IMLebanon

“الثورة” وتطورات لبنان في زيارة الراعي الى الفاتيكان

للبنان مكانة خاصة في قلب البابا فرنسيس الذي لم يفوّت فرصة منذ انطلاق الانتفاضة الشعبية ألا وعبر عن تضامنه. ليس اهتمام الكرسي الرسولي بلبنان جديدا ولا حرصه على وحدته وعلى الحريات والعيش المشترك، فكلام البابا يوحنا بولس الثاني عن “لبنان الرسالة” خير دليل. العلاقات بين لبنان والكرسي الرسولي تاريخية، ويكاد يكون الفاتيكان الطرف الوحيد في العالم الذي لا يطلب اي مقابل لقاء دعمه لبنان.

مصادر قريبة من الكرسي الرسولي اكدت”ان زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان قريبا هي بالدرجة الاولى روحية حيث سيرأس قداس عيد مار مارون في 9 شباط في دير مار شربل في روما، الا ان الجزء الاهم هو لقاؤه البابا فرنسيس لوضعه في أجواء المستجدات على الساحة المحلية”. وأحد أهداف القمة الروحية المسيحية التي دعا اليها البطريرك، كانت للتشاور مع رؤساء الكنائس حول الاوضاع المحلية وتكوين موقف مسيحي موحّد يحمله إلى الفاتيكان الذي ينتظر أجوبة حول مجريات الاحداث منذ انطلاق الثورة، بحسب ما أفادت المصادر “المركزية”.

إلى ذلك، يلتقي البابا أساقفة المتوسط في مدينة باري الايطالية، للمشاركة في لقاء تأمل بعنوان “المتوسط حدود السلام”، من تنظيم مجلس اساقفة ايطاليا، يشارك فيه أساقفة منطقة البحر المتوسط، ويستمر من 19 حتى 23 الجاري، على ان ينضم البابا اليهم في 23 منه في ختام اللقاء.

وأوضح الأمين العام لمجلس الإساقفة الإيطاليين، المونسنيور ستيفانو روسّو، أن “ممثلي الكنائس الكاثوليكية للبلدان المطلة على البحر المتوسط، سيجتمعون لأول مرة في باري للحوار، ووضع وثيقة نهائية للسلام في المنطقة”، مضيفاً أن “الأساقفة، سيقيمون في اليوم الأخير قدّاساً احتفالياً مع البابا في كنيسة سان نيقولا”، في المدينة، مشدداً على أن “الاجتماع سيلتزم باستعادة الجذور الثقافية التي أثرت في تاريخ منطقة المتوسط وأوروبا”، والتي “نشأت عنها مسؤولية نظرة نبوية تسهم باعتبار فرصة اللقاء والمشاركة هذه كعلامة صغيرة من علامات الأزمنة، للتجرؤ على صهر السلام في القانون، العدالة الاجتماعية، المصالحة وحماية الخلائق”. ومن المتوقع ان يشارك البطريرك الراعي في اللقاء ويلقي محاضرة حول مئوية لبنان الكبير.

واهتمام البابا بلبنان لم يقتصر على اللقاءات المغلقة مع المسؤولين الروحيين والسياسيين، إنما ذكر لبنان في معظم لقاءاته مع المؤمنين، خصوصا اثر انطلاق الثورة. فبعد عشرة أيام على انطلاق الثورة في 17 تشرين الاول 2019 وجه البابا فرنسيس نداءً من أجل لبنان، وأكد عقب صلاة التبشير الملائكي ظهراً في ساحة القديس بطرس أنه يتوجه بفكره إلى الشعب اللبناني العزيز، وخاصة إلى الشباب الذين أسمعوا خلال الأيام الأخيرة صرختهم أمام التحديات والمشاكل الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية في البلاد. وحث البابا الجميع على البحث عن الحلول الصحيحة عبر الحوار، كما وتضرع إلى مريم العذراء سيدة لبنان كي يستمر هذا البلد، وبدعم من الجماعة الدولية، فسحة تعايش سلمي واحترام لكرامة وحرية كل شخص لما فيه مصلحة منطقة الشرق الأوسط بكاملها والتي تعاني كثيرا.

كما وجه قداسة البابا فرنسيس في 25 كانون الأول الماضي من شرفة بازيليك القديس بطرس الرسالة التقليدية إلى مدينة روما والعالم بمناسبة عيد الميلاد، وخص لبنان بلفتة دعم حيث قال: “فليكن المسيح عونا لشعب لبنان كي يتمكن من الخروج من الأزمة الحالية ويعيد اكتشاف دعوته إلى أن يكون رسالة حرية وتعايش متناغم بين الجميع”.