IMLebanon

هل يتجاوب الاسد مع موسكو فينقذ نفسه والنظام؟

شرّع الوجود “الشرعي” للقوات الروسية في سوريا الباب واسعاً امام الكرملين لتعزيز سيطرته وتقوية نفوذه على الصعد كافة، لاسيما السياسية المتعلّقة بمفاصل الدولة ومؤسساتها.

وانطلاقاً من مديح الرئيس السوري بشار الاسد في احدى اطلالاته التلفزيونية “لدور القوات الروسية في بلده”، مشدداً على “انها “شرعية” لأنها جاءت بطلب من حكومته”، اخذ النفوذ الروسي يتمدد في سوريا منذ دخوله ارض المعركة في العام  2015 عندما كانت قوات الأسد تعاني في الحفاظ على الأراضي التي تسيطر عليها امام تقدم مقاتلي المعارضة المسلّحة، لتُصبح موسكو صاحبة الكلمة الاولى والاخيرة في سوريا وتتصدّر الصفوف الامامية لمؤتمرات الحوار التي عُقدت من اجل ايجاد حلّ سياسي للازمة المُستفحلة منذ العام 2011.

وبعد ان ثبّتت نفوذها في سوريا، تسعى روسيا الى تعزيز مواقعها داخل النظام السياسي بعدما امّنت له الحماية العسكرية، من اجل قطع الطريق على اي محاولة من دول اخرى لحجز موقع لها في الملف السوري.

ويأتي في السياق دورها في ما يجري في ادلب شمال غرب سوريا، حيث تُقدّم الدعم العسكري للقوات السورية من اجل استعادة السيطرة عليها بعدما كانت خاضعة لنفوذ المعارضة المسلّحة الى جانب تركيا التي توغلت في مناطقها اخيراً. ونُقل اليوم عن مسؤول تركي قوله ان تركيا وروسيا وايران تعتزم الاجتماع في طهران مطلع الشهر المقبل لمواصلة بحث التطورات في سوريا بما في ذلك الو    ضع في إدلب، لافتاً الى “ان وفداً روسياً قد يأتي إلى انقرة قبل ذلك لإجراء المزيد من المحادثات”، وذلك في ضوء تصاعد تهديدات تركيا بشنّ هجوم عسكري في ادلب.

وتضع موسكو الانتخابات الرئاسية المُقررة في العام 2021 نصب عينيها كأحد اهم الاستحقاقات الدستورية المُنتظرة لتوسيع رقعة سيطرتها السياسية على سوريا.

وفي الاطار، كشفت اوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية” “ان موسكو تولي اهتماما بالاستحقاق الرئاسي من اجل تعزيز نفوذها في سوريا بعدما تمكنت من احكام السيطرة على الوضع بعد انشاء الوية عدة في الجيش السوري تابعة لها كمقدمة لاستلام السلطة لاحقاً”.

ولفتت الى “ان موسكو تُجري بعيداً من الاضواء اتصالات مع عدد من القوى السياسية تتناول التطورات والاستحقاقات في المرحلة المقبلة انطلاقاً من اعتبار نفسها معنية مباشرة “وحصراً” بالملف السوري”.

اما لماذا هذا الاهتمام “المُبكر” بالاستحقاق الرئاسي ما دام لا مرشّحون حتى الان للسباق الرئاسي كما ان حليفها الرئيس الاسد لم يحسم بعد قراره بالترشّح؟ فتُجيب الاوساط الدبلوماسية بتساؤلات “هل روسيا تبحث عن بديل للاسد؟ وهل الاخير سيترشح ام يتنحى”؟

ولم تستبعد الاوساط “وجود مساعٍ خلف الكواليس من اجل تغيير النظام السوري والاتيان ببديل عن الاسد في الانتخابات الرئاسية المُقررة في العام 2021، خصوصاً اذا استمرّ بعلاقاته مع الايرانيين على حساب الروس، وهذا احد الشروط التي يضعها العرب على الاسد بفكّ الارتباط مع النظام الايراني للعودة الى الجامعة العربية”.

واعتبرت الاوساط “ان زيارة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الى سوريا منذ ايام هدفها توطيد العلاقات بين النظام وايران، وهي ردّ على ما يروّج من ان النظام فكّ ارتباطه مع ايران”.

واشارت الى “ان توتر العلاقات بين روسيا وايران بسبب الملف السوري لم يعد سرّاً، وهناك تضارب في المصالح العسكرية والسياسية في سوريا ابرز ادلته استمرار القصف الاسرائيلي للقواعد الايرانية في سوريا من دون ان تتدخّل القوات الروسية المُسيطرة على الاجواء السورية ما يعكس متانة العلاقة بين روسيا واسرائيل”.

فهل يُطيح تضارب المصالح بين موسكو وطهران على ارض دمشق ترشّح الاسد لولاية رئاسية جديدة اذا ما ابقى على علاقته بالنظام الايراني؟ ام يُضحّي بحليفه الايراني لضمان عودته الى قصر الشعب من البوّابة الروسية”؟ تختم الاوساط الدبولماسية الغربية.