للمرّة الثانية على التوالي ارجئت الاستشارات النيابية المُلزمة لتكليف رئيس لتشكيل الحكومة الجديدة الى الخميس المقبل، بناءً على رغبة رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري كما جاء في بيان التأجيل الصادر عن رئاسة الجمهورية.
واتى قرار الارجاء بعدما اصطفّت الاحزاب المسيحية الكبرى، “التيار الوطني الحر”، “القوات اللبنانية” والكتائب في موقع عدم تسمية الحريري وهو ما افقد تكليفه “الميثاقية المسيحية”، خصوصاً بعد ان ابقت القوات على موقفها بعدم تسمية احد مع الاصرار على تشكيل حكومة مستقلّة من ذوي الاختصاص والكفاءة.
وفي حين يتوقّع ان تتكثّف حركة الاتصالات والمشاورات بين مختلف القوى المعنية من اجل الاتّفاق على سيناريو الاستشارات في موعدها الثالث مبدئياً الخميس، بدأت تُطرح في الكواليس السياسية علامات استفهام حول افق العلاقة بين الحليفين التقليديين، “المستقبل” و”القوات”، لاسيما وان موقف الاخيرة وضعه البعض في خانة “ردّ الصفعة” للحريري بعد صفعات عدة تلقتها منه في استحقاقات سابقة كان آخرها التعيينات القضائية.
وفي السياق، اكد عضو كتلة “المستقبل” النائب عاصم عراجي لـ”المركزية”، “اننا نحترم رأي “القوات” في عدم تسمية الرئيس الحريري، والعلاقة بين “المستقبل” و”القوات” لا تزال قائمة، والاختلاف في وجهات النظر حق لكلا الطرفين، واي خلاف بين فريقين يجب وضعه على الرفّ حالياً، لان الاولوية لانقاذ البلد اقتصادياً ومالياً”.
وشدد على “ضرورة ان يُقدّم الجميع تنازلات من اجل مصلحة البلد، لان الوضعين الاقتصادي والمالي لا يحتملان هدر مزيد من الوقت، فمتى وقع الهيكل فلن يوفّر احداً”.
وقال “لا يمكن للرئيس الحريري ان يُكلّف تشكيل الحكومة في ظل امتناع كتل مسيحية اساسية عن تسميته، وهذا عرف لا يُمكن تخطّيه حتى لو ان الدستور لم ينصّ عليه صراحةً، لذلك طلب الرئيس الحريري من الرئيس عون تأجيل الاستشارات من اجل مزيد من الاتصالات والمشاورات”.
وشدد على “ان الرئيس الحريري لا يزال على موقفه بضرورة تشكيل حكومة انقاذ من اختصاصيين وهو ما اعلنه منذ ان قدّم استقالته، لان الوضعين الاقتصادي والمالي يتطلّبان حكومة متجانسة من اصحاب الاختصاص تستطيع اجراء عملية انقاذ في مدة لا تتخطى الثمانية اشهر، والا فليفتّشوا عن غيره”.
ولفت الى “ان البلد ينهار ومعظم القطاعات الحيوية تعاني بسبب ازمة شحّ الدولار، فاذا لم يساعد الفرقاء الاخرون الرئيس الحريري في تشكيل حكومة بفريق عمل متجانس فنحن ذاهبون سريعاً نحو الهاوية”.
واعتبر عراجي “ان المكابرة لم تعد تنفع في وقت الناس خائفة على لقمة عيشها، والوضعان الاقتصادي والمالي يتقدّمان باشواط على الهواجس السياسية لاي فريق. بات همّ المواطنين مراقبة بورصة اسعار السلع التي ترتفع يومياً وليس مناقشة الاوضاع السياسية”.