IMLebanon

هل تخلى “الحزب” عن اللقاء التشاوري؟

اللقاء التشاوري السني. اسم حفظته ذاكرة اللبنانيين على أنه “تجمع سياسي مناوئ لتيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري نسجه حزب الله قي محاولة منه لخلق نوع من التوازن في مواجهة زعيم بيت الوسط، وكسر ما تعتبره الضاحية “احتكارا” أزرق للتمثيل السني”.

غير أن ما لم يحسب له الحزب حساباً كان بالتأكيد انفجار الثورة الشعبية في 17 تشرين الأول الفائت، التي قلبت كل المعادلات السياسية وأعادت خلط الأوراق، إلى حد دفع الرئيس الحريري إلى إعلان استقالة حكومته (التي ضمت الوزير السابق حسن مراد ممثلا عن اللقاء التشاوري إبان معركة طاحنة خاضتها الضاحية في مواجهة الرئيس الحريري). على أن الأهم يكمن، على ما تشير إليه مصادر سياسية مراقبة عبر “المركزية”  في أن الثورة لم توفر اللقاء التشاوري الذي ما لبثت أن عصفت به رياح الخلافات، بدليل موقف نائب الضنية جهاد الصمد من تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب.

وفي السياق، تلفت المصادر إلى أن اسم دياب نجح في نيل إجماع أعضاء اللقاء التشاوري خلال الاستشارات النيابية الملزمة في بعبدا. غير أن “طريقة تشكيل الحكومة” أثارت حفيظة الصمد، على اعتبار أن دياب لم ينفذ “مطلب” اللقاء من حيث ضم وزراء ينتمون إلى المناطق التي يمثلها أعضاء اللقاء في مجلس النواب.

وتشير المصادر إلى أن النائب الصمد عاد وقاطع الجلسة النيابية المخصصة للتصويت على الموازنة، علما أن 3 من أعضاء اللقاء أيدوها، على اعتبار أنها أفضل الممكن في الظروف الراهنة، على ما أعلنه النائب الوليد سكرية في حديث صحافي عقب الجلسة.

وفي وقت تستعد حكومة الرئيس دياب لامتحان الثقة أمام مجلس النواب الأسبوع المقبل، تنبه المصادر إلى أن حزب الله، الذي يبدو في موقع الراعي الرسمي” لـ “التشاوري”، لم يتدخل حتى اللحظة لفض الاشكال الذي يعصف بأعضائه، في ما يمكن اعتباره مؤشرا واضحا إلى أن أولوية الحزب باتت في مكان آخر، منتقلة من مواجهة الحريري الذي أخرجته الثورة من دائرة صنع القرار، إلى تأمين نجاح حكومة دياب التي شارك بفاعلية في صنعها، خصوصا أنها ولدت في توقيت سياسي حساس، حيث يشي المشهد الاقليمي بأن المواجهة الدولية مع ايران مفتوحة على مصراعيها قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية، تلك النيابية المنتظرة في اسرائيل، وهو ما ترى فيه المصادر دليلا واضحا إلى تغير كبير في دور الحزب الاقليمي وحاجته  إلى تأكيد دعمه السلطة التنفيذية لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية والمالية الخانقة.

وفي الانتظار، يجهد أعضاء اللقاء التشاوري لتأكيد استمرارية تجمّعهم، وهو ما شدد عليه النائب عبد الرحيم مراد عبر “المركزية”، مشيرا إلى أن “اللقاء باق ومستمر، بعيدا من الشائعات التي تتناول انفراط عقد هذا اللقاء.

وإذا كان مراد لم ينف امتعاض الصمد من “طريقة تأليف الحكومة”، فإنه أكد أن “اللقاء لا يزال يجتمع لاتخاذ القرارات عند الاستحقاقات الكبيرة، علما أنها لا تلزم بالضرورة جميع أعضائه”.