IMLebanon

“أمل” و”الحزب” متمسكان بالحريري!

انتفض الرئيس سعد الحريري على محاولات تصويره معرقلا عملية ولادة الحكومة الجديدة، فانسحب، ببيان واضح “وضوح الشمس”، من لعبة التكليف والتأليف معلنا “ليس انا، بل احد آخر لتشكيل الحكومة تحاكي طموحات الشباب في كل الساحات”، راميا الكرة مرة اخيرة، في حضن “الفريق الآخر”.

انكفاء زعيم التيار الأزرق من المشهد، كان يُفترض ان تعقبه “انفراجة” لدى خصومه السياسيين، على اعتبار انه كان في “حيرته وترددّه” يقف حجر عثرة امام انطلاق عجلة الاستشارات والتشكيل. وبالفعل، “الحلحلة” هذه ظهرت في الساعات الاولى التي تلت موقف الحريري، حيث سرت معلومات عن توجّه لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للدعوة الى الاستشارات الخميس. غير ان الاندفاعة الايجابية، سرعان ما تبخرّت مع تقدّم الوقت!

فبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، أربكت خطوة الرئيس الحريري صفوفَ بعبدا – عين التينة- الضاحية – ميرنا الشالوحي. فالفريق الرئاسي المتحمس لتكليف شخصية سنية غير الحريري، أفيد ان آخرها المهندس سمير الخطيب، ظن ان الثنائي الشيعي سيجاريه في خطته بعيد انسحاب الحريري من السباق. الا ان ذلك لم يحصل! فقد تبين ان حزب الله وحركة أمل، لا زالا متمسّكين بعودة الحريري، ولو بعد حين، الى السراي. وهما يرفضان اي اسم لا يحظى بمباركته التامة، كما لا يريدان حكومة لا يشارك فيها تيار المستقبل “سياسيا”، بصورة واضحة. لماذا؟ ليس حبّا به، تضيف المصادر- بدليل الغزوات التي نفذها مناصروهما لمناطق نفوذ “الازرق” في اليومين الماضيين، مطالبين بـ7 أيار جديد – بل كون الحريري وحده، قادرا على تأمين غطاء شرعي سني وازن للحزب الذي يتعرض اليوم لاوسع حملة استهداف دولية، سياسيا واقتصاديا، وما لم يحصل ذلك، “فلنفعّل نشاط حكومة تصريف الاعمال”.

وامام موقف الثنائي المفاجئ او غير المفاجئ هذا، لم يكن من رئيس الجمهورية الا ان تريّث في الدعوة الى الاستشارات، “مبرراً تراجعه امام الحزب والحركة، بالقول ان هذا التمهّل يعود الى وجود عدد من النواب خارج البلاد في حين اشارت اوساط بعبدا اليوم الى “ان الاتصالات مع الكتل النيابية ستؤدي إلى تأجيل تحديد موعد الاستشارات النيابية الملزمة لمدة ٤٨ ساعة وهذا التأجيل له فائدة في توضيح صورة الشخصية التي ستسمى لتشكيل الحكومة كما هو مرتبط بتظهير مسألة مشاركة تيار المستقبل في الحكومة العتيدة”.

المصادر تقول ان المماطلة بعد بيان الحريري، ما عادت مبررة او مفهومة، وهي ان دلّت الى شيء، فالى تخبط الفريق الحاكم وعدم أهليته لتشكيل حكومة جديدة يجب ان تكون “إنقاذية”. وتسأل “هل يجب ان يشارك الحريري او فريقه في الحكومة، بالقوة؟ وبأي منطق او دستور او قانون، يريد البعض إرغامه على الجلوس معه، الى الطاولة نفسها”؟!

واذ تعرب عن خشيتها من ان يواصل الثنائي الشيعي عراضاته في الشارع للضغط على الحريري لتبديل موقفه، مراهنين على حرصه على السلم الاهلي، تعتبر المصادر ان تفاوت وجهات النظر بين الحلفاء بات مكلفا للبلاد الواقفة على شفير الانهيار. وتشير الى ان إلباس الحريري تهمة التعطيل ما عادت تصلح خاصة بعد موقفه امس. والمطلوب الاتفاق بين الفريق الرئاسي والثنائي سريعا على التكليف والتأليف، او باتا مسؤولين مباشرة عن التأخير. أما الذهاب الى “مسرحية” استشارات “شكلية” كما يتردد، لا تفضي في نهايتها، الى اختيار شخصية لرئاسة الحكومة العتيدة، فلعبة خطيرة قد تشعل الشارع المنتفض والثائر…