IMLebanon

دار الفتوى “مُقفلة” امام دياب: صمت دريان ابلغ موقف

اذا كان العنوان العريض الذي يُظلل الحكومة العشرينية الجديدة برئاسة حسان دياب “استعادة الثقة”، وهو ما شدد عليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال الجلسة الاولى لها التي عُقدت في قصر بعبدا عندما توجّه الى الوزراء في مستهل الجلسة بالقول “مهمتكم دقيقة وعليكم اكتساب ثقة اللبنانيين والعمل لتحقيق الاهداف التي يتطلعون اليها سواء بالنسبة الى المطالب الحياتية التي تحتاج الى تحقيق، او الاوضاع الاقتصادية التي تردت نتيجة تراكمها على مدى سنوات طويلة”، فان مطبّات عدة داخلية وخارجية ستواجه الحكومة اذا ما تجاوزتها تُسجّل لها نقاط ايجابية في اختبار الثقة.

ولعل الابرز في هذه المطبّات اقلّه بالنسبة لرئيس الحكومة، دار الفتوى التي لم تصدر بياناً حتى الان تُحدد فيه موقفها من تكليف الرئيس دياب ولا حتى تركيبته الوزارية، وهي التي تُشكّل تاريخياً المرجعية الوطنية والاسلامية لساكن السراي الكبير. وبقي موقفها من الاستحقاق الحكومي ما جاء في بيان الانسحاب من السباق الحكومي الذي تلاه المرشّح سمير الخطيب عندما نقل عن مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان انه “ابلغني عن توافق على تسمية سعد الحريري لرئاسة الحكومة”.

وفي مؤشر واضح على اعتراض مفتي الجمهورية على الاستحقاق الحكومي، لم تُحدد دار الفتوى حتى الان موعداً للرئيس المكلف تعبيراً عن رفضها للأسلوب الذي جرت فيه تسمية دياب رئيساً مكلفاً للحكومة، والذي تعتبره قيادات سنّية دينية انتقاصا خطيراً للغاية من دور الطائفة السياسي والوطني وتعدّياً على صلاحيات الرئاسة الثالثة.

مصادر اسلامية متابعة اوضحت لـ”المركزية” “ان الاجواء غير مؤاتية في دار الفتوى لاستقبال الرئيس دياب على رغم قوله اثر اعلان تشكيلته الحكومية ان زيارته للدار ستأتي في الوقت المناسب”.

وشددت على “ان الاجواء لم تتوفّر حتى الان للقاء، خصوصاً ان ما حصل في بيروت في الايام الاخيرة من اعمال شغب وفوضى داخل الاسواق التجارية وفي محيط مجلس النواب وما نتج عنها من اعتقالات لا يساعد على تعبيد الطريق بين الرئيس دياب ودار الفتوى”.

وفي حين يعمل رئيس الحكومة على تحديد موعد للقاء مفتي الجمهورية في دار الفتوى عبر “وسيط” من قبله وهو ما اشارت اليه معلومات لـ”المركزية”، لفتت المصادر الاسلامية الى “ان صمت المفتي دريان وعدم اطلاقه مواقف من الاستحقاق الحكومي منذ تكليف الرئيس دياب وحتى الان ابلغ “ردّ” على محاولات الرئيس دياب، فصمته هو موقف بحدّ ذاته”. واوضحت “ان دار الفتوى في مرحلة ترقّب ومتابعة لما ستقوم به الحكومة وكيفية تعاطيها مع مطالب الناس التي نزلت الى الشارع في 17 تشرين الاول وما تزال حتى الان”.

وليس بعيداً من مطبّ ثقة الشارع الاسلامي عامة والسنّي خاصة، وهي مهمة لن تكون سهلة مع اصطفاف “تيار المستقبل” في المعارضة، مطبّات خارجية تقف امام حكومة الرئيس دياب لعل ابرزها ثقة العالم العربي وتحديداً الدول الخليجية التي “انكوت” بعدم التزام الحكومات السابقة بسياسة النأي بالنفس كما جاء في بيانها الوزاري.

وفي السياق، اوضحت المصادر الاسلامية “ان الاجواء العربية، لاسيما الخليجية غير مؤاتية لاستقبال الرئيس المكلّف رغم اعلانه عن جولة عربية وخليجية في القريب العاجل، وهي تتريّث باستقباله”.