IMLebanon

عشية الاستشارات… باب المفاجآت مفتوح

عشية الإستشارات النيابية الملزمة المقررة يوم الإثنين المقبل، تعترف اوساط سياسية محايدة في حديثها الى “المركزية” ان هامش المناورة تقلص الى الحدود القصوى وستشهد الساعات المقبلة فرزا نهائيا لمواقف الكتل النيابية ردا على سؤال سيوجهه رئيس الجمهورية الى الكتل النيابية التي ستزدحم بها اروقة قصر بعبدا وفق جدول مواعيد معلن عنه سابقا، عمن تسمي لتأليف الحكومة الجديدة.

وعلى وقع الاجواء المتشنجة التي تسبب بها موقف رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي اعلن فيها مقاطعته الحكومة الجديدة إن سمي الرئيس سعد الحريري لتشكيلها، وردات الفعل التي تركها، وحال الضبابية التي فاقمها خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته امس، لم يحسم بعد  مما هو منتظر، سوى تكليف الحريري بهذه المهمة ايا كان حجم التسمية. فكل التقديرات، ما لم تتغير المواقف، تدل الى انه سيخرج هذه المرة من دائرة التسمية كل من التيار الوطني الحر وربما “حزب الله”، وسط توقعات بان تتبدل بعض مواقف الكتل الأخرى سواء تلك التي قالت صراحة بتسمية الحريري كحركة أمل والحزب التقدمي الإشتراكي واحتمال تغير موقف القوات اللبنانية من تسميته، بعدما كانت الكتلة قررت عدم الدخول في موضوع التسمية عندما كان سمير الخطيب في السباق الى السراي الكبير.

وفي هذه الأجواء، لم يتبين بعد احتمال ان تغير المعارضة النيابية موقفها من تسمية مستقلين. فالمكتب السياسي الكتائبي سيجتمع عشية الإستشارات ليقول كلمته النهائية فيها وسط توقعات بالإصرار على تسمية السفير نواف سلام فيما تصر النائبة بولا يعقوبيان على تسمية حليمة قعقور للمهمة ولم يتبين بعد ما ستكون عليه مواقف باقي النواب المستقلين بعد ان كان بعضهم سمى سلام للمهمة كالنائب ميشال معوض واحتفظ آخرون بالصمت الى الساعات الأخيرة الفاصلة عن موعد الإستشارات.

ولا يخفى على المتابعين احتمال حصول انقسام في كتلة “لبنان القوي” بعدما كان نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي قاد حركة ضمن التكتل من اجل تسمية الحريري ومعه مجموعة من النواب يزيد على عدد اصابع اليد الواحدة بقليل الذين طالبوا بمخالفة قرار الكتلة لتسمية الحريري بدلا من سمير الخطيب في المرحلة الأولى التي سبقت تأجيل الإستشارات من الإثنين الماضي الى الإثنين المقبل. وبقي السؤال مطروحا ان بقي الفرزلي و”رفاقه”، على الموقف عينه بعد قرار التكتل الخروج من حكومة يرأسها الحريري.

لا تخفي المراجع السياسية التي تراقب حركة المواقف في قراءتها لـ “المركزية”، ان باب المفاجآت مفتوح نصف فتحة على اكثر من احتمال. ومن بينها ان ينضم حزب الله الى موقف التيار الوطني الحر فلا يسمي الحريري لكنه لن يسمي احدا آخر، وان تنتقل كتلة “الجمهورية القوية” من موقعها الرمادي الى صفوف الحريري في التسمية. ذلك ان الحديث عن لقاء جمع الحريري بموفد من قبل رئيس الحزب سمير جعجع بعد موقف باسيل لم يؤكده اي من الطرفين حرصا على ما هو جار من مفاوضات بعيدا من الأضواء. وذلك قبل ان يزور مستشار الحريري النائب والوزير السابق غطاس خوري معراب قبل ظهر اليوم  لترتيب المخارج الممكنة سعيا الى تشكيل الحكومة. فهي من اولى الخطوات المطلوبة لملاقاة المجتمع الدولي واستعادة ما امكن من ثقته وثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها وسعيا الى الخروج من مسلسل المآزق التي دخلتها البلاد على اكثر من مستوى.

وعليه، فان الساعات المقبلة، ستشهد مزيدا من المواقف الحاسمة استعدادا ليوم حاسم كما قالت كتلة الوفاء للمقاومة في بيانها اول امس التي اعتبرت ان يوم الإثنين “يوم حاسم بالنسبة الى التكليف والتأليف” بعدما اعتبر رئيس المجلس نبيه بري ان يوم الإثنين هو يوم تكليف الحريري. وبانتظار ان تعلن باقي الكتل مواقفها فقد نقل عن احد اركان “المستقبل” قوله ان البلد بحاجة الى “ونش كبير” ينتشل البلد مما هو فيه، وهو امر يشي بالتحديات التي يخوضها الحريري في اتجاه حلفائه والخصوم في آن.

وعليه، طرحت سلسلة من الأسئلة على ان توفر الأيام المقبلة الأجوبة عليها ومنها على سبيل المثال: هل تم التفاهم على مثل هذه الخطوة بين “الثنائي الشيعي” والحريري؟ وهل من “شركاء” في مثل هذا التفاهم إن وجد؟ ام انه مجرد أضغاث احلام؟