IMLebanon

بعد القمة الروحية… الراعي إلى الفاتيكان قريبًا

عشية زيارة مرتقبة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الفاتيكان مطلع شهر شباط المقبل، بدت لافتة القمة المسيحية الروحية التي عقدت في الصرح البطريركي في بكركي بحضور رؤساء الطوائف المسيحية، في توقيتها ومضمونها، خاصة الدعوة التي وجهها الآباء إلى “المتظاهرين وبخاصَّة الشَّباب منهم الذين كان لهم التَّأثير الأساسيّ في هزّ الضَّمائر وترسيخ فكرة وجوب التَّغيير في الأداء السِّياسيّ، إلى التَّعامل بحكمةٍ مفسحين في المجال أمام الحكومة لتحمُّل مسؤوليَّاتها”.

ومن شأن هذه القمة أن تمدّ البطريرك الراعي، قبيل لقائه البابا فرنسيس، بحسب ما أكدت مصادر معنية لـ “المركزية” بموقف مسيحي موحّد حول الأوضاع اللبنانية، سيحمله معه إلى الفاتيكان ليشرح الواقع في ظل الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ أكثر من مئة يوم. فالاهتمام الفاتيكاني بلبنان واضح، بحسب المصادر، وهناك إصرار على الاطلاع على المستجدات على الساحة المحلية عن كثب، ومن أفضل من البطريرك ليشرح الوضع، فأتت هذه القمة لتدعم موقف الراعي وتثبته وليؤكد للفاتيكان أن موقفه هو الموقف المسيحي الجامع والموحّد”.

وكشفت مصادر مطلعة لـ”المركزية” أن “البطريرك الراعي سيجري محادثات مع البابا بشأن لبنان، حيث سيطلعه على حقيقة الأوضاع السياسية السائدة والخطر الاقتصادي والمالي من انهيار الحكومة وموقف المسؤولين ووضع المسيحيين. وسيرفع الراعي، وفق المعلومات، تقريرًا مفصلًا إلى قداسة البابا والاقتراحات التي يمكن اللجوء إليها للخروج من النفق المظلم. في المقابل، سيؤكد البابا موقف الكرسي الرسولي من دعم ومساعدة لبنان وتعزيز صيغة العيش المشترك لأن لبنان وفق النظرة الفاتيكانية التي أعلنها البابا القديس يوحنا بولس الثاني هو أكثر من بلد هو “رسالة”. رسالة العيش الواحد رسالة حوار الحضارات والأديان. هكذا ينظر الفاتيكان إلى لبنان”.

ومن المتوقع أن يشارك الراعي خلال زيارته في مؤتمر الكرادلة الذي يعقد في الكرسي الرسولي برئاسة البابا فرنسيس. كما سيحتفل البطريرك بقداس مار مارون شفيع الطائفة في 9 شباط في الكنيسة المارونية (مار شربل) في روما بحضور حشد من الرسميين وأركان الجالية وستكون للراعي مواقف مهمة. كما سيلقي محاضرة عن البطريرك الياس الحويك وإعلان دولة لبنان الكبير بمناسبة مئوية لبنان الكبير في المدرسة المارونية.

وأشارت المعلومات إلى أن “الراعي سيزور قصر بعبدا قبل مغادرته إلى الفاتيكان ليضع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في أجواء الزيارة”.