IMLebanon

الراعي: لحكومة انتقالية إنقاذية من الاختصاصيين المستقلين

توجه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى رئيس الجمهورية ميشال عون قائلاً: “فخامة الرئيس، نحن وكل الشعب اللبناني نعرف همومكم وأولها تأليف حكومة جديدة إستثنائية لظرف إستثنائي: تكون حكومة إنقاذ مؤلفة من شخصيات وطنية معروفة باختصاصاتها وكفاءاتها وقدراتها، بحيث تتمكن من وضع البلاد على طريق الخلاص الاقتصادي والمالي والاجتماعي”.

واضاف خلال قداس الميلاد في بكركي: “أنتم تدرون أكثر من غيركم إلى أية حال بلغت أوضاعنا في هذه القطاعات، وكيف تتراجع الدولة وكأنها في مسيرة تفكك، وكيف تذل حياة المواطنين يوما بعد يوم. ليس الوقت بعد الآن لحسابات شخصية أو مذهبية أو سياسية، فيما مركب الوطن في حالة الغرق. بل يجب وضع خير الأمة والشعب فوق كل اعتبار، والتعالي عن المصالح الخاصة. ويجب دعم رئيس الحكومة المكلف من أجل تشكيلها وفقا لتحديات لبنان وانتظارات الشعب اللبناني الذي ما زال يعبر عنها منذ سبعين يوما بانتفاضة – ثورة في جميع المناطق اللبنانية، وبحركة عفوية، للدلالة على أن الوجع مشترك والصوت واحد على تنوع المذاهب والانتماءات. فكان مطلبها الأول في سلسلة المطالب التي رفعت إلى فخامتكم: تشكيل سريع لحكومة انتقالية إنقاذية من الاختصاصيين المستقلين، تتمتع بصلاحيات إستثنائية. إليكم، كرئيس للبلاد وقائد لسفينة الوطن، يتطلع اللبنانيون، من أجل نجاحها والوصول بها إلى ميناء الأمان”.

وقال الراعي: “أجل، نفرح بولادة المخلص، ولكن في القلب غصة، لما آلت إليه حالة وطننا السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية. غير أننا نحن أبناء الرجاء بالمسيح “عمانوئيل”، “إلهنا معنا” الذي لا يتركنا لوحدنا نتخبط في أزماتنا، بل يلهم ذوي الإرادات الصالحة من المسؤولين، وأنتم على رأسهم، يا فخامة الرئيس، لإيجاد أفضل السبل للخروج من ظلمة الأزمات. ”

وتابع: “نحن نصلي وشعبنا يصلي من أجل هذه الغاية. فإبن الله صار إنسانا ليحمل السلام إلى الأرض واستودعنا هذا السلام لكي يلتزم الجميع صنعه، وتوطيده على أسسه الأربعة التي حددها القديس البابا يوحنا الثالث والعشرون، وهي: “المحبة والعدالة والحقيقة والحرية” (سلام على الأرض، الفقرة 89). وزاد عليها القديس البابا بولس السادس أساسا خامسا هو الإنماء”.

واشار الراعي الى ان “السلام لا يتعايش مع الجوع والبطالة والحرمان والظلم، ولا مع المناكفات والعداوات والانقسامات، ومع اللاإستقرار السياسي والمالي والاقتصادي، ولا مع السعي إلى المصالح الخاصة على حساب الصالح العام. أنتم أدرى بهذه الأمور، يا فخامة الرئيس، ونحن ندعم جهودكم في هذا السبيل، وجهود سائر المسؤولين ذوي الإرادات الحسنة. وصار الإله إنسانا ليزرع الرجاء في القلوب ويدعونا إلى هذا العمل الأجمل في الحياة. بتحقيق السلام على الأرض وزرع الرجاء في القلوب، يتم مجد الله الأعظم في السماء، كما أنشد الملائكة ليلة ميلاد المخلص الإلهي: “المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر”.