IMLebanon

بعد “قطوع التأليف”… حكومة دياب أمام امتحان المعارضة

كسب رئيس الحكومة حسان دياب رهانه على الوقت والحلفاء في آن معًا. فكان أن شكل فريقه الوزاري المصغر ضمن المهلة التي كان قد حددها لنفسه عقب الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب، أي بعد قرابة شهر على تكليفه وبضغط من “حزب الله” على فريق 8 آذار، على وقع “انفجار غضب” رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية في مواجهة رئيس التيار “الوطني الحر” جبران باسيل.

على أن تجاوز قطوع التأليف “بشق النفس” لا يعني أن رحلة رئيس الحكومة الجديد مع الامتحانات السياسية الكبيرة قد انتهت، بل على العكس، حيث أن التوليفة الجديدة أمام تحدي مواجهة معارضة واسعة، وإن غير متراصة الصفوف، حتى اللحظة على الأقل.

وفي قراءة للمشهد الذي فرزه تأليف الحكومة، أشارت مصادر سياسية عبر “المركزية” إلى أن “كل المعطيات السياسية التي تجمعت في الساعات الماضية تفيد بأن دياب يبدو مستعدًا للمنازلة التي سيخوضها في مواجهة معارضيه، وعلى رأسهم الشارع الملتهب، الذي لم يتأخر في التعبير عن احتجاجه على الولادة الحكومية، بعد أقل من ساعة على إعلانها، بدليل أنه حرص، في إطلالته الأولى على الاعلام على تأكيد تبنيه مطالب الحراك المحقة، وقوله على هامش الجلسة الأولى لمجلس الوزراء إنه “يمثل الحراك في الحكومة”.

على أن المصادر نبهت إلى أن “الأهم يكمن في المنازلة التي من المتوقع أن تخوضها الحكومة الحديثة الولادة في مواجهة أفرقاء 14 آذار السابقين، الذين وجدوا أنفسهم على حين غرة، خارج جنة السلطة، بفعل استقالتي الرئيس سعد الحريري، ووزراء “القوات اللبنانية” من الحكومة السابقة على وقع الضغط الذي مارسه ثوار 17 تشرين في الشارع، بدليل أن أولى المناطق التي اشتعلت شرارتها الاحتجاجية كانت تلك المعتبرة قلاعًا محصنة لتيار “المستقبل”، ما يؤشر إلى أن الغضب السني لا يزال لغمًا قد يقض مضجع حكومة دياب طويلًا، ومن المفترض أن تعبر عنه كلمات نواب “المستقبل” في جلسات الثقة الماراتونية، علمًا أن الحريري كان أعلن أن “كرسي السلطة” أصبحت وراءه، ما يعني أن خيار الانتقال إلى المعسكر المعارض يبدو نهائيًا.

وفي السياق، لفتت المصادر إلى أن “الإشارات القواتية إزاء الانتقال من الموقع الموالي إلى ذاك المعارض، وهي بدأت مع مطالبة رئيس الحزب سمير جعجع بتأليف حكومة اختصاصيين مرورًا باستقالة وزرائه الأربعة من الحكومة السابقة، وصولًا إلى عدم تسمية أحد في استشارات التكليف، والسهم المباشر الذي وجهه إلى الحكومة الوليدة، بقوله، في مقابلة صحافية، إن هذه الحكومة تبدو أسوأ من سابقاتها. يأتي كل هذا فيما المختارة اكتفت بتمني التوفيق لدياب من على منبر بيت الوسط الذي حرص الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط على زيارته مساء الاثنين الفائت، مركزًا على ذكرى 14 شباط، في موقف لافت في زمانه ومكانه حمل بين طياته دعوة مبطنة إلى إعادة رص صفوف “الفريق السيادي”، في مواجهة حكومة لم تنل مباركته، تبعا لما عبر عنه رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل في التغريدة العنيفة في اتجاه وزير الصحة الجديد حمد حسن، المقرب من “حزب الله”، ما ينزع عنه صفة “الاستقلالية”، بحسب توصيف الجميل، الذي لا يزال على موقفه المعارض منذ أكثر من ثلاث سنوات”.

غير أن المصادر ختمت مذكرة بأن “فاعلية القوى المعارضة لحكومة دياب تبدأ برص صفوف مكوناتها، وتجاوز الخلافات في ما بينها، وهو ما قد يكون جنيلاط أعطى إشارة واضحة إليه من بيت الوسط تحديدًا”.