IMLebanon

نغمة الثلث المعطّل لباسيل تؤجّج التباين مع الثنائي الشيعي

من أهل البيت تُضرب حكومة الرئيس المكلّف حسان دياب. فمن يُفترض بهم أن يكونوا إلى جانبه لتسهيل مهمته يزرعون الغام الشروط ومطالب المحاصصة كمّا ونوعًا. لكن لماذا هذا الخلاف داخل الفريق الواحد بعد مضي أكثر من ثلاثة أسابيع على تكليف دياب في وقت كانت كل التوقعات تشير إلى صعود الدخان الأبيض إيذانًا بولادة الحكومة، باعتبار أن من يشكلونها حلفاء؟

أوساط سياسية من المقلب الأخر أشارت عبر “المركزية” إلى أن “مواقف فريق التكليف كشفت تباينًا واضحًا في وجهات النظر حول مهمة الرئيس المكلّف وهوية الوزراء المُعيّنين الذين يصرّ دياب على أن يكونوا من أصحاب الاختصاص ومستقلّين في عملهم”.

وتبين بحسب الأوساط أن “العلاقات بين فريق رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار “الوطني الحر” برئاسة جبران باسيل من جهة وبين الثنائي الشيعي من جهة أخرى ليست على ما يرام وأن التباعد في مقاربة موضوع تشكيل الحكومة فرض نفسه على إيقاع العلاقة”.

فالثنائي الشيعي يتّهم باسيل بالتفرّد في تشكيل الحكومة وهو ما أشار إليه الرئيس نبيه بري صراحةً بإعلانه أنه لن يُشارك في الحكومة التي يُشكّلونها كما يريدون”، كما وجّه سهامه إلى الرئيس المكلّف تحت عنوان أنه لا يتشاور مع بري الذي رفض المعايير التي وضعها دياب لتأليف الحكومة العتيدة وهي: أن تكون الحكومة مصغّرة من 18 وزيرًا، وأن يكون الوزير مطابقًا في اختصاصه لمواصفات الحقيبة التي ستُسند إليه، وألا يحمل بطاقة حزبية واستبعاد كل شخص كان وزيرًا في حكومة تصريف الأعمال الحالية إضافةً إلى أن يُطبق الوزراء مبدأ التضامن الوزاري وعدم تحويل جلسات مجلس الوزراء إلى حلبات مواجهة سياسية خدمة لمصلحة شخصية أو خارجية على حساب المصلحة العامة.

وعند هذه المعايير، بدأ مسار العلاقة بين الثنائي الشيعي والرئيس المكلّف حسان دياب يتدهور فتمت العودة إلى المطالبة بحكومة تكنوسياسية تضمّ اختصاصيين قادرين ونظيفي الكفّ يتمتعون بشهرة وخبرة في مجال عملهم.

واعتبرت الأوساط المعارضة لفريق التكليف أن “الثنائي الشيعي أراد من موقفه المتباين مع الرئيس المكلّف حول معايير التشكيل الغمز من قناة باسيل الذي يطالب بأن يحصل مع الرئيس عون على الثلث المعطل وهو أثار قلقه من صفقة يُحضّر لها في الكواليس يدفع ثمنها من خلال هيمنة باسيل على الحكومة، من هنا أتى قول بري “إذا شكّلوا حكومة كما يريدون لن أشارك بل أعطي الثقة”.

لذلك، وضعت الأوساط المعارضة دعوة بري لدياب إلى التشاور مع الجميع تحت عنوان “لمّ الشمل” ضمن حكومة جامعة ومن لا يشارك فيها يتحمّل المسؤولية، في خانة “قطع الطريق” على باسيل للحصول على الثلث المعطّل في الحكومة، في مقابل توسيع مروحة الدعوات إلى تفعيل حكومة تصريف الأعمال برئاسة  سعد الحريري ومحاولة استمالة الفريق المعارض ومن ضمنه “المستقبل” و”القوات” و”الاشتراكي” الذين لطالما شكلوا دعامة لبري في ملفات التكتيك اليومية، إلى أن تتّضح معالم الصورة محليًا وإقليميًا، خصوصًا بعد التطورات التي شهدتها إيران بعد اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني”.