IMLebanon

الغضب السُّني يتصاعد… وخطباء المساجد انتقدوا “الحزب”

لم تهدئ مطالبات زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري لمناصريه بالتعبير في الشارع بطريقة سلمية، وعدم التعرض للجيش والقوى الامنية، من السخط السني المتفاقم، رفضاً لإقدام “الثنائي الشيعي” و”التيار الوطني الحر”، على المجيئ بالأستاذ الجامعي حسان دياب غير المعروف في الأوساط السنية وتسميته رئيساً مكلفاً بتشكيل الحكومة، وسط معارضة واسعة من قيادات طائفته الروحية والزمنية لهذا التعيين، وهو ما ظهر بوضوح من خلال مواقف القيادات السُّنية السياسية، وخطباء المساجد الذين وجهوا انتقادات عنيفة ل”حزب الله” ولهذا الأسلوب الذي اعتمده في نفض الغبار عن دياب، وتجاهل الإرادة السنية الجامعة المطالبة بعودة الرئيس الحريري إلى السرايا الحكومية.
إلى ذلك، رأت أوساط سياسية متابعة كما أبلغت “السياسة”، أن “حزب الله” الذي استكمل وضع يده على المؤسسات الدستورية، بعدما كان له ما أراد من خلال الإمساك بقرار الحكومة التي ستشكل، قد أخذ لبنان إلى مكان بالغ الخطورة، متجاوزاً إرادة الطائفة السنية التي يثور أبناؤها في الساحات، غضبا مما اقترفه “حزب الله” ومعه “أمل” و”العوني”، ما ينذر بأن الآتي أعظم، وأن الضغط المتواصل على المكون السني، لا بد وأن يولد الانفجار، في وقت تزداد التحذيرات من أن الأمور قد تخرج عن السيطرة، لأن الجمهور الغاضب، ربما لن يلتزم بعد اليوم، بما قد يطلبه منه الرئيس الحريري، أو القيادة الدينية التي تنظر بامتعاض شديد إلى هذا التجاهل من جانب “الثنائي الشيعي” والعهد، لموقف الطائفة المطالب بتولي الحريري رئاسة الحكومة.

وحمّلت الأوساط قوى الثامن من آذار وفي مقدمهم “حزب الله” مسؤولية ما قد يجري على الأرض نتيجة الإمعان في قهر المكون السني الذي عانى كثيراً طيلة السنوات الماضية من ممارسات “حزب الله” وحلفائه الكيدية، والتي ما كانت إلا سبباً في هدم البنيان الوطني، وتمزيق وحدة البلد، لحساب الأجندة الإيرانية، فيما كان العهد بموقف المتفرج على ما يجري، ما أدى إلى تعميق الانقسام الداخلي أكثر فأكثر، وازدياد النقمة الشعبية على الأداء، بالتوازي مع “نفض” العرب أيديهم من لبنان الذي ارتمى في عهد ميشال عون بالحضن الإيراني المعادي للعروبة ولكل من ينطق بحرف الضاد.
وكشفت المعلومات ل”السياسة”، أن عدم تحديد دار الفتوى موعداً للرئيس المكلف حتى الآن، مؤشر واضح على رفض مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، للأسلوب الذي جرى فيه تسمية دياب رئيساً مكلفاً للحكومة، وهو ما تعتبره القيادات السنية الدينية انتقاص خطير للغاية من دور الطائفة السياسي والوطني، مشيرة إلى أن لا معطيات توحي بإمكانية الموافقة على طلب دياب زيارة المفتي دريان في وقت قريب.