IMLebanon

السلطة تلجأ لكل الوسائل لإحباط “الثورة”.. وتهديد المواطن بلقمة عيشه

كل الوسائل استُخدمت لمحاولة احباط الثورة من قِبَل أهل الحكم. سياسيا، أطلت السلطة على المتظاهرين تباعا عبر الاعلام. البداية كانت مع رئيس الحكومة سعد الحريري الذي استمهل الشارع 72 ساعة. انقضت المدة بكلمة ثانية للحريري أعلن فيها ولادة الورقة الاصلاحية بتوافق وزاري تام، واعدا بأنها ستضع حدا للتدهور الاقتصادي وأنها نتيجة صرخات المواطنين.

لم تفلح هذه المحاولة، فأطل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، محييا حيوية الشعب اللبناني ومؤكدا ان مطالبهم وصلت، داعيا المواطنين الى الخروج من الطرقات والاعتصام في الساحات، بالتزامن مع حوار أبدى استعداده لاجرائه مع ممثلين للحراك.

نداءات بعبدا، ايضا لم تلق آذانا صاغية. فخرج الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمة كانت الثانية له في اقل من اسبوع، جدد فيها القول ان الحكومة خط أحمر وانه يعارض سقوطها خوفا من الفراغ، محذرا المشاركين في الثورة من انهم قد يكونون ينفذون من حيث لا يدرون مخططات سفارات غربية واجنبية وبعض الاحزاب لاسقاط العهد ومعه المقاومة. هذه المحاولات كلّها لم تنفع، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، بل على العكس، زاد الثوار عزما وتصميما على تحقيق مطالبهم المتمثلة اولا باسقاط الحكومة ومن ثم تشكيل أخرى مستقلة من التكنوقراط تحضّر لانتخابات نيابية مبكرة وتسترد الاموال المنهوبة. وقد دلّ توافدهم الى الساحات والطرقات في نهاية الاسبوع بأعداد مضاعفة، الى انهم لن يتراجعوا.

والى الادوات “السياسية” و”الاقتصادية” التي استخدمها الحكم علّها “تنفّس” الثورة، تضيف المصادر، تم ايضا اللجوء الى “الترهيب” الامني، فجال مرارا مؤيدون لحزب الله وحركة امل على دراجاتهم النارية في شوارع العاصمة، محاولين اثارة اشكالات مع المتظاهرين، في وقت قُمع عدد من هؤلاء في مناطق يملك الثنائي الشيعي نفوذا قويا فيها كصور والنبطية وبعلبك-الهرمل، بالقوة وبالعصي وفي بعض الاحيان، بالرصاص. كما هاجم مناصرون للتيار الوطني الحر اكثر من نقطة للثوار داعين اياهم الى فتح الطرق.

وبعدما لم تؤت هذه المحاولات كلّها ثمارها. تحرّكت في الساعات الماضية، الملفات الاقتصادية – المعيشية، فارتفعت الاصوات التي تحذّر من انقطاع الوقود والمحروقات والطحين والادوية. وقد خصص وزير الصحة جميل جبق اليوم مؤتمرا صحافيا للتحذير من المرحلة المقبلة. فقد كشف جبق ان هناك شحّا في الأدوية بسبب عدم تخليصها في الجمارك، مشيرا الى أن في حال تخليصها لا يمكن تسليمها للمستشفيات والصيدليات. ولفت الى أنه يتم الاعتداء على السيارات الخاصة لنقل الدواء مؤكدا انقطاع المستشفيات من مادتي المازوت والأوكسيجين. وقال: الأطباء لا يتمكنون من الوصول الى مستشفياتهم والبعض يأخذ خوة منهم بين 5000 ليرة و50$ والبعض الآخر يطلب منهم الكشف عليهم مجانا ليسمح لهم بالمرور. وأكد أن ما يحصل خطير ويمكن أن يؤثر على اللبنانيين والمرضى واذا استمر هذا الوضع سيؤدي الى كارثة اجتماعية طبية في لبنان.

المصادر تقول ان تهديد المواطن بلقمة عيشه اليومية، يبدو انها الورقة الجديدة التي يحاول اهل السلطة رميها، لاخراج الناس من الشارع. واذ تشير الى ان الثوار يردون على هذا التهويل بالتأكيد ان الوضع المزري هذا كان قائما قبل الانتفاضة، وقد ساهم هذا الواقع في اندلاعها، تلفت الى ان هذه “الخرطوشة” قد لا تصيب الهدف، هي الاخرى.. فهل يعلن الرئيس الحريري استقالته اليوم؟