IMLebanon

أمين عام “الحزب” للقضاة: إبدأوا بنا!

أشار الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى أن “من أهم إيجابيات الحراك الشعبي الآن هو الإجماع الوطني الحقيقي على ضرورة مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المنهوبة، فحتى من لا يريده لا يجرؤ على رفضه علنا”، معتبرا أن “اليوم لا أحد يمكن أن يحمي فاسدين، وهذا تطور كبير حصل في بلدنا يجب أن نبني عليه”.

ورأى نصرالله ، في كلمة في يوم الشهيد، أن “هناك فاسدين والهدف هو محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة منهم وهذا يحتاج إلى جهاز قضائي نزيه ولا يخضع لضغوط القوى السياسية”، مشددا على وجوب أن “يكون هناك قاض نزيه وآليات لاسترداد الأموال المنهوبة وسجن المتورطين”.

وأوضح أن “مقاومة الفساد مختلفة عن مقاومة الاحتلال في الوسائل لأننا في بلد ثمة الكثيرون من الفاسدين فيه، والهدف هو محاكمة هؤلاء واسترداد الأموال التي نهبوها، وللتمكن من ذلك يجب أن يكون لدينا قضاء مستقل وشجاع وغير انتقائي”.

وقال إن “مكافحة الفساد تحتاج محاكمات عادلة”، لافتا إلى “أننا قلنا إننا سنلجأ إلى القضاء وهدفنا ليس التشهير بأحد”. وتابع: “لا نقاش بوجود قضاة نزيهين وشجعان يكون الرهان عليهم والمطلوب موقف في مجلس القضاء الأعلى ومن القضاة أنفسهم، وإذا كان ثمة حديث عن حركة تاريخية حقيقية في لبنان فهي منوطة بالقضاء”.

واعتبر نصرالله أن “يوم الشهيد يعني يوم التضحية من أجل البلد”، متوجها إلى القضاة بالقول: “تمثلوا بهؤلاء الشهداء المضحين، وليس مطلوب منكم تقديم دمائكم بل المطلوب خطوة شجاعة بأن تتصرفوا بصلاحياتكم وعدم الخضوع لأي مرجعية سياسية، والآن كل الشعب اللبناني معكم”.

كما توجه نصرالله، بصفتي أمين عام “حزب الله”، إلى مجلس القضاء الأعلى والقضاة المعنيين بالقول: “إذا كان ثمة ملف متعلق بأي موظف من “الحزب” هيا إبدأوا فينا”. وأضاف: “كل من لديه ملف ضد شخص محسوب على “الحزب” فليتوجه إلى القضاء المعني، وإذا كان يمكن البناء على هذا الملف فأنا أضمن رفع الغطاء والحصانة عنه”. وشدد على أن “الفاسد كالعميل لا طائفة له ولا دين”.

وفي موضوع تشكيل الحكومة، قال نصرالله: “اللقاءات متواصلة والاستشارات قائمة ولسنا مضطرين للإدلاء بأي موقف حاليًا في التشكيل، وكل الأبواب مفتوحة للوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة لبلدنا”.

وبشأن الوضع القائم، أشار نصرالله إلى أن “في لبنان القطاع الإنتاجي “مضروب” والقطاع الزراعي في أسوأ حالة والقطاع الصناعي وضعه صعب جدا وقطاع التجارة تراجع كثيرا، أما قطاع الخدمات والسياحة الذي يمتاز به لبنان فتأثر بشكل كبير”.

واتهم نصرالله الولايات المتحدة بمنع لبنان من استعادة عافيته الاقتصادية، شارحا أن “الشركات الصينية جاهزة للاستثمار في لبنان بمليارات دولار وإنشاء مشاريع إنتاجية بأسعار مناسبة وهذا يحرّك حركة الإنتاج ويؤمّن فرص عمل كبيرة، لكن الأميركيين يمنعوها”.

وتابع: “الشركات الصينية بدأت بالاستثمار في الكيان الصهيوني لكن مستشار البيت الأبيض للأمن القومي السابق جون بولتون هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقال للمسؤولين الإسرائيليين إن استمرار التعاون الاقتصادي بين إسرائيل والصين سيؤثّر على التعاون العسكري بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.

واعتبر نصرالله أن “أحد أسباب غضب الأميركيين على رئيس وزراء العراق ذهابه إلى الصين وعقد اتفاقات هناك”، سائلا: “ما علاقتنا بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين”؟

كما قال نصرالله إن “الشركات الإيرانية قادرة على الاستثمار في لبنان لكنها ممنوعة أيضا من الأميركيين”، متابعا أن “الشركات اللبنانية ممنوعة من المشاركة في إعادة إعمار سوريا خوفا من وضعها على لائحة العقوبات الأميركية”.

وادعى أن “شركات عربية كبيرة ذهبت إلى سوريا ولاقت ترحيبا سوريا للمشاركة في إعادة الإعمار، وعندما عادت إلى بلادها هددها السفير الأميركي بوضعها على لائحة العقوبات في حال المشاركة”.

ورأى نصرالله أن “القول إن لبنان بلد غير آمن كذبة أميركية، فلبنان أكثر أمنا من أي ولاية من ولايات أميركا كلها بينها واشنطن نفسها”، منبها إلى أن “الأميركيين يعتمدون سياسة الترهيب لمنع الشركات الأجنبية من الاستثمار في لبنان”.

على صعيد موضوع العقوبات على “حزب الله”، قال نصرالله: “ليس لدينا أموال في البنوك ومعروف مصدر أموالنا ولا ينفع التشديد المالي علينا”، لافتا إلى أن “العقوبات تركت أثرا على الوضع الاقتصادي اللبناني والقطاع المصرفي”.

وسأل: “من سيستثمر في لبنان في ضوء الترهيب الأميركي المتواصل للبلد؟”، معتبرا أن “العقوبات الأميركية تهدف إلى التحريض الداخلي في لبنان خصوصا ضد المقاومة”.

وأشار نصرالله إلى أن “السوق العراقية قادرة على استيعاب الإنتاج الصناعي والزراعي اللبناني بشكل كبير جدا”، معتبرا أن “على الدولة تنشيط القطاعين الزراعي والصناعي والسوق العراقي فرصة تاريخية للبنان والأمر متوقف على أن تتفاهم الحكومة اللبنانية مع نظيرتها السورية للحصول على تسهيلات على المعابر وتخفيض الضرائب”. ورأى أن “الأميركيين لم يتركوا وسيلة ضغط إلا ومارسوها على العراقيين لمنع إعادة فتح معبر البوكمال”.

وأضاف: “يقولون إنها حكومة “حزب الله”، والله لو كانت الحكومة حكومة “حزب الله” لكانت ذهبت إلى سوريا بعد ساعة واحدة من نيلها الثقة”.

وتابع: “قلت في خطابي السابق إننا نريد حكومة سيادية أي حكومة تأخذ المصالح اللبنانية بعين الاعتبار وتملك شجاعة القول للأميركي إن هذه مصلحة وطنية لبنانية و”اسمحلي وحل عن سماي””.

وتوجه نصرالله إلى وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو بالقول: “إذا كان ثمة فاسدون في لبنان فهم من أصدقائكم حلفائكم وناسكم”، سائلا: “أين النفوذ الإيراني في لبنان؟ فإذا كان للبنان يد تحميه هي يد المقاومة التي يريد الأميركيون قطعها”.

وختم قائلا: “الشعب اللبناني معني بالحفاظ على قوته وبعدم الذهاب إلى التصادم وبرفع اليد عن الفاسدين”.