IMLebanon

أحد العودة” شمالاً.. تظاهرات ومسيرات وإحراق مكاتب حزبية

كتب مايز عبيد في صحيفة “نداء الوطن”:

خلال يوم الأحد الشمالي، توزّع المشهدان السياسي والأمني بين عكّار والمنية وطرابلس، وذلك قبل 24 ساعة على موعد الإستشارات النيابية لتكليف رئيس حكومة جديد.

ففي طرابلس شهدت المدينة مساء السبت تجمعاً ضخماً في ساحة النور التي كانت فقدت حشودها في الأيام الاخيرة بعدما كانت “خزّان الثورة”.

“أحد العودة” أراد منه “الثوار” العودة المتجددة إلى ساحات الإعتصام لفرض مرشح لرئاسة الحكومة من خارج المنظومة السياسية. وقد ترافق مع توقيف الناشط ربيع الزين بعد الإخبار الذي تقدّم به المحاميان أشرف الموسوي ووسام المذبوح، “بجرم التعرض للقضاء والنيل من سمعته بقصد الاساءة والحض على مخالفة القوانين والتدخل الجرمي”.

ربيع الزين الذي تعرّض في الآونة الأخيرة لسيل من الهجمات على مواقع التواصل الإجتماعي تتهمه بتجييش مجموعات شبابية في طرابلس وفي مناطق أخرى لقطع الطرقات وإقفال مصارف ومدارس، صار موضع إشكال حقيقي وانقسام لدى الرأي العام في المدينة.

لم يعد ربيع الزين مجرد ناشط يشارك في التظاهرات أو الإعتصامات في ساحة النور، بل بات متهماً “بقيادة مجموعات تعمل على شيطنة الثورة الطرابلسية، من خلال التنسيق مع أجهزة وأحزاب وشخصيات سياسية مستندين إلى صور وزعت له عبر وسائل التواصل الإجتماعي جمعته مع النائب السابق نبيل نقولا وآخرين”.

وقد صودف وجوده في قصر العدل في بعبدا لحظة حصول الاشكال بين النائب هادي حبيش والقاضية غادة عون على خلفية توقيف المديرة العامة لهيئة إدارة السير هدى سلوم، وقام الزين بنقل وقائع الاشكال عبر حسابه على الفايسبوك بشكل مباشر.

وقد تم توقيفه وإحضاره من منزله من قِبل الأجهزة الأمنية لأنه صوّر المشادة الكلامية من مكتب القاضي غادة عون وهو كان قد اعتبر أن الأمر حصل “محض صدفة وهو كان موجودًا ليتقدّم بإخبار لأنه أضاع رخصة القيادة”.

توقيف الناشط ربيع الزين الذي رفض الاتهامات التي سيقت بحقه، أحدث موجة استنكار واسعة وقصد بعض الشبان طريق المنية وقطعوها كما قُطعت طريق البالما (طرابلس – بيروت) المسلك الجنوبي، وفي العبدة ووادي الجاموس في عكّار، كما قطعت عدد من الطرق الأخرى ونفّذت مسيرات واعتصامات “تنديدًا بالفعل وللمطالبة بإطلاق سراح الناشط ربيع الزين” وأكد أصدقاؤه “أنّه مواطن شريف يريدون شيطنته بتوجيه الإتهامات بحقه لأنه أوجع المسؤولين الفاسدين”.

وللناشط ربيع الزين- وهو مواطن جنوبي والدته من المنية وله منزل فيها، أصدقاء بين “مجموعات الثوار” خصوصاً في الشمال وهم يرفضون كل الاتهامات بحقه ويعتبرونها “تريد القضاء عليه لأنه وجه ثوري مؤثر”. واعتبر البعض أن توقيفه أمر مدبّر من قِبل “التيار الوطني الحر”، بهدف “التحريض على قطع الطرقات وشل حركة البلاد عشية الإستشارات التي من المفترض أن تفضي إلى تسمية الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة العتيدة”. إحراق مكتبَي “المستقبل” و”الوطني الحر”

ساعات الصباح الأولى يوم الأحد انطلقت على خبر إحراق مكتب “تيار المستقبل” في خريبة الجندي ومكتب “التيار الوطني الحر” في جديدة الجومة من قِبل مجهولين. بيانات الشجب والإستنكار والإدانة انهالت من نواب المنطقة ومسؤوليها تنديدًا بالعمل الذي اعتبروه “تخريبيًا يهدف إلى إشاعة أجواء الفتنة والتحريض المذهبيين عشية الإستشارات التي قد تفتح بابًا للحل السياسي في البلاد”.

وكالعادة لاقت بيانات الشجب موجات السخرية من المواطنين الذين أكدوا “أن النواب لا يسمع لهم صوت إلا في هذه الحالات بينما تنام أصواتهم عن متابعة هموم الفقراء والمحرومين في مرحلة صعبة من حياة الوطن”.

وفي اليوم الـ60 على الحراك الشعبي، اعتبرت الطريق من عكار إلى طرابلس مرورًا بالمنية وطريق طرابلس- بيروت غير سالكة طوال يوم الأحد، بينما بدت الحركة في طرابلس ومناطق شمالية أخرى شبه مشلولة والمحلات والمؤسسات مقفلة، ما خلا الإعتصامات والتظاهرات الإعتراضية.