IMLebanon

الراعي: لا أحد أقوى من الشعب.. ولحكومة جديدة تحظى بثقته

أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الى “أننا اليوم في لبنان أمام عملية تجديد على صعيد الحكم والإدارة. وهو تجديد مطلوب في المؤسسات الدستورية والإدارات العامة، بالعودة إلى غايتها ومبرر وجودها، أي تأمين الخير العام والنمو الاقتصادي والمالي والاجتماعي”.

وتابع الراعي خلال قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، “هذا التجديد يفرضه الفساد العارم الذي ينخر في العمق هذه المؤسسات والإدارات، حتى وصل بالدولة إلى شفير الهاوية والانهيار، كما تنبه باستمرارٍ المؤسسات الدولية والنقابات الداخلية والمصارف. لذا نناشد فخامة رئيس الجمهوية إجراء الإستشارات النيابية، وتكليف رئيسٍ للحكومة والإسراع معه في تأليفها كما يريدها شعبنا وشبابنا؛ فحال البلاد لا يتحمل أي يوم تأخير”، واضاف “أما دعاة التجديد فهم اليوم شباب لبنان وشعبه من كل دين وطائفة وحزب ولون. إنها ثورة حضارية بناءة لا تبغي سوى قيام الدولة اللبنانية من أجل خير الشعب وحماية الكيان. ومن المؤسف أن بعضا من الأحزاب والأفراد لا يماشي هؤلاء الشباب، فيكشف بنفسه عن نفسه أن مصالحه المادية والسياسية ومكاسبه الخاصة تعلو على الخير العام وعلى الدولة المهددة بالانهيار. لا يعتدين أحد بقوته، من أي نوع كانت، فلا أحد أقوى من الشعب وخصوصاً الشباب عندما يتألب، كما هو اليوم، كالمطر الجارف. إنه واضح في مطالبه التي لا تقبل أي مساومة. الاستمرار في عرقلة تأليف حكومة جديدة تحظى بثقة الشعب، وقادرة على إجراء التجديد في الهيكليات والقطاعات، ومباشرة النهوض الاقتصادي والمالي، إنما هو حكم على الذات بتهمة الانهيار وإسقاط الدولة، ولعنة التاريخ”

وقال الراعي: ” كما طهر عيد التجديد في أورشليم الهيكل من مدنسيه الذين استبدلوا العبادة للإله الحقيقي، بعبادة الأوثان البشرية والحجرية، كذلك اللبنانيون، وفي طليعتهم الشباب، مدعوون لتطهير هيكل الوطن من عبادة الأوثان الجديدة أعني: الإيديولوجية والشخص والحزب والمال والسلطة والسلاح والنفوذ والفساد؛ ومدعوون أيضا لعبادة الله “بالروح والحق” (يو23:4). إن هذه العبادة ترفع العابدين الحقيقيين إلى قمم الروح والأخلاقية والتفاني والتجرد، في سبيل الخير العام”.