IMLebanon

تقارب إضافي بين موسكو وأنقرة… ما موقف واشنطن؟

رغم بعض التباينات البسيطة بينهما في مقاربة التطورات الميدانية في شمال سوريا، تتعزز العلاقات الروسية – التركية، وتسير نحو تعاون اضافي في شتى المجالات. في السياق، أعلن مدير الهيئة الفدرالية الروسية للتعاون العسكري التقني ديمتري شوغايف، أن روسيا وتركيا ستوقعان على الأرجح عام 2020 اتفاقا حول تزويد تركيا بدفعة جديدة من منظومات “إس-400”. وقال شوغايف، في حديث لوكالة “إنترفاكس” الروسية، ردا على سؤال حول نية الطرفين عقد صفة جديدة حول “إس-400” في العام المقبل: “احتمال حدوث ذلك عال بما فيه الكفاية”. وأضاف شوغايف: “نعمل بشكل ممنهج على هذه المسألة. والأهم يكمن في وجود تصميم من كلا الطرفين لمواصلة التعاون في هذا المجال”. كما قال شوغايف، تعليقا على موضوع تزويد تركيا بطائرات حربية: “المشاورات مستمرة، ونحن مستعدون لعرض مقاتلاتنا بسعر تنافسي”. وأشار المسؤول الروسي إلى أن التعاون بين البلدين يتجاوز نطاق مسألة “إس-400″، مبينا: “هناك مسائل أخرى في الأجندة”.

في المقابل، تقول مصادر ديبلوماسية لـ”المركزية” ان تركيا تدفع ثمن تقاربها مع موسكو، من رصيد علاقاتها مع واشنطن. فبعد ان بدأت الولايات المتحدة، منذ اشهر، وردا على إصرار تركيا على تطبيق صفقة شراء منظومات “إس-400″، بتعليق مشاركة الأخيرة في برنامج المقاتلات “إف-35″، معتبرة أن موقف أنقرة سيضر التعاون بين البلدين، يستعد الكونغرس الأميركي لتبني أولى العقوبات على أنقرة، رداً على الغزو التركي لشمال سوريا، من جهة، وتشغيل تركيا لأنظمة الدفاع الجوي الروسية من طراز S400 من جهة ثانية.

فقد كشفت صحيفة “ذا هيل” الأميركية عن استعداد لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي للتصويت على قانون لفرض عقوبات واسعة تستهدف تركيا الأسبوع المقبل. وقال السيناتور الجمهوري، جيم ريش، رئيس اللجنة إنه يعتزم طرح مشروع قانون العقوبات الخاص به للتصويت. وقدم السيناتور الجمهوري تشريعاً في وقت سابق من هذا العام مع السيناتور، بوب مينينديز، قانوناً يفرض عقوبات على تركيا وبموجبه سوف يتم تقييد مبيعات الأسلحة الأميركية لتركيا، ومعاقبة المسؤولين الأتراك مالياً، بالإضافة إلى فرض عقوبات على المشاركين في تقديم الأسلحة للجيش التركي في غزو سوريا. وسيتطلب هذا الإجراء أيضًا تقريرًا عن مشاركة تركيا في حلف الناتو واستراتيجية شاملة حول محاربة تنظيم داعش، بالإضافة إلى السماح بتقديم المساعدة الإنسانية للمدنيين السوريين. وكان مجلس النواب الأميركي أقر تشريع عقوبات واسعة على تركيا في وقت سابق من هذا العام. وقدم أعضاء مجلس الشيوخ مشاريع قوانين عديدة في أعقاب التوغل العسكري التركي في شمال سوريا، وشراء تركيا منظومة صواريخ S400 الروسية، وتتضمن مختلف هذه المشاريع، عقوبات على بنك خلق التركي، وهو بنك مملوك للدولة التركية.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، اعلن الشهر الماضي أنه أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترامب، بنية تركيا البحث عن بدائل لمقاتلات “إف-35″، مؤكدا أن بلاده لن تتراجع عن صفقة “إس-400” الروسية.

وتدل هذه التطورات الى ان الأجواء بين واشنطن وجميع دول ناتو من جهة وأنقرة من جهة ثانية، ستحافظ على تلبّدها في المرحلة المقبلة، نظرا الى اصرار الاخيرة على التنسيق السياسي والعسكري، في شكل أحادي، مع موسكو، الغريمة الاولى للحلف، والى توجّهاتها “التصعيدية”، في شمال سوريا.