IMLebanon

جعجع: الشارع أثّر على قرارنا… وباسيل “نُقل” إلى المعارضة

أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى “اننا نمر بمرحلة إستثنائية جداً، لذلك نجري حسابات استثنائية”، وقال: “أريد ان أذكر أنه بالحكومة الماضية لم تأخذ معنا خمس دقائق لتسمية الرئيس سعد الحريري إلا أن هناك عنصرين طارئين إستثنائيين اليوم، الحراك بالشارع والطريقة التي تمت بها إدارة الدولة مؤخرا لذلك الحسابات كانت استثنائيّة”.

وتابع جعجع في حديث عبر الـLBCI: “نحن نطالب بحكومة أخصائيين مستقلين وعندما طرح أن يتم ترؤسها من قبل الرئيس الحريري قمنا بالحسابات واجتماع التكتل استمر لخمس ساعات في ظل التحركات الشعبية ببيروت وتكليف الحريري هذه المرة ثمنه غال جدا إلا أن المتوقع منه كان مبهماً”.

واضاف “ليس صحيحاً أننا طلبنا تعهداً خطياً منه إلا أننا ركزّنا على موضوع تأليف حكومة من أخصائيين مستقلين، ولكن إن تم تكليف الحريري فهو يريد توقيع الرئيس ميشال عون من أجل تأليف الحكومة والذي يقولها علناً أنه لا يريد حكومة أخصائيين مستقلين، لذلك فضلنا أن ندفع الثمن الغالي عندما تكون الأمور قد أصبحت واقعيّة مع تشكيل الحكومة”.

وأضاف جعجع “بعدما انتهيت من اجتماعي مع الوزير غطاس خوري سألتني إحدى الصحافيات كيف يمكن أن يطرح اسم الرئيس الحريري في ظل رفض الشارع وأجبتها كما يطرح بقاء الرئيس عون والرئيس بري إلا أنه لم يكن لدينا موقفاً نهائياً من المسألة ماذا وإلا لكنا أبلغناه للوزير خوري فوراً”، لافتاً الى ان الموقف الدولي طبيعي، والإتصالات جميعها داخليّة شعبيّة وليس هناك في الخارج من يقول لا يمكن للبلد أن يصطلح أمره من دون حكومة برئاسة الحريري كما أن ليس هناك من يقول العكس أيضاً، ومشيراً الى ان الرئيس الحريري شخصيّة محبوبة في البلاد، ولكن لننظر الى ماذا حصل معه في الشارع، فجزء من الذي أثّر على قرارنا هو ما حصل في الشارع إزاء طرح اسم الرئيس الحريري للتكليف.

وأوضح ان المسؤولين في البلاد لا يعون ما هو حاصل في البلاد لا من ناحية التحركات الشعبيّة أو التدهور الإقتصادي، لهذا السبب نرى المماطلة على قاعدة ماذا يربح هذا وماذا يربح ذاك، وكان بامكاننا ألا نخسر الشهرين الذين خسرناهما.

ورداً على ما يشاع عن تقاطع مصالح مع “التيار الوطني الحر” في مسألة التكليف، أوضح جعجع: “الأمور تخطّت كل الحسابات السياسيّة وبيت القصيد هو المزاج الشعبي وهناك حل وحيد للأزمة الحاليّة ولو قمنا به منذ شهرين لما كنا وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم. والحل هو حكومة جديدة كليّاً مؤلفة من شخصيات لا علاقة لها بالقوى السياسيّة التي أودت بالأمور إلى ما وصلت إليه اليوم.

وقال جعجع: “نمر في “طلعات ونزلات” بالعلاقة من “تيار المستقبل” إلا أننا متفقون دائماً على الأمور الإستراتيجيّة بعض النظر أيضاً عن الخلاف على طريقة إدارة الأوضاع في الداخل إلا أن ليس هناك من تصوّر واضح للخروج من الأزمة. يمكن أن أقول إننا لدينا مع المستقلين وبعض الرفاق في الكتائب اللبنانيّة تصوراً إلا أن الآخرين لا يزالون في غير مكان ويراهنون على تعب الناس ومجيء الشتاء”.

وأوضح ان الوزير جبران باسيل “نُقل” إلى المعارضة ولم ينتقل هو، باعتبار أنه استمر حتى اللحظة الأخيرة بمحاولة دخول الحكومة إلا أن إصرار الرئيس الحريري على عكس ذلك نقله إلى المعارضة، موضحاً “اليوم لا نرى تموضعاً جديداً لدى باسيل وإنما بعد محاولات حثيثة لدخول الحكومة فشلت وعندما أتى حلفاءه ليقولوا له لا يمكن أن نعطل تأليف الحكومة أكثر فقط لإصرارك على دخولها قرّر المناورة بالقول بالإنتقال للمعارضة. كيف لحزب رئيس الجمهوريّة أن يكون في المعارضة؟”.

وسأل جعجع “ماذا كان بالإمكان القيام به سابقاً؟ أكثر من القيام بحراك على طاولة رئيس الجمهوريّة في الإجتماع الإقتصادي في بعبدا في 2 أيلول 2019 والمطالبة بحكومة أخصائيين مستقلين؟ نحن أيضاً بعد بدء الحراك بأيام معدودة جداً، خرجنا من الحكومة إلا أننا كنا فيها عندما كان من المفترض أن نكون فيها لمحاولة التغيير والتأثير على القرار قدر الإمكان”.

وقال: “لم تنته التسوية الرئاسيّة فقط، وإنما المرحلة السابقة بأكملها انتهت، فيما نرى اليوم ان هناك بعض المسؤولين الذين يعيشون في حالة إنكار. لنرى ماذا حصل مع أكثر الشخصيات شعبيّة من بين القوى السياسيّة الحاكمة سابقاً عندما طرح تكليفة لرئاسة الحكومة”.

وأكد جعجع ان “المطروح حكومة أخصائيين مستقلّين، والصفة الثانية أهمّ بكثير من الأولى باعتبار ان المجموعات التي حكمت رأينا إلى أينا أوصلت البلاد وفي هذا الإطار نحن أقصينا انفسنا قبل الغير بغض النظر عن أننا لم نقم بأي خطأ. لذا قلنا لنوكل أصحاب الإختصاص بالمسألة ولست أعني الأخصائيين التقنيين وإنما الشخصيات المستقلة الناجحة من أصحال الخبرة والنجاحات في مجالات معيّنة وأغلب الظن قادرون على الخلاص مع هؤلاء”، وتابع “لماذا الخوف من حكومة اخصائيين مستقلين؟ الخوف فقط لان هناك بعض الناس المتمسكون بحصصهم بالسلطة لأن لا وجود لهم سوى من خلال الحصص الخدماتية والزبائنيّة في السلطة. يسألون كيف ستحلّ حكومة أخصائيين مستقلين المسائل السياسيّة؟ أي مسائل سياسيّة؟ على سبيل المثال في الحكومة السابقة كان عندما يطرح وزراءنا أي موضوع سياسي كان الرئيس الحريري يرد عليهم بأن لدينا ما يكفي من المشاكل ولا أريد سياسة في مجلس الوزراء”.

وقال جعجع: “أي رئيس حكومة سيكلّف يجب أن يتم التوافق على إسمه مع الرئيس الحريري لأنه الأكثر تمثيلاً سنياً، ويجب أن نحترم أنفسنا ولا مشكلة لدينا لو تم تكليف الرئيس الحريري اليوم، والرئيس المكلّف لا يريد الأكثريّة المطلقة والكلام عن الغطاء المسيحي لا يحصل مع التكليف وإنما مع الثقة”، مضيفاً ان “حكومة تكنو – سياسيّة تعني حكومة سياسيّة، ونقطة حبر في المياه تحوّل المياه زرقاء، وحكومة تكنو – سياسيّة هو وصفة مؤكّدة للفشل في حين أن الفراغ يفتح أمامنا الأمل في تشكيل حكومة جيّدة، إلا أن المسؤولين “حاطين روسن بروس بعضن” من دون الأخذ بعين الإعتبار ما هو حاصل في الشارع”.

وتابع “أتمنى من صديقي الرئيس الحريري إذا ما خرج من اللعبة أن يكون له اليد الطولى بالتسمية بالشكل الذي يتماشى مع المرحلة وما هو حاصل، لا مانع لدينا مع تسمية الوزير ريا الحسن أو السفير نواف سلام ولكن للبحث تتمّة بهذه الأمور”.

وعن أحداث بيروت، قال جعجع: “لا أعرف ما حصل في وسط بيروت باعتبار أن لا معلومات لدي ولكن بحسب معرفتي للوزيرة ريا الحسن فهذا ليس نفسها، وتصرّف قوى الامن الداخلي على طول الحراك كان مثالياً إلا أنه تغيّر فجأة، فأنا لا أعرف، ولا يمكن أن أحكم على الامر لأنه في هذه الامور يجب على الشخص أن يكون دقيقاً”.

وأكد ان الحل يجب أن يكون اليوم قبل الغد، وأعتقد أننا سنصل إلى الشغب الإجتماعي أكثر منه الفوضى اذا بقي الوضع كما هو، ويجب أن نحافظ على الجيش وقوى الأمن الداخلي وإذا ما حصل أخطاء يجب أن يتم تصحيحها سريعا باعتبار أن قيادتي هاتين القوتين منفتختين وهاتين المؤسستين هما اللتين تمسكان الوضع اليوم.

وأردف جعجع “بكل بساطة وتواضع وصراحة، قبل بدء هذا الحراك كان هناك حراكاً في مجلس الوزراء يقوم به وزراء القوات لدرجة أنه في الأشهر الأربعة الماضية كان كل ما رفع يده وزير من القوات ليطلب الكلام كاد يرد مباشرةً رئيس الجمهوريّة أو رئيس الحكومة قائلاً لمن يكتب المحضر سجّل إعتراض. نحن لم يكن يعجبنا كل ما يتم القيام به داخل الحكومة وعندما بدأ الحراك ارتحنا نفسياً لأننا كنا نصرّخ لوحدنا داخل مجلس الوزراء واليوم أتى من يصرّخ معنا”.

وقال: “أفضّل تسمية ما يحصل في لبنان حراكاً لأن كلمة ثورة تأتي معها الدماء، ولكن إذا ما أردنا أن نطلق عليها إسم ثورة فلا مانع، ونحن عندما بدأ الحراك وجدنا ضالتنا فيه”، موضحاً انه “في أول أسابيع التحركات الشعبيّة اقدم الثوار على إقفال الطرقات في جميع أرجاء البلاد وليس حزب “القوّات اللبنانيّة” كحزب، وإنما نحن لدينا أفراد في الحزب فقراء ونزلوا إلى الشارع كما باقي المواطنين ولكن القوات لم تصدر أي قرار بإقفال الطرق. كان بالإمكان فتح الطرقات ولكن لم تكن تحتاج المسألة لهذا الكم من العنف في القيام بذلك، فأنا رأيت مشهداً لعسكري يمسك بمواطن إلا أنه فجأ إنضم 4 أو 5 عساكر وبدأوا بضربه، الأمور لا تحتاج لهذا الكم من العنف”.

وأضاف “ما يحصل اليوم لا علاقة له بالنظام وإنما بأولياء الأمر الذين يتحكمون في البلاد، فلو وضعنا هؤلاء في النظام في الولايات المتحدة أليسوا قادرين على خربه بسنة واحدة؟ طبعاً. إذا المشكلة ليست بالنظام وإنما بالمسؤولين فأحسن الأنظمة مع أفسد الأشخاص سيفشل فيما أسوأ الأنظمة مع أحسن الأشخاص فيمكن أن ينجح”.

وأوضح “اننا سنتابع الوضع من اليوم إلى الخميس لنرى إلى أين ستصل الأمور، مع تركيزنا على تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن من أجل إنقاذ الوضع لأننا قادرون على إنقاذه”.

وقال: “ليس جيداً أن يتم الحكم على الناس على قاعدة “من شارك في الحرب ومن لم يشارك”، لي الفخر في أنني اشتركت مع رفاقي بالحرب ولو لم نقم بذلك لما كنا اليوم نعيش في بلد يمكن لنا فيه أن نكلّف رؤساء حكومة وتشكيل حكومات ماذا وإلا لكنا اليوم نعيش في وطن بديل. يسمحولنا بعض “الفريخات” وليقرأوا التاريخ وإذا ما أرادوا أن يأخذوا دورهم ليتفضلوا وليقوموا بنصف أو ربع ما قمنا به والساحات مفتوحة لهم”، لافتاً الى ان الشموليّة في الحكم خطيرة جداً ولا يمكن ومن غير الجيّد أن يذهب “الصالح بعزا الطالح” ليروا كيف كان أداء وزراء القوّات في الحكومات السابقة قبل الحكم، ليس أن تكون ثورة على “العمانية ويا قطاع الرؤوس غمض عيونك وقطاع” ليس هكذا تكون الأمور.