IMLebanon

بري رفع السقف لإيصال رسالة لباسيل: لا ثلث معطلًا لأحد!

أدلى رئيس مجلس النواب نبيه بري بدلوه في الشأن الحكومي وأفرغ ما في جيبه، بعد أن صمت عليه لأسابيع منذ لحظة تكليف حسان دياب. “الأستيذ” عاد فجأة إلى مطلبه الأساسي “حكومة تكنو – سياسية”، بعد أن سبقه إلى تعويم هذه الصيغة من جديد، الفريقُ الرئاسي، الذي ذهب، وفق أوساط عين التينة، أبعد، مقترحًا حكومة “سياسية” صرفًا، وهذا ما لم تنفه أوساط القصر الجمهوري من دون أن تُعرف بعد أسبابُ “وثبته” الذي عاد وعدل عنها في الساعات الماضية..

هذه المعطيات التي شكّلت انقلابًا على المشروع الذي يعمل عليه دياب، أي حكومة “اختصاصيين” صافية، عطّلت في اليومين الماضيين، عجلات عربة الرئيس المكلف التي كانت بلغت الأمتار الأخيرة من مشوار تركيب البازل الوزاري… إلا أن ما جرى، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، لم يكن سوى جولة من جولات الكباش السياسي الكثيرة بين عين التينة وميرنا الشالوحي، بعد أن لمست الأولى ميلا لدى الثانية لانتزاع ثلث معطل في مجلس الوزراء العتيد. فما كان من “أمل”، إلا أن قررت، وبالتنسيق طبعا مع “حزب الله”، أن ترفع السقف إلى الحدود القصوى، وتهدد بوقف المسار التشكيلي كلّه وتلوّح بـ”اللجوء” إلى ورقة “الرئيس سعد الحريري” من جديد لإحباط مخططات الوزير جبران باسيل الحكومية.

وبعد أن وصلت الرسالة إلى ميرنا الشالوحي، تشير المصادر إلى أن من المرجّح أن تعود عملية التأليف إلى قواعدها الأساسية “سالمة”. ففي رأيها، “حزب الله”، مايسترو التكليف والتأليف، يريد تشكيل حكومة، وهو يدرك أن خسارة حسان دياب في هذه اللحظة، لن تعني إلا عودة الحريري أقوى و”على صهوة حصان أبيض” إلى ميدان التأليف.

“حزب الله”، لا تعنيه كثيرًا “طبيعة” هذه الحكومة، سواء كانت من اختصاصيين أو تكنو-سياسية (…) خاصة وأن الوزراء، في الحالتين، هم من اختيار القوى السياسية. وقد أكد رئيس مجلسه السياسي السيد إبراهيم أمين السيد هذا التوجّه، بقوله من بكركي أمس “إننا مع اي حكومة تشكل بسرعة ويتوافق عليها الجميع”، مضيفا: “قد تكون لدينا رؤية بهذا الاتجاه أو ذاك، وهذا الأمر طبيعي في لبنان ولكن الظروف الآن ما زالت قائمة من أجل تشكيل حكومة متفق عليها وتقوم بواجباتها”، ومشيرا إلى أننا “نقوم بكل ما يسهل تشكيل الحكومة، وما زلنا على الموقف الذي نحن فيه وهو السعي الجدي مع كل الأطراف للوصول إلى توافق على تشكيل الحكومة في أسرع وقت”.

غير أن ما يهمّ الحزب، وفق المصادر، هو أن تتشكل حكومة يرتاح إليها ويكون هو الأقوى فيها، لا يمسك بقرارها أحد، أيا كان، حليفًا أو غير حليف، وهو يرفض إعطاء الثلث المعطل فيها لأي فريق. وبعد أن “أفهم” باسيل هذه الرسالة، فإن من المتوقّع أن يواصل دياب، المعترض أيضًا على مبدأ إعطاء الثلث لأي فريق، اتصالاتِه وجهودَه، لاستكمال عملية التأليف من حيث توقّفت وفق التصور والصيغة اللذين اعتمدهما.

لكن هل ينجح في إنهاء مهمّته؟ المصادر تقول إن ذلك غير محسوم. فالثلث المعطل ليس وحده العائق أمام التشكيل، بل هناك أيضا صراع على أسماء المستوزرين و”معايير” التوزير، وعلى الحصص، وعلى الأمساك بالوزارات الدسمة التي ستعنى مثلا بملفات حيوية كالتنقيب عن النفط، كما أن المشهد الإقليمي يشهد تقلّبات سريعة، فما يناسب “حزب الله” – ذراع إيران في لبنان – اليوم، قد لا يناسبه غدا…