساط العهد: ثوّار انقلابيون يجب قمعهم

الناس في وادٍ والسلطة في آخر. على رغم مضي 12 يوما على التظاهرات وقطع الطرقات في مختلف المناطق، يصرّ اركان الحكم على صم اذانهم عمّا تصدح به الساحات من مطالب تُشكّل ابسط مقوّمات العيش اللائق وإغلاق عيونهم عن الذي يجري على الارض من تلاحم وطني تجاوز الطائفية.

فلا التحرّكات السلمية والحضارية التي طبعت الحراك منذ اليوم الاوّل تحت عنوان “كلن يعني كلن” من دون استثناء حرّكت ضمائرهم، ولا السلسلة البشرية الممتدة من الشمال الى الجنوب مرورا ببيروت والجبل والبقاع متخطيةً الحواجز الطائفية والانتماءات السياسية جعلتهم يراجعون حساباتهم ولو قيد انملة وكأن “الدني عم تشتي”.

ولعل الحسرة في هذا المشهد الوطني العابر للطوائف الذي يتكرر في الشريط اليومي للثورة، انه لم يُثر اهتمام اركان السلطة وهم الذين كانوا يُمنّون اللبنانيين عند كل “طلعة ونزلة” ان هدفهم توحيدهم تحت راية العلم اللبناني. فلم يتعاطوا معه كحدث تاريخي انما يأتي في سياق مسلسل “المؤامرة” وعمل السفارات، تماما كما اعلن امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة مساء الجمعة.

وفي حين اسفت اوساط مراقبة، عبر “المركزية” لأن “التطنيش على مطالب المنتفضين لا يزال قائما بحجّة ان ما يجري في المناطق مؤامرة على العهد لأنه لم ينصع الى الطلب الاميركي بضرب حزب الله ونزع سلاحه وتطبيق القرار 1559 بنزع سلاح الميليشيات، كما يروّجون”، تتمسّك اوساط قريبة من العهد بمقولة أن “الخارج يقف وراء ما يحصل في لبنان منذ اكثر من اسبوع، وهو يتلطّى خلف الثوّار لتحقيق مآربه، وبما ان هؤلاء الثوّار يرفضون الدعوة الى الحوار التي اطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون، فالمنطق يفرض التعاطي معهم كـ”ثوّار انقلابيين” وقمعهم قبل تحقيق غاياتهم، لأنهم يقوّضون حركة الناس بالتنقّل”.

وتوقفت الاوساط، عبر “المركزية”، عند ما يجري في الساحات، “فهو يُذكّرنا بما حصل عام 1975، خصوصا في مشاهد قطع الطرقات بشتّى الوسائل وطلب هويات المارة”، متخوفةً من “مواجهات مسلّحة تجد في الساحة المسيحية ارضا خصبة لها، اي بين العونيين والقوات على اعتبار ان المواجهات الاخرى (سنّية-شيعية) تؤدي الى فتنة لا يمكن للطرف الاقوى فيها حزب الله ان يتحمّلها”.

وفي السياق، تتحدّث الاوساط القريبة من العهد عن “تحرشات” في الساحة المسيحية بهدف احداث مواجهات تصبّ في مصلحة الثوّار “المندسّين”، خصوصا “في ظل تلكؤ السلطة العسكرية والامنية في قمعهم وفتح الطرقات”، معتبرةً أن “هناك جهات امنية متعاطفة الذي لولاه لما كانت رقعة انتشاره تتوسّع”.

على اي حال، تبقى المناطق ذات الغالبية الشيعية محط مراقبة لدى فرقاء سياسيين في الداخل والخارج، ذلك ان شرارة الانتفاضة فيها تكبر، لاسيما في الجنوب بعدما تبين انها اشبه بحالة انقلابية بكل ما للكلمة من معنى على الثنائي الشيعي حزب الله وحركة امل، بحيث بدأ جدار الصمت ينكسر وعقدة الخوف من المجاهرة بالمواقف الرافضة لهما تتلاشى على رغم “رسائل التهديد” من قبل مسؤولي الحزب والحركة ضد المتظاهرين بعدم التعرّض لرموز الطائفة، رئيس مجل سالنواب نبيه بري وامين عام حزب الله السيد حسن نصرالله.

ويُنقل عن اوساط سياسية قريبة من الضاحية قولها إن “حزب الله” “لا يمكنه ان يتحمّل مثل هذه الممارسات بالتزامن مع ما يجري في العراق من انتفاضة شعبية”، ولم تستبعد أن “يكون المخطط بدأ في بغداد ويمرّ في بيروت لضرب ايران واذرعها العسكرية كالحشد الشعبي في العراق و”حزب الله” في لبنان”.