IMLebanon

48 ساعة أمام تشكيل الحكومة… أو التصعيد

دخلت عملية تأليف الحكومة اللبنانية مرحلة حاسمة، ويفترض أن يتم تشكيلها خلال 48 ساعة، وإلا يمكن أن تتجه الأمور إلى تصعيد سياسي وشعبي كبيرين في حال فشل المحاولة الأخيرة.

وتلاقت المهلة غير المعلنة، المعطاة لرئيس الحكومة المكلف حسان دياب من قبل القوى السياسية التي سمته لتشكيل الحكومة، مع مهلة مماثلة تحدث عنها الحراك الشعبي أمام منزل دياب الذي تجزم أوساطه لـ«الشرق الأوسط» بأن تشكيلته جاهزة، وأنه تصرف وفق المعايير التي وضعها لنفسه في عملية التأليف، ولا مشكلة لديه، أما إعلان التشكيلة فدونه عقبات يرفض الرئيس المكلف وضعها في خانته.

وتوفرت معطيات أمس عن طلب دياب مهلة 48 ساعة لتقديم تشكيلته، وهو ما نفته أوساطه بشدة، لكن مصادر قريبة من رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل ردت تراجعه عن التصعيد الذي كان مرتقبا في مؤتمره الصحافي أمس إلى «استمهال من دياب».

وترافق هذا الجو مع أجواء إيجابية أشاعها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي التقى باسيل مطولا أمس، ونقل زوار بري عنه لـ«الشرق الأوسط» أن ثمة نافذة أمل قد فتحت، نأمل بأن تتحول بابا. وقالت مصادر باسيل إن الأخير «قدم نبرة هادئة بسقف عال، بدلاً من نبرة عالية لسقف عال»، مشيرة إلى أنه إذا لم تبصر الحكومة النور قبل نهاية الأسبوع فإنه سيعود إلى التصعيد.

وعقد باسيل أمس مؤتمرا صحافيا قال فيه: «كنا سنعلن اليوم موقفاً متقدّماً لناحية تأكيدنا أننا لم نقدّم يوماً مطلباً خاصاً إلا تشكيل حكومة إنقاذية واليوم حصلت تطورات تدفعنا لنحمل المسؤولية أكثر وأكثر». وقال: «لا مطلب لنا لا بعدد ولا بأسماء ولم نختر أي اسم ولن نختار أي اسم من التيار أو قريب منه. كلّ همنا أن نتساعد من أجل الإنقاذ».

وأكد: «لا يمكن إصلاح الوضع بالسياسة الاقتصادية والمالية نفسها المعتمدة منذ ثلاثين سنة وهذه هي الأولوية وكل كلام عن حصص وثلث معطّل بالنسبة إلينا لا أساس له من الصحة»، مضيفا: «المطلوب حكومة تحصل على ثقة الناس وليس لدينا ترف التأخير فانظروا أين هم الناس اليوم وكل يوم تأخير قاتل بالنسبة إلينا».

وعن الوضع المالي قال باسيل إنّ «هناك استنسابية في التعامل مع المواطنين بشكل غير مقبول فهناك من يحرم من القيام بتحويلات مالية بسيطة وهناك من يحوّل مئات الملايين إلى الدولار إلى الخارج». وأضاف: «قدّمنا كتابا لحاكم مصرف لبنان حول التحويلات وما تشكّله من استنسابية في حق المواطنين طالبناه فيه بالإفصاح عن الأرقام وأبدينا كل استعداد للتعاون»، مؤكدا: «نحن من المطالبين بوضع خطة اقتصادية مالية إنقاذية وسبق أن قدّمنا أوراقا واليوم أيضا قدّمنا طرحاً أودعناه لدى المعنيين».