IMLebanon

أمين عام “الحزب”: كل جندي أميركي في منطقتنا سيدفع الثمن

أشار الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله إلى أن “مساء الخميس 2 تشرين الثاني 2020 تاريخ فاصل بين مرحلتين في المنطقة، وهو بداية مرحلة جديدة ليس لإيران والعراق فقط بل للمنطقة كلها”، في إشارة إلى تاريخ اغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني في العاصمة العراقية بغداد.

وأكد نصرالله، في كلمة خلال تأبين سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ورفاقهما، أن “أقصى ما يملكه عدونا هو أن يقتلنا وأقصى ما نطمح إليه هو أن نُقتل في سبيل الله”.

وشدد نصرالله على أن “استهداف قاسم سليماني ليس شأنا إيرانيا بحتا، بل يعني استهدافا لكل محور المقاومة في العراق وسوريا ولبنان واليمن”، مشيرا إلى أن “إيران لن تطلب من أصدقائها وحلفائها الرد بل يجب على كل مقاوم التصرف لأن المسألة ليست إيرانية فقط بل هي تحضير لمرحلة جديدة كليا، لذا علينا جميعا في منطقتنا أن نذهب إلى القصاص العادل”.

وأوضح أن “القصاص العادل بكل بساطة هو الوجود العسكري الأميركي في المنطقة”، وقال: “الهدف هو القواعد العسكرية الأميركية والبوارج العسكرية الأميركية في منطقتنا وكل جندي أميركي في منطقتنا سيدفع الثمن، ولا نعني الشعب الأميركي طبعا، كما أن المس بأي مدني أميركي يخدم سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.

وأضاف: “لن نقبل بأن نُستهدف، والاستشهاديون والمقاومون والمجاهدون الذين أخرجوا أميركا من منطقتنا في السابق سيفعلون ذلك مجددا وهم يملكون إمكانات هائلة بعد أن كانوا قلة قليلة”.

وحذّر من أن “عندما تبدأ نعوش الضباط والجنود الأميركيين بالعودة إلى الولايات المتحدة سيدرك ترامب أنه خسر المنطقة وسيخسر الانتخابات”، لافتا إلى “الأميركيين سيدركون لاحقًا أي حماقة ارتكبوا”.

وشدد نصرالله على أنه “لا يجوز أن نضعف بل يجب أن نحمل دم سليماني ورايته وأهدافه وأن نمضي إلى الأمام”، موكدا “أننا لسنا خائفين ولا غاضبين بل هذا الدم سيكون فرصة للمنطقة لكي تتحرر، ولن تضيع دماء الشهداء وسننتصر في نهاية الطريق”.

وكان نصرالله استهل كلمته قائلا: “الخميس ليلا غادر سليماني مطار دمشق إلى مطار بغداد حيث كان الحاج أبو مهدي المهندس في انتظاره ومن ثم تعرض الموكب لقصف من الطائرات الأميركية بصواريخ متطورة”.

وأضاف: “ترامب اعترف بأنه أمر الجيش الأميركي بتنفيذ عملية الاغتيال بسليماني والمهندس وبالتالي نحن أمام جريمة علنية شديدة الوضوح”.

وتابع: “لماذا الإقدام على هذه العملية بشكل علني ومفضوح؟ هذا سببه فشل كل محاولات الاغتيال السابقة بدون بصمة أو دليل، كما أن الإقدام على ذلك في هذا التوقيت هو محصلة الوضع القائم وتطورات العراق الأخيرة كما لأننا على أبواب انتخابات رئاسية أميركية”.

ورأى أن “بعد 3 سنين من رئاسة ترامب أعلن سياسة خارجية في منطقتنا والعالم، وحصيلة هذه السياسة فشل وفشل وارتباك، لذا لا شيء يمكن أن يقدّمه ترامب إلى الشعب الأميركي قبل الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة”، معتبرا أن “ترامب كان يتطلّع كهدف أعلى إلى إسقاط النظام الإيراني ولم ينجح، أما كهدف أدنى فكان تغيير السلوك الإيراني وإخضاعها ولم ينجح رغم العقوبات الأكبر تاريخيا والدفع نحو الفتنة الداخلية والاستفادة من التغيرات الإقليمية”.

كما اعتبر نصرالله أن “ترامب فشل في سوريا أيضا وآخر مظاهر ذلك خيانته حلفاءه في “قسد” وسحب قواته إلا في جزء من شرقي الفرات والتنف لحماية آبار النفط”.

وأردف قائلا: “ترامب فشل في لبنان أيضا رغم كل محاولات الفتنة الداخلية وتحريض بيئة المقاومة على المقاومة وباقي اللبنانيين على المقاومة، منها غزو بومبيو كما الزيارة الأخيرة لساترفيلد الذي هدد المسؤولين بأن إذا لم يسحب “حزب الله” منشآته في البقاع فإسرائيل ستقصف لبنان خلال 15 يوما وواشنطن ستضع لبنان في دائرة العقوبات”.

وتابع: “ترامب يقول بشكل واضح إن نفط العراق من حقه ويقول إن لا دولة في العراق، لذا مشروع ترامب الحقيقي في ترامب هو السيطرة على آبار النفط فهو لا يريد دولة في العراق تمنعه من فعل ذلك، وإذا كان هناك من دولة فيجب أن تكون خاضعة للأميركيين”.

وأشار إلى أن “من سبق ترامب جلب “داعش”، وترامب نفسه قال إن أوباما وكلينتون جلبا “داعش” إلى العراق، وتحت هذا العنوان يستنزف ترامب خيرات العراق ويتدخل في قراره ويضعف الدولة العراقية، وهنا كانت مشكلته مع سليماني وأبو مهدي”.

ورأى أن “الموقف العراقي كان حاسما في لزوم إنهاء المعركة مع “داعش” في أسرع وقت وهنا أتى سليماني والمهندس ومحور المقاومة والجيش العراقي في إنهاء هذه المعركة في سنوات قليلة، فسقطت الحجة من أيدي الأميركيين. وبعد إنهاء المعركة مع “داعش” ارتفعت الأصوات العراقية المطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق”.

وأضاف: “الانتخابات النيابية العراقية التي أفرزت خطا لا يخضع لأميركا، وبعد تشكيل حكومة بقيادة عادا عبدالمهدي رفضت أن يكون العراق ضد إيران، أغضبت الأميركيين جدا”.

وشدد نصرالله على أن “الأميركيين احتلوا العراق ليس من أجل الديمقراطية والاستقلال والازدهار للعراقيين بل من أجل السيطرة عليهم، وعندما رأوا أن العراقيين يريدون الاستقلال الفعلي أرسلوا إليهم كل الجماعات الإرهابية التي أنشأوها هم”.

وسخر من ترامب قائلا: “الإنجازات التي يتكلم عنها ترامب في السياسية الخارجية هي الـ400 مليار دولار التي أخذها ترامب من السعودية، وصفقات الأسلحة مع الدول العربية، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب القدس، وكلها انتهاكات للدول العربية والمسلمين”.

وأكد نصرالله أن “ترامب يدرك أن الحرب مع إيران مغامرة كبيرة جدا لذا هو يتحرك ما دون الحرب وبما لا يؤدي إلى حرب لوضع معادلة جديدة، لذا قرر قتل قاسم سليماني”، لافتا إلى أن “إسرائيل كانت ترى أن سليماني هو أخطر رجل عليها منذ تأسيسها لكنها كانت تخشى قتله رغم أنها كانت تستطيع أن تفعل ذلك في سوريا، لذلك لجأت إلى الأميركيين”، مشددا على أن “قتل سليماني لم يكن استعراضيا بل هدفه إضعاف محور المقاومة وإخضاع إيران”.

ومضى قائلا: “هناك مشروع الهيمنة الأميركية – الإسرائيلية على منطقتنا من خلال الاستيلاء على مقدساتنا وعلى نفطنا وغازنا ومياهنا وخيراتنا، مقابل مشروع المقاومة الذي يريد أن تكون خيرات المنطقة لشعوبها والحفاظ على المقدسات”.

ورأى أن “ترامب كان يأمل من خلال قتل سليماني ترهيب إيران من خلال القول لها إنه يستطيع قتل أكبر جنرالات إيران، لكن طهران ردت بالفعل من خلال كلام خامنئي وروحاني والمسؤولين الإيرانيين والشعب الإيراني الذين أكدوا أن إيران لم تستسلم وأنها ستنتقم”، مضيفا: “الرد العراقي على ترامب بدأ أيضا بتشييع الشهداء الإيرانيين والعراقيين سويا بعد أن حرص الأميركيون على إثارة الأحقاد بين إيران والعراق”.

وأعرب عن تأكيد أن “المقاومين العراقيين لن يبقوا جنديا أميركيا في العراق”، معتبرا أن “الأميركيين أرادوا عدم خسارة العراق من خلال قتل سليماني وأبو مهدي فخسروه”.