IMLebanon

وسطاء بين طهران والرياض وواشنطن رغم التصعيد “الظاهر”!

في خضم التصعيد الاميركي – الايراني في المنطقة، غداة تصفية الولايات المتحدة الاميركية قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني، بدا ان الجمهورية الاسلامية تحاول التخفيف من حجم الضغوط التي تجد نفسها رازحة تحتها، من خلال تقليص عدد “أعدائها”، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.

فبعد ان بلغ التصعيد بينها وبين الدول الخليجية حدودا غير مسبوقة في الاشهر القليلة الماضية، برز موقف للزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي أمس، دعا فيه الى تعزيز التعاون بين دول المنطقة للتعامل مع المشكلات التي ألقى باللوم فيها على الولايات المتحدة. وقال خامنئي لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي زار طهران معزّيا “الوضع في المنطقة غير ملائم بسبب الولايات المتحدة وأصدقائها، والسبيل الوحيد للتعامل معه يتمثل في الاعتماد على التعاون الإقليمي”.

ومع ان متفرعات ايران وأذرعها في المنطقة، من اليمن الى العراق وصولا الى لبنان، لا زالت ترفع لهجتها في وجه المملكة والدول الخليجية وتتهمها بتغذية الارهاب وبالتواطؤ مع الولايات المتحدة، وهذا ما ورد مثلا في خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أمس، الا ان المصادر تشير الى ان طهران ترغب “ضمنا” في التوصل الى “هدنة” أو تهدئة بينها وبين جيرانها في الاقليم، ومواقف خامنئي أبرز دليل الى رغبتها هذه.

وفي خانة مساعي التوفيق هذه، تصب زيارة وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي طهران، الأحد ومن ثم السعودية اليوم. وقد أفادت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان أن “التطورات الأخيرة تضر بشكل كبير بالسلم والأمن في منطقة متقلبة أصلاً وتؤكد على الحاجة لبذل جهود فورية وجماعية للتوصل إلى حل سلمي”. وأكدت أن قريشي سيبلغ إيران “استعداد باكستان دعم جميع الجهود التي تسهل حل الخلافات والنزاعات بالسبل السياسية والدبلوماسية”. وغداة اجتماعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف، زار قريشي السعودية اليوم لإجراء محادثات مع وزير خارجيتها الأمير فيصل بن فرحان. وسيزور الوزير كذلك الولايات المتحدة بعد اختتام زيارته إلى طهران والرياض، وفق ما أفاد مصدر في الخارجية الباكستانية.

على الخط عينه، أجرى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، المقرّب من الرياض وطهران، مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهده تناولت التوترات الاخيرة في المنطقة وسبل تأمين الملاحة وإمدادات النفط. وقال مدير عام وزارة الخارجية اليابانية للإعلام والدبلوماسية ماساتو اوتاكا إنّ آبي قال إن “أي مواجهة عسكرية في الشرق الأوسط بما في ذلك بلد مثل إيران ستكون لها تداعياتها الكبيرة ليس فقط على السلام والاستقرار في المنطقة لكن على السلام والاستقرار في العالم بأسره”. وتابع أنه “يجب تجنب اي مزيد من التصعيد في المنطقة”. وردا على سؤال حول نقل آبي مبادرة وساطة بين الرياض وطهران، قال اوتاكا إنّ “موضوع إيران حساس للغاية وانا احجم عن الخوض في تفاصيل هذا الموضوع، كما اننا لا نرغب بالضرورة أن نصف جهودنا بانها جهود وساطة”.

الاتصالات اذا ناشطة للتهدئة بين القوتين الدوليتين وتفادي اي تصعيد محتمل، تضيف المصادر، كاشفة ايضا عن وساطات على خط طهران – واشنطن. فالمواقف العالية السقف في الظاهر، على هذا الصعيد ايضا، لا تعكس حقيقة الوضع بين الدولتين الساعيتين الى العودة مجددا الى طاولة المفاوضات!