IMLebanon

إرتفاع ضغط الدم الرئوي… خطرٌ من نوع آخر

كتبت ماريانا معضاد في صحيفة “الجمهورية”:

فرط ضغط الدم الرئوي هو نوع من ارتفاع ضغط الدم الذي يؤثر في الشرايين والرئتين والجانب الأيمن من قلبك. ولا يقلّ هذا النوع من الضغط خطورة عن ضغط الدم، إذ يمكن أن يؤدّي إلى مشاكل صحيّة جديّة وربما الوفاة إذا لم يُعالج.

في حديث لـ«الجمهورية»، شرح الدكتور صلاح زين الدين، اختصاصي أمراض صدرية ورئة وعناية فائقة في مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، وأستاذ جامعي في كلية الطب، والرئيس السابق للجمعية اللبنانية لأطباء الأمراض الصدرية، أنّ «بين القلب والرئة شريان، يضخّ القلب الدم من خلاله إلى الرئة. إنّ ضغط هذا الشريان في الحالة الطبيعية أقل من الضغط العادي في باقي الشرايين. ولكن يمكن أن يرتفع ضغط الدم في هذا الشريان، ما يُعرَف بارتفاع ضغط الدم الرئوي. وتختلف أنواع ارتفاع ضغط الدم الرئوي الخمس بحسب المسبّب الرئيسي للارتفاع، ولكنّ النتيجة واحدة لكل الأنواع في حال عدم معالجة المشكلة. لذا، الأهم هو العلاج والاستدراك المُسبق. فقد يؤدي ارتفاع ضغط الدم الرئوي إلى مشاكل صحية وصولاً إلى الوفاة».

وذكر د. صلاح الفئات الأكثر عرضة كالتالي:

  • ليس هناك من سبب معروف، عادة لدى الأصغر عمراً (أي حوالى سن العشرين)
  • لدى مرضى الروماتيزم (في الشرايين والمفاصل)
  • نتيجة تكرر الجلطات الرئوية (تخثّر دم متكرر)
  • نتيجة قصور القلب أحياناً، ولكن على المدى الطويل، هذه الحالة هي الأسهل.

العوارض

وفي السياق نفسه، تكلّم د. زين الدين عن عوارض ارتفاع ضغط الدم الرئوي قائلاً: «إنّ ضيق النفس لدى القيام بمجهود هو من أبرز العوارض. ومع تطوّر الحالة، يحصل ضيق النفس حتى إذا كان المجهود طفيفاً، كما قد ينقص في الأوكسيجين. في الإجمال، هذه مشكلة مزمنة، لذا لا يعاني الفرد ضيق النفس مرة واحدة ولبضعة أيام. لذلك على أي شخص يعاني ضيقاً في النفس بشكل متواصل ومن دون سبب معروف (كالإصابة بالربو مثلاً)، أن يُعاينه الطبيب المختص (اختصاصي أمراض صدرية ورئوية)، لاسيما إذا استمر ضيق النفس ولم يتحسن وضع المريض».

التشخيص

عدّد د. صلاح عدّة مقاربات في تشخيص ارتفاع ضغط الدم الرئوي:

  • فحص لوظائف الرئة
  • صورة صوتية قلبية
  • تمييل لشريان القلب الرئوي لتأكيد الحالة ولفت إلى أنه «لا يتم التشخيص من زيارة واحدة للطبيب، بل يأخذ بعض الوقت وأحياناً فحوصات متكررة».

العلاج

يعتمد العلاج على السبب الرئيسي لارتفاع ضغط الدم الرئوي. فيفسّر د. صلاح: «إذا كان سبب الارتفاع قصوراً في القلب، نعطي للمريض علاجاً للقلب. وإذا كان السبب التخثّر الدموي والجلطات، نعطيه مسيّلاً للدمّ، أمّا إذا لم يكن السبب واضحاً، فنعطيه أدوية خاصة جداً لإراحة العضلة وتوسيعها». وذكر أنّه ما من شفاء تام من ارتفاع ضغط الدم الرئوي، لأنّ العلاج عادة دائم، ويأخذ المريض الدواء لمدى الحياة. فهذه مشكلة مزمنة مثل مرض السكري. وإذا شُفي المريض من ارتفاع ضغط الدم الرئوي، فهذا سبب إضافي لمتابعة العلاج وليس لإيقافه، فالمشكلة هذه مزمنة ولا تزول بالكامل وقد تتكرّر. إذاً، من المهمّ المتابعة لتفادي تكرّر الارتفاع».

وأضاف د. زين الدين: «في السنوات العشر الفائتة كان التطوّر في علاج ارتفاع ضغط الدم الرئوي كبيراً، وصدرت العديد من الدراسات، فضلاً عن كثير من الأدوية الجديدة الفعّالة جداً (ومعظمها متوافر في لبنان)».

ملحوظة:

قد يلجأ الأطباء في بعض الحالات المعينة، عندما يكون السبب كثرة الجلطات، إلى الجراحة لإزالة هذه الجلطات.