IMLebanon

بلى… إنها حكومة الحزب! (بقلم رولا حداد)

لم تعد تنفع المكابرة ولا محاولة التلطي خلف شعارات واهية، ولم يعد ينفع طلب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بألا يُقال إن هذه الحكومة هي حكومة الحزب، لأن كل الوقائع منذ لحظة تأليفها وحتى اليوم تؤكد هذه الحقيقة المطلقة!

إنها الحكومة العاجزة أن تتخذ قراراً بتعليق الرحلات من وإلى إيران، مصدر كل حالات “كورونا” المسجلة في لبنان حتى الساعة، لأن لمثل هكذا قرار اعتبارات سياسية كما صرّح وزير الصحة المُسمّى من الحزب، هذه القرارات تسقط حين تقرر إيران منع السفر الداخلي بين مناطقها فيرتاح وزراء هذه الحكومة في لبنان ويتخذون القرار بتعليق الرحلات من وإلى إيران! هكذا لم تمانع هذه الحكومة ووزراؤها في نقل الفيروس بكثافة إلى اللبنانيين فقط لعدم إثارة حساسية “حزب الله” الذي أضحت بيئته الضحية الأولى لـ”كورونا”. وعندما اتخذ الوزراء المعنيون القرار بتعليق الرحلات، جاء قرارهم ملتبساً ولم يمنع اللبنانيين من السفر إلى إيران، كما لم يتحدث عن “السياحة الميليشيوية” بين لبنان وإيران جواً وبراً!

وهي الحكومة التي رفعت شعار “النأي بالنفس” في بيانها الوزاري على قاعدة أنها تحتاجه للذهاب والتسوّل في الدول العربية والخليجية، وهي اليوم تقف متفرّجة على نعوش عناصر “حزب الله” تتدفق عبر المعابر البرية بعدما سقطوا في المعارك العسكرية للنظام السوري في مواجهة الجبش التركي في شمال سوريا، لا دفاعاً عن مقامات دينية، ولا في مواجهة “داعش”، بل خدمة للنظام السوري ورئيسه ليس أكثر!

وهذه الحكومة التي تخشى أن تتخذ قرارا بالذهاب إلى صندوق النقد الدولي للمساعدة، اكتفت بالتحايل تحت شعار “طلب المشورة” منه، لأن “حزب الله” أعلن باسم الحكومة ربما، أنه “يرفض الخضوع لصندوق النقد والأدوات الاستكبارية”، ما يعني عملياً عرقلة أي إمكانية لمحاولة وقف المسار الانحداري والإصرار على تحويل لبنان إلى فنزويلا جديدة، في ظل عجز الحكومة عن اتخاذ أي قرار جدي يعاكس رغبة الحزب!

بلى إنها حكومة الحزب يا سيد نصرالله، وبدرجة تميّز رفيعة عن سابقاتها. إنها حكومة الخضوع الكامل لمصالح الحزب وإيران ولو على حساب لقمة عيش اللبنانيين وكرامتهم، ولو أيضاً على حساب صحتهم وحياتهم.

بلى إنها حكومة الحزب التي لا أولوية لديها تعلو على الأولويات التي يرسمها “حزب الله”، ولذلك هو مستعد ليدافع عنها بكل ما أوتي من قوة سياسية وميليشيوية. والمجتمعان العربي والدولي لا يحتاجان إلى إجراء تدقيق عميق لاكتشاف هذه الحقيقة، والنتيجة الظاهرة بوضوح اليوم هي امتناع هذين المجتمعين عن تقديم أي مساعدة، ورفضهما استقبال رئيس الحكومة الذي كان وعدنا بجولة خليجية بعد نيل الثقة. ربما صورة خجولة للقاء وزير الداخلية اللبناني نظيره السعودي على هامش اجتماعات وزراء الداخلية العرب هي أقصى ما يمكن أن تناله هذه الحكومة… فهنيئاً!