IMLebanon

باسيل يثير حساسية الحزب! (بقلم ميليسا ج. افرام)

بعد اغتيال اللواء قاسم سليماني تعطّل مسار تشكيل الحكومة في لبنان. هل السبب أن “حزب الله” غيّر  استراتيجيته وبات يريد حكومة سياسية للمواجهة؟ أم أن ثمة ما تصدّع في تحالف قوى 8 آذار؟

الثابت أن علاقات رئيس “التيار الوطني الحر” بكل من حركة “أمل” وتيار “المردة” ليست في أفضل حالاتها، إذ إنها مقطوعة مع “المردة” و”متذبذبة” كل الوقت مع “أمل”. إنما اللافت ما بعد اغتيال سليماني أن الوزير جبران باسيل اتخذ أكثر من موقف لافت سواء على المستوى الداخلي أو على المستوى الإقليمي.

على الصعيد الداخلي لم يتردّد باسيل في أن يقول في إطلالته الأخيرة عبر تلفزيون “الجديد” إن “الفساد ينخر في البيئة الحاضنة للمقاومة، وقد أصبح هناك بيئة حاضنة للفساد في كل المجتمعات والطوائف، وحتى من يحارب الفساد أصبح مثله مثل غيره”. وفي كلام باسيل هجوم نوعي على “البيئة الحاضنة للمقاومة” التي كان فريق 8 آذار يعتبرها “فوق الشبهات”.

كان يمكن لكلام باسيل أن يمرّ مرور الكرام، وكان يمكن للمعنيين أن يعتبروا أنه يأتي ضمن التراشق الداخلي المعتاد، لولا أنه كانت لباسيل مواقف في الملف الإقليمي بعد اغتيال سليماني، أتت لتشكل افتراقاً لافتاً عن “حزب الله” وأمينه العام السيد حسن نصرالله. ففي حين أعلن السيد نصرالله أن كل محور المقاومة معني بالرد على اغتيال سليماني متوعّدا بالمشاركة بالرد ومعلنا أن كل قواعد الجيش الأميركي وجنوده وضباطه هم أهداف للرد المنتظر، جاء رفض باسيل لأي رد من لبنان تماماً كما موقف تكتل “لبنان القوي” الذي أصرّ على إبعاء لبنان عن صراعات المنطقة.

إنه الاختلاف الاستراتيجي بين حليفي تفاهم مار مخايل. بالنسبة إلى “التيار” هو لم يغيّر موقفه الذي بناه على قاعدة دعم “المقاومة” التي تحمي لبنان وتدافع عنه، في حين أن “التيار” يرفض كل ما من شأنه توريط لبنان دفاعاً عن إيران. أما بالنسبة إلى “حزب الله” فإن الدفاع عن سلاحه في كل الساحات والمعارك يجب أن يبقى غير مشروط كما أن الالتزام بالمحور الإيراني شرط أساس للتحالفات. هذا الاختلاف العميق برز في غياب أي تعزية شخصية من باسيل بسليماني مكتفياً بإرسال وفد من “التيار” للتعزية في السفارة الإيرانية، في حين أن رئيس تيار “المردة” الوزير السابق سليمان فرنجية نعى سليماني عبر حسابه على تويتر بطريقة عاطفية أعلن فيها الولاء لإيران من خلال استعمال تعبير “سماحة القائد الإمام السيد علي خامنئي”، ما يؤكد أن خامنئي هو قائد فرنجية!

بظل هذه المعطيات إلى أين تتجه العلاقة بين “التيار” و”الحزب”؟ لا شيء أكيدا، إنما الثابت أن تشكيل حكومة جديدة في لبنان بات مستحيلاً في ظل تصدّع جبهة الحلفاء المختلفين بحيث لم يعد الحزب يثق بباسيل ليمنحه الثلث المعطل في أي حكومة جديدة، ولو من لون واحد، كما كانت الحال في الحكومة السابقة التي كانت تضم الجميع!