IMLebanon

لقاء الراعي – باسيل: تمهيد لمصالحة مسيحية؟

بعد انطلاق ثورة 17 تشرين الأول، انقسم الشارع المسيحي بين فريق تبنّى خيارات الثورة كـ”القوات اللبنانية” و”الكتائب”، وآخر لم يستسغها كـ “التيار الوطني الحر” و”المردة”، في حين ان الوضع الاقتصادي والمالي والاجتماعي المتردي يتطلّب رصّ الصفوف وتوحيد الجهود للخروج من الازمة بأقل الخسائر الممكنة، فكانت زيارة رئيس “التيار” النائب جبران باسيل الى بكركي، بعد فترة من الانكفاء عن الساحة السياسية، حيث عقد اجتماعا مطوّلا مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رُسِمت حول أهدافه علامات استفهام كثيرة.

المعلومات الشحيحة المُسرّبة منه أفادت، بحسب “المركزية”، أن البحث تطرّق الى إمكان عقد اجتماع مسيحي على مستوى القادة، كضرورة، على ان يتمّ تحريك الموضوع بعد زيارة الراعي الى الفاتيكان التي بدأها اليوم، للمشاركة في اجتماعات للكرادلة برئاسة البابا فرنسيس. وأكد الراعي قبيل مغادرته مطار بيروت أنه سيلتقي البابا غدا الجمعة، “وسيكون عرض للأوضاع السائدة حاليا في لبنان وبلدان الشرق الاوسط وكيف يمكن للكرسي الرسولي أن يساند في ذلك”، علما ان الدفع المسيحي في لبنان لا بدّ ان يشكّل مادة نقاش أساسي”.

وتقول اوساط “التيار”، لـ”المركزية”، إن زيارة باسيل الى بكركي طبيعية بعد تشكيل الحكومة وخروجه منها والبحث مع الراعي في المرحلة المقبلة والازمة الخانقة والخطوات الواجب اتخاذها. وكان الوضع في الشارع المسيحي أحد مواضيع البحث، وعُلِم ان باسيل سيستهل سلسلة من الخطوات والمبادرات والاجتماعات واللقاءات بعد بكركي في سعي لتوسيع مروحة اتصالاته واعادة العلاقات الى ما كانت عليه مع بعض القوى، لاسيما “القوات” لتحصين ورقة التفاهم والمصالحة، وقد يختار قنوات جديدة للتواصل مع “القوات” وحتّى مع “المردة” و”الكتائب”. ولم يُكشف عن القنوات التي قد يلجأ اليها، لكن المعلومات تشير إلى أنها تتم عبر أصدقاء مشتركين. يُذكر ان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل زار ايضا الراعي منذ اسبوعين، وقد يكون الامر حضر بينهما ايضا.

ولفتت الأوساط الى ان لدى باسيل كما لدى البطريرك نية بمصالحة بين الأقطاب المسيحيين، لكن ظروف انعقاد اللقاء لم تنضج بعد، “إذ يصطدم البحث حتى الساعة بعدم موافقة قواتية وبتريث المردة. إنما من المؤكد ان الاجتماع ضروري وملحّ لإعادة التفاهم بين “الاقطاب المسيحيين” لمواجهة التحديات، خاصة في المرحلة المقبلة وما يمكن ان يستجد نتيجة تداعيات صفقة القرن على لبنان والمنطقة”.