IMLebanon

“الحزب” حذر قبيل الاستشارات: لا احد يضمن الغد

يسير “حزب الله” بحذر نحو الاستشارات النيابية لتكليف رجل الاعمال والمقاول سمير الخطيب رئاسة الحكومة الجديدة بعدما حصل على “بركة” الرئيس سعد الحريري باعلانه تأييده له، وهو ما كان يشترطه على رئيس “المستقبل” اذا لم يكن يرغب بالعودة الى السراي الحكومي.

ومع ان “الاتّفاق” الحكومي تكليفاً وتأليفاً (حكومة تكنوسياسية) قد حصل بين القوى السياسية المعنية، الثنائي الشيعي، “التيار الوطني الحر” و”تيار المستقبل” على تسمية الخطيب لتشكيل حكومة تكنوسياسية من 24 وزيراً، غير ان “الحذر واجب” في بلد المفاجآت والربع الساعة الاخير، حيث تحتدم لعبة عضّ الاصابع مع فرض الشروط والشروط المُضادة من اجل تحقيق اكبر قدر ممكن من المكاسب.

انطلاقاً من هنا، تؤكد مصادر مقرّبة من حزب الله لـ”المركزية” “ان لا احد يضمن الغد على رغم ان الاتّفاق على سمير الخطيب بات شبه نهائي”.

ومع ان حزب الله كان يُفضّل عودة الرئيس الحريري الى الرئاسة الثالثة، وذلك “احتراما” لحيثيته السنّية لانه رئيس اكبر كتلة سنّية في المجلس النيابي وللتوازنات السياسية الدقيقة، فضلاً عن شبكة علاقاته الاقليمية والدولية التي تُشكّل حصناً منيعاً للحكومة، الا ان حزب الله اصرّ على ان تكون تأشيرة دخول اي رئيس مكلّف الى السراي الحكومي مختومة من بيت الوسط على اعتبار ان موافقة الحريري تجرّ معها حكماً رضى دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين، وهو ما اكدته المصادر المقرّبة من الحزب، مشددةً على “اهمية ان يكون الرئيس الحريري هو الناخب الاوّل للرئيس المكلّف تشكيل الحكومة العتيدة، وذلك تجنّباً لاي صدام مع الشارع السنّي، لان البلد لا يحتمل مزيداً من التشنّج”.

لكن لماذا “نجح” الخطيب في تثبيت الاتّفاق السياسي على شخصه وهو الجديد على المشهد السياسي في حين “احترق” اسما الوزيرين السابقين محمد الصفدي وبهيج طبّارة؟ تُجيب المصادر المقرّبة من الحزب “بان الظروف ساعدت الخطيب على جمع القوى الرئيسية حول اسمه كما ان التوافق الخارجي عليه تأمّن من خلال الاجتماع الثلاثي الاميركي-البريطاني-الفرنسي الاخير في العاصمة الفرنسية باريس، حيث اجمع ممثلو هذه الدول على اهمية الاستقرار في لبنان من خلال عودة الانتظام الى عمل المؤسسات الدستورية”.

وفي حين بات معروفاً بحسب المعلومات المتداولة والمُسرّبة من اكثر من مصدر كيفية تقسيم “جبنة” الحكومة بين احزاب السلطة والحراك (3 وزراء)، جزمت المصادر المقرّبة من الحزب “بان الضاحية لم تحسم بعد حجم ونوعية تمثيلها في الحكومة، لان المرحلة الاولى بالنسبة لها في مسار التشكيل، تكليف سمير الخطيب ثم الذهاب نحو مناقشة تركيبة الحكومة”.

وقالت “حسناً فعل رئيس الجمهورية بتأخير تحديد موعد للاستشارات النيابية من اجل تأمين الاتّفاق المُسبق على الرئيس المكلّف وشكل الحكومة، لاننا تجنّبنا “خطر” التكليف من دون التشكيل”.

وختمت المصادر المقرّبة من حزب الله بالتأكيد “ان العقبة الاساسية امام تشكيل الحكومة اُزيلت بعدما اعلن الرئيس الحريري تأييده لسمير الخطيب، والاشارات الواردة من الاقليم والغرب من خلال بعض المواقف والخطوات تؤكد ان مرحلة التشكيل لن تكون طويلة، لان وضع البلد الاقتصادي والمالي لا يحتمل “ترف” الممطالة بل المباشرة بعملية الانقاذ كما يطالب الناس”.