IMLebanon

“لبنان القوي” إلى المعارضة رسميًا الثلثاء!

لم تنفع الإطلالة التلفزيونية الطويلة لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في تعبيد طريق التوليفة الحكومية المنتظرة برئاسة حسان دياب. ذلك أن الكباش التحاصصي استمر على أشده، قبل أن يدخل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على خط المفاوضات، ليفجر قنبلة “تكنوسياسية” من العيار الثقيل، معيدا النقاش إلى نقطة البداية: شكل الفريق الوزاري العتيد، ما يعني أن المواجهة بين الرئيس المكلف حسان دياب وعدد ممن أوصلوه إلى موقع رئاسة الحكومة مستمرة. ويأتي على رأس هؤلاء بري نفسه، كما بعبدا التي تحدثت مصادرها الاثنين عن “معطيات جديدة يبدو أن الرئيس المكلف لا يريد أخذها في الاعتبار”، في إشارة إلى اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، ومطالبة بري بحكومة تكنوسياسية.

يحلّ هذا الجوّ المشحون على بلاد تسابق الانهيار في وقت كيلت اتهامات كثيرة لـ”التيار الوطني الحر” بعرقلة سير القطار الحكومي بقيادة دياب، وهو ما سيدفع تكتل “لبنان القوي” إلى الخروج عن صمته الثلثاء لإعلان الانتقال الرسمي إلى معسكر المعارضة، على ما تؤكده مصادر “التيار” لـ”المركزية”، مشيرةً إلى أن باسيل سيغتنم الفرصة ليستعرض مسار التأليف والتكليف منذ رسو الخيار على دياب، وسيجدد التأكيد أن “التيار” زاهد بالحصص الوزارية والتمثيل الحكومي، لأن الأولوية لتأليف حكومة تريح الناس والرأي العام المشحون.

وفي انتظار المؤتمر الصحافي لباسيل، تذكر مصادر سياسية مراقبة، عبر “المركزية”، أن “هذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها التيار استعداده للبقاء خارج الجنّة الحكومية، علما أنه كان أعلن هذا الموقف في مؤتمر صحافي عقده التكتل في ميرنا الشالوحي في 12 كانون الأول الفائت، واعتبر مقدمة لسحب الغطاء المسيحي من الرئيس سعد الحريري، بفعل الاختلاف بين الرجلين حول النظرة إلى شكل الحكومة العتيدة”.

واليوم، تشير المصادر إلى أن “كل ما في الصورة الحكومية يشي بأن انتقال التيار، بوصفه الرافعة السياسية الأساسية للعهد، إلى موقع المعارضة، قد يكون مجرد رفع سقف سياسي في إطار محاولة تحسين شروط التفاوض، بدليل أن باسيل الذي كان أول من اقترح تشكيل فريق من اختصاصيين تسميهم القوى السياسية، لكنه عاد وأيد طرح دياب المنادي بفريق من الاختصاصيين المستقلين، في محاولة للاستجابة لمطالب الحراك الشعبي. لكن هذا كله كان ممكنا قبل اغتيال سليماني، بدليل توقيت عودة الرئيس بري وبعبدا إلى العزف على وتر الحكومة التكنو-سياسية”.