IMLebanon

بومبيو في السعودية: تنسيق الجهود لمواجهة ايران

وصل وزير الخارجية مايك بومبيو الى السعودية اليوم في زيارة تستمر حتى 21 شباط الجاري. وأوضحت الخارجية الاميركية ان بومبيو سيلتقي بالعاهل السعودي الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية فيصل بن فرحان.

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن ملفات المنطقة عموما، وأداء ايران في الاقليم خصوصا، سيكونان الحاضر الابرز في محادثات الدبلوماسي الاميركي. فتمدّد نفوذ الجمهورية الاسلامية العسكري، لا سيما في اليمن على مقربة من المملكة، حيث تدعم الحوثيين، وفي سوريا والعراق ولبنان ايضا، وكيفية تطويقه، يشكلان همّا مشتركا كبيرا لدى كل من الرياض وواشنطن.

وقبل ان يحط في المملكة، كان بومبيو أعلن استعداد واشنطن للحوار مع إيران في أي وقت، “لكن على طهران أن تغير تصرفاتها بشكل جوهري”. وأضاف خلال جولة في إفريقيا أن “احتجاز إيران لمواطنين أوروبيين وأميركيين غير قانوني وغير مقبول”. واعتبر أن الضغوط القصوى على إيران ستستمر، “كما سيستمر عزلها من خلال الدبلوماسية”. وأضاف بومبيو في تصريحات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبيل التوجه إلى السعودية “لسنا متعجلين، حملة الضغوط مستمرة. إنها ليست حملة ضغوط اقتصادية فقط… وإنما فرض عزلة من خلال الدبلوماسية أيضا”.  كما هاجم بومبيو ايضا مجموعة من الديمقراطيين، بسبب اجتماعهم السري مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر أمني عُقد في نهاية الأسبوع في ألمانيا. وقال للصحافيين، خلال جولته الإفريقية ايضا، إنه يخشى أن يقوّض الاجتماع الاستراتيجية الخارجية مع إيران وظريف، والذي يقع تحت طائلة العقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية بسبب رعايته للإرهاب الدولي.

زيارة بومبيو الى الرياض تأتي أيضا بعد زيارة قام بها بن فرحان آل سعود إلى واشنطن في 12 الجاري، بحث خلالها الشراكة الأميركية – السعودية في مواجهة إيران. واشارت الخارجية الأميركية في بيان حينها، الى ان الوزيرين “بحثا في ضرورة التصدي لتصرفات النظام الإيراني المزعزعة للاستقرار”. كما ورد في البيان أن الوزيرين أعربا عن قلقهما إزاء أعمال العنف في اليمن، وخاصة هجمات الحوثيين على السعودية، واتفقا على “ضرورة تخفيض التصعيد على وجه السرعة”. من جهته، قال وزير الخارجية السعودي، إن اللقاء كان مثمرا وبناء، ونتطلع لاستمرار العمل لتحقيق الأهداف المشتركة.

ووفق المصادر، ستُستكمل في السعودية، المشاورات التي بدأها الجانبان في واشنطن. وسيكون تنسيقٌ للجهود وتوحيدٌ للخطط في مسألة التصدي لممارسات ايران المزعزعة للاستقرار. وفيما تُواصل الادارة الاميركية تشديد طوق العقوبات الاقتصادية على ايران، فإن خيار الاستنفار العسكري الدولي في المياه الاقليمية الخليجية، حاضر ايضا من جهة لتعزيز امن الملاحة وحركة التجارة عبر مضيق هرمز، ومن جهة ثانية لمواجهة ضربات الحوثيين للاراضي السعودية. اما فتح قنوات تفاوض مع الجمهورية الاسلامية، فمستبعد قبل ان تبدّل في سلوكياتها.

والحال انه في وقت تحاول طهران مغازلة المملكة، لم تلق ليونتها هذه اي آذان صاغية في الرياض. وقد قال ظريف منذ ايام ان بلاده “لم تتلق من السلطات السعودية أي إشارات لإجراء حوار”، معربا عن أسفه لذلك. وهذا الرفض يدل وفق المصادر، الى موقف موحّد لدى الاميركيين والسعوديين من اي انفتاح على ايران.