IMLebanon

ثلاثية “الشعب والعرب والغرب” وحدها الثقة المطلوبة للحكومة

نجحت السلطة باركانها الثلاثة ومعها الفريق الداعم للحكومة في تأمين النصاب القانوني لجلسة مناقشة البيان الوزاري للحكومة ومنحها الثقة على ما دلت معطيات الأرض. وعلى رغم الحشد الكبير الذي قدر للحراك توفيره في ساحة النجمة والطرقات المؤدية إلى مبنى البرلمان فهو لم يستطع الحؤول دون وصول النواب إلى المجلس النيابي بعدما وفرت القوى الأمنية والعسكرية لهم الطرق الآمنة والغطاء العسكري المدعوم بقرار من المجلس الأعلى للدفاع في اجتماعه الأسبوع الماضي.

ولكن فرح أهل السلطة في كسر إرادة المنتفضين والثائرين في الساحات والطرقات وأمام الدوائر الرسمية لن يكتمل بالطبع على ما يقول مراقبون سياسيون لـ”المركزية”، إذ يبدو أنه فاتهم أن انطلاق الحكومة في عملها لتنفيذ برنامجها الإصلاحي الصعب أن لم يكن المستحيل يحتاج إلى أكثر من ثقة نيابية هزيلة نظرًا لخطورة الأوضاع ولعل أهمها:

أولا: ثقة اللبنانيين وتجاوبهم مع إجراءات وقرارات في المرحلة الانتقالية المقبلة ولعل أحلاها سيكون قاسيًا ومرًا بتأكيد المسؤولين أنفسهم وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون الذي أكد مرارًا وفي أكثر من موقف أن المعالجة تستوجب تدابير وإجراءات مالية قاسية ومؤلمة، وتاليًا ما هي الإفادة من موقف رئاسي ونيابي وحكومي يعارضه شعب بغالبيته إن لم يكن بأكمله ولا يلقى منه القبول والدعم ويقابل لاحقًا بالرفض والعصيان المدني الذي يحضّر في المرحلة المقبلة.

ثانيًا: ثقة الصناديق والمؤسسات المالية العربية والغربية التي أكدت في أكثر من موقف أيضًا أنها لن تقدم فلسًا واحدًا للبنان على رغم خطورة أوضاعه المالية والاقتصادية والمعيشية ما لم تشكل حكومة حيادية تعمل على وقف الهدر وتلتزم تطبيق ما التزمته من إصلاحات في الكهرباء والمرافئ وغيرها من المرافق العامة. والسؤال كيف لهذه الحكومة النجاح في ذلك وهي في غالبيتها من المستشارين والممثلين للقوى المتسلطة والحاكمة التي تسببت في ما وصلنا إليه من إفلاس وهدر وفساد في الوزارات قبل الدوائر والإدارات، لذا من الصعب لا بل المستحيل الحصول على دولار واحد من الأموال الموعودة ما يؤشر إلى أن المرحلة المقبلة ستتدحرج نحو الأصعب والأخطر.

ثالثا: ثقة المجتمعين العربي والدولي التي فقدها لبنان نتيجة السياسة الخارجية التي اتبعها وكانت في غالبيتها مؤيدة لمحور في وجه آخر وخروجًا على خط النأي بالنفس الذي التزمه على مدى تاريخه حيث كانت بيروت حتى الأمس القريب عاصمة العرب وموئلًا جامعًا للمواقف والمؤتمرات العربية.