IMLebanon

مرض القرن! والحل هو…

كتبت ماريانا معضاد في صحيفة الجمهورية:

يعاني غالبية الناس من نفس الألم، وهو العارض الثاني الذي يعاين الطبيب الناس من أجله. ويُعتَبَر هذا الألم مزمناً عندما يتخطى مدة الثلاثة أشهر. فما هو مرض القرن؟ ما أسبابه؟ كيف تكون الوقاية منه، وكيف نعالجه؟

كذلك يعاني بعض الناس من ألم في الظهر، وهو العارض الثاني الذي يزور من أجله الناس الطبيب، أمّا العارض الأول فهو متعلّق بمشاكل الجهاز التنفسي. ولكن في 90% من الحالات، يزول الألم من تلقاء نفسه.

آلام الظهر المزمنة

في حديث لـ«الجمهورية»، قال الدكتور مروان رزق، اختصاصي في التخدير الموضعي وإدارة الألم ورئيس قسم التخدير الموضعي في الجامعة الأميركية في بيروت AUB ومساعد بروفيسور سريري في الـAUB وأستاذ محاضر في الـAUB، انّ آلام الظهر لا تُعتَبَر مزمنة إلّا بعد أن تتخطى مدة الثلاثة أشهر. وأشار إلى أنّ «أكثر الناس عرضة لآلام الظهر المزمنة هم اليافعون النَشيطون جداً، الذين ينكبّون باندفاع على الأعمال التي تضع ضغطاً على الظهر، لاسيما رفع الأغراض الثقيلة».

الأنواع

بحسب د. مروان، لآلام الظهر أنواع. فقد تكون المشكلة في الديسك: «قد يتموقع الألم في الديسك نفسه، أو قد ينتج عن ضغط الديسك على العصب. كما قد يأتي ألم الظهر من المفاصل، لاسيما المفصل الكبير Sacroiliac Joint. ومن الممكن أن يكون الألم في العضل، أو الرباط».

الأسباب

وفقاً لد. رزق، «تنتج آلام الظهر عادة عن حادث ما، مثل حادث سير، أو سقطة، أو ممارسة الرياضة بشكل مبالغ به، أو حمل الأوزان… كما يمثّل العمر عاملاً هنا، إذ قد يصاب المرء بأمراض انتكاسية. وتؤدي العوامل الوراثية دوراً في هذه الآلام».

وشدد د. مروان على «العامل الأساسي وهو أسلوب الحياة الخالية من الحركة، أي الجلوس طوال النهار وعدم السير… لذا، أصبحت آلام الظهر مرض القرن، فنحن نضع كل يوم رقبتنا وظهرنا في وضعية خاطئة طوال النهار».

العلاج

أفاد د. مروان أنّ «أوجاع الظهر تُعالَج تدريجاً: من الأدوية، والعلاج الفيزيائي، إلى إعادة التأهيل، وتخفيف الوزن… وإذا لم يختف الألم بعد هذه الخطوات، قد يحتاج المريض إلى الجراحة، بناءً على نتيجة الصورة الشعاعية بالطبع. أما إذا تبيّن وجود ضغط على العصب منذ البداية، يجب اللجوء فوراً إلى الجراحة من دون المرور بالحلول الأخرى».

وتابع: «في بعض الأحيان، لا يزول الألم بالأدوية، وما من إشارة للحاجة إلى جراحة. هنا، تنشأ الحاجة إلى الحقن وإدارة الألم التدخلي (interventional pain management). ولكن لا تشكّل الحقن وحدها العلاج، بل ترافقها أمور أخرى مثل تحسين أسلوب الحياة وتناول أدوية للألم وغيرها من الوسائل». وسلّط الضوء على أنه «لا يمكن تعميم علاج آلام الظهر، إذ لكل مريض حالة خاصة، ولكل حالة علاج خاص مناسب للمشكلة».

عملية الشفاء بعد الجراحة

قال د. رزق انّ «فعالية العلاج تعتمد على المرحلة التي يتم تشخيص الحالة فيها، والبدء بالعلاج، أو المرحلة التي أجريت فيها الجراحة. فإذا خضع المريض للجراحة قبل أن يلحق الألم الضرر بالعصب مثلاً، يمكن أن يكون الشفاء كاملاً. ولكن إذا تأخّر العلاج وتضرّر العصب بسبب ضغط الديسك عليه، تخفف الجراحة الضرر، أو توقِف تفاقمه».

وذكر د. مروان «مشكلة أخرى قد يعانيها المريض، وهي احتمال التئام الظهر بشكل سيئ بعد العملية. فتميل فئة من الأشخاص إلى تلاصق الأعضاء في داخلها بعد «فتح» الظهر. وقد يسبب ذلك لاحقاً ألماً أو مضاعفات. فعلى رغم نجاح العملية، قد تسبّب طريقة الالتئام السيئة آلاماً إضافية للمريض». كما لفت إلى أنّ «الهدف من الجراحة هو «تحرير» العصب».