IMLebanon

صراع الاجنحة في ايران يتصاعد: فهل يُطيح ظريف؟

خلف مشهد المواقف الموحّدة التي اطلقها المسؤولون الايرانيون غداة اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، متوعدين الادارة الاميركية باستهداف مصالحها في المنطقة ثأراً لاغتيال احد اهم قادتها ومهندس استراتيجيتها، علاقات متوتّرة بين اركان الحكم اصطلح على توصيفها “صراع الاجنحة” في طهران بين المتشددين والمعتدلين.

وتكشف اوساط دبلوماسية لـ”المركزية” “ان الوضع في ايران بعد اغتيال سليماني ليس على ما يرام، بل هناك توتر في العلاقات بين المرشد الايراني علي خامنئي ومعه الحرس الثوري من جهة وبين الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف في الجهة المقابلة. وتتصاعد حدّة هذا التوتر عشية الانتخابات النيابية المُقررة في 21 شباط المقبل”.

وتتحدث الاوساط عن تهديد الرئيس روحاني بتقديم استقالته بسبب ممارسات وتصرفات الحرس الثوري الذي لا يخضع لاوامره بل يعمل لدى المرشد ويُنفّذ ما يطلبه، لذلك ينتقد الحرس بشدة اداء روحاني وظريف.

ولعل ما زاد طين العلاقات المتوتّرة بلّة حادثة الطائرة الاوكرانية التي سقطت في ايران منذ اكثر من اسبوعين وعلى متنها 176 شخصاً، حيث اظهرت “الارتباك” الايراني في التعامل معها، خصوصاً بعدما اعلن الحرس الثوري مسؤوليته عن اسقاطها بصاروخ “عن طريق الخطأ”.

واوضحت الاوساط الدبلوماسية ان هذا “الارتباك” في التعامل مع حادثة الطائرة التي اثارت غضباً دولياً تجاه طهران، رفع منسوب التوتر في العلاقات بين اهل الحكم، وظهر ذلك في بداية الامر عندما نفت ايران مسؤوليتها عن اسقاطها واتّهمت سواها بذلك قبل ان تتراجع وتعترف بإسقاطها من دون توضيح الاسباب كما رفض الحرس ان يسلّم الصندوق الاسود الى اوكرانيا ورفض مشاركة مسؤولين اوكرانيين في التحقيق.

ولفتت الى “ان الرئيس روحاني ابدى “انزعاجه” مما جرى بعدما كانت له مواقف تدين من يتّهم ايران باسقاط الطائرة، مؤكداً ان لا علاقة لنا بما حصل، وعندما اعلن الحرس الثوري مسؤوليته عن اسقاطها لم يعرف روحاني كيف “يُبرر” فعلته، خصوصاً ان الحرس الثوري لم يبلغه بالاساس بتفاصيل الحادثة ولماذا اُطلق الصاروخ في اتّجاهها عن طريق الخطأ، بل اكتفى بوضع المرشد علي خامنئي في صورة الوضع”.

وكما روحاني كذلك وزير الخارجية محمد جواد ظريف الذي نال نصيبه ايضاً من “توتر” العلاقات.

وتتحدّث الاوساط الدبلوماسية عن ان مسؤولين في الحرس الثوري الايراني (وهو من اهم الاجهزة الرسمية في ايران التابع مباشرة للمرشد الاعلى) يحملون على مواقفه، لاسيما الاخيرة التي تحدث فيها عن استعداد بلاده للتفاوض مع الولايات المتحدة الاميركية اذا الغت العقوبات المفروضة على ايران. واحدث هذا الموقف ردّ فعل داخل الحرس الثوري الذي يرفض مبدأ التفاوض من اساسه مع واشنطن، خصوصاً بعد اغتيال قائده سليماني، معتبراً ان باب التفاوض لن يُفتح قبل ان يتحقق الردّ المناسب على اغتياله”.

ولفتت الاوساط الى “ان المتشددين في ايران الذين يعارضون فتح قنوات التفاوض مع اميركا ابدوا امتعاضاً من مواقف ظريف التي لا تُمثّل توجهاتهم، وترجموا ذلك بتوجيه الانتقادات الشديدة له على خلفية ما اعلنه، لاسيما بعد عملية الردّ الصاروخي من جانب ايران على قاعدة “عين الاسد” بقوله “انتهينا من الرد ولا نريد التصعيد”.

وتكشف الاوساط “عن تصاعد الاصوات المطالبة باستقالة ظريف كردّ على مواقفه الاخيرة، لأن المرحلة برأيهم تتطلّب مواقف صلبة وحازمة، وان شعار “طرد الاميركيين من المنطقة” الذي رفعته ايران كردّ على اغتيال سليماني يستدعي وجود وزير خارجية صارم بمواقفه ولا “يساير” على حساب بلده، كما يعتبر المتشددون”.