IMLebanon

“الحزب” اختلف مع “التيار”: “حكومة دياب ليست حكومتنا!”

“إنها حكومة “حزب الله” الذي اختار المواجهة بدءًا من رئيس الوزراء… هذا انطباع البعض منذ اللحظة الأولى لاستدعاء الرئيس المكلف حسان دياب إلى القصر الجمهوري… ولكن هل “حزب الله” ينظر إليها من هذه الزاوية؟!

كل المواصفات

مرجع سياسي قريب من “حزب الله” شرح مسار التكليف الذي توّج بإعلان تسمية دياب، مستهلا كلامه عبر وكالة “أخبار اليوم”، بالقول: “شو ما نعمل” سيقولون حكومة “حزب الله”، مشيرًا إلى أن “فريق 14 آذار (سابقًا) تبنى هذه المقولة إلى جانب ما يصدر في الإعلام الغربي في هذا الشأن من “سي أن أن” إلى “لو موند”.

واعتبر أن “هذا الفريق يريد مرشحه وإلا تتحول الحكومة الى حكومة “حزب الله” واللون الواحد. في حين أن موقف “الحزب” كان واضحًا منذ البداية، وهو أيّد الرئيس سعد الحريري أو من يسميه، كما أن الأمين العام السيد حسن نصر الله قدّم له الكثير ولم يتجاوب”.

وأضاف المصدر: “ليس سرا أن “الحزب” اختلف مع حلفائه في تمسّكه بالحريري، حيث كان التيار “الوطني الحر” يريد حكومة اللون الواحد برئاسة النائب فؤاد مخزومي، وهذا ما لم يرضَ به “الحزب”، واستمر في المفاوضات من خلال الرئيس نبيه بري لأيام وأيام من أجل أن نصل إلى تسوية مع الحريري، ولكن الأخير قرر أنه لا يريد العودة إلى السراي، بعدما رفض حلفاؤه تسميته”، مشددًا على أن “مَن طعن الحريري هم “القوات” والأميركيين”، وقال: أما “حزب الله” وفي ضوء الأزمة الحاصلة في البلد، فقام بواجبه”.

وردًا على سؤال، رأى المصدر أن “دياب يتمتع بالمواصفات التي طالب بها الشارع، فهو عدا أنه مستقل، وسطي، بيروتي، أكاديمي، تكنوقراط، والهدف تأليف حكومة انتقالية”.

الجامعة الأميركية و”حزب الله”

ونفى المصدر “أي تقارب بين “الحزب” ودياب”، مذكرًا أنه “كان لمدة 13 سنة نائب رئيس الجامعة الأميركية للبرامج الخارجية الإقليمية”، قائلا: “لا تدخل” العقل أن نائب رئيس الجامعة الأميركية في بيروت هو رئيس حكومة “حزب الله”، في وقت أن الجامعة الأميركية والجامعة الأميركية اللبنانية ترفضان استقبال طالب إذا كان منتميًا إلى “حزب الله” أو قريبًا منه؟!

تفاهم ضمني مع الحريري

إلى ذلك، انتقد المصدر “بعض “الأصوات السُنية” التي رفضت تسمية دياب”، قائلا: “هذا الرجل ما كان ليسمى رئيسًا للحكومة لو لا التفاهم الضمني مع الحريري، والدليل تفشيل الآخرين بينما دياب حصلت الاستشارات لمصلحته. وحين التقى دياب في وقت سابق الرئيسين عون والحريري كانت واضحة مباركتهما”.

وكشف أيضًا أنه “حين طُلب من الحريري في بداية المفاوضات تسمية مَن يختاره كان اسم دياب من الأسماء المطروحة في بيت الوسط إلى جانب النائبين سمير الجسر وبهية الحريري”.

وأشار إلى أن “قطع الطريق من قبل الحريري على السفير نواف سلام واختيار الحل الوسط من خلال عدم التسمية، كان إشارة مسبقة على الموافقة على دياب.” وقال: “حزب الله” يعلم أن حكومة اللون الواحد لا مكان لها في لبنان، فإذا تمت تسمية رئيس حكومة قريب من “حزب الله” أو يصنّف في هذه الخانة، فإنها ستتعرّض للعقاب”.

لا يمكن الحكم على النوايا

وردًا على سؤال، اعتبر المصدر أن “كل المواصفات” موجودة لدى دياب ولا منطق في معارضته”، مؤكدًا أن “كل الأطراف السياسية ستسهّل مهمته، وفي مقدمهم التيار “الوطني الحر” على الرغم من أنه رفع السقف سابقا، خصوصا وأن الأخير كان هدفه إزاحة الحريري”.

وفي هذا الإطار، دعا المصدر إلى “عدم الحكم على النوايا”، مشددًا على أن “تكليف دياب لا يشكل سابقة”، ومذكرا بـ”حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011، الذي نال في ذلك الوقت 69 صوتًا لتكليفه بينها 5 أصوات سنَّة فقط، وأُطلق عليها حكومة اللون الواحد على الرغم أن وليد جنبلاط كان مشاركًا فيها وهو من قلب “الميمنة على الميسرة” وقذاك، مع العلم أن الرجلين ليسا من فريق “حزب الله”.