IMLebanon

بين “الثورة” و”الكورونا” هل يضيع العام الدراسي؟

وكأنه كُتِب على هذا العام الدراسي الضياع… فمع انطلاق السنة الدراسية، “اشتعلت” الثورة في 17 تشرين الاول، مخلّفة وراءها أيام عطل وتفاوت في استكمال المنهاج الدراسي بين مدرسة وأخرى تبعا لقربها او بعدها عن محيط قطع الطرقات وتجمّع الثوار… وتمكّنت المدارس من التعويض من خلال تكثيف الدروس أيام السبت والعطل وارسال الفروض عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وراهناً مع تفشي فيروس الكورونا، وتحديداً منذ وصول الطائرة الايرانية في 20 شباط، اعلن وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب تعطيل المدارس الرسمية والخاصة والجامعات والحضانات ابتداءً من صباح السبت 29 شباط وحتى مساء الثامن من آذار، الموافق يوم الاحد المقبل، منعاً لتفشي الفيروس. كما طلب من المدارس تعقيم الصفوف، وهو إجراء قامت به معظم المدارس الخاصة والرسمية على مساحة الوطن. إلى ذلك، التزمت المدارس بقرار لجنة التربية النيابية التي تمنّت عليها اعتماد التعليم عن بعد وارسال الدروس والفروض المنزلية لتلامذتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي منعاً لضياع العام الدراسي.

على رغم ان تعطيل المدارس هدفه الحد من انتشار الوباء، فقد غصّت المجمعات التجارية وساحات التزلج بالتلامذة الذين ارتادوها لتمضية الوقت، وهنا لا بد من التساؤل حول جدوى التعطيل في ظل عدم التزام بعض الاهل بتعليمات وزارة الصحة، وعلى من تقع المسؤولية في حال تفشي المرض؟ وسجلت مفارقة أمس بعد إعلان وزارة الصحة عن تسجيل حالة “كورونا لفتاة تبلغ من العمر 14 عاماً كانت على متن الطائرة الإيرانية الأولى التي حطّت في لبنان في 20 شباط الماضي، تقول مصادر “الصحة” إنها لم تلتزم الحجر المنزلي، وقد التحقت بمدرستها في بلدتها شقرا الجنوبية قبل انتهاء مدة الحظر.

بذلك، يرتفع عدد الإصابات إلى 15 حالة، ما يُعزّز المخاوف من مزيد من انتشار الفيروس ويشكّك في ما خلص إليه وزير الصحة أمس، بأن لبنان لم يدخل مرحلة انتشار الفيروس بعد. فهل تمدد “التربية” إقفال المدارس؟

مصادر تربوية مطلعة أفادت “المركزية” أن مهلة الـ14 المرتبطة بوصول او طائرة من إيران، تنتهي فعلياً الاحد المقبل، لبّت مصير إعادة فتح المدارس من عدمه، تبعا لتطورات انتشار فيروس كورونا، لافتة الى “ان وزير الصحة لا يملك المعطيات الكافية لاتخاذ القرار، وتاليا فإن وزارة التربية في حال انتظار ريثما تتوضح الصورة اكثر ويتبلور مدى احتواء الفيروس، وبعد التشاور بين وزيري الصحة والتربية وهيئة إدارة الكوارث في مجلس الوزراء، وعلى اساس المعطيات المتوفرة يقررون “طبياً” ما يجب القيام به.

وعن اجتماع الجمعة المتوقع بين وزيري الصحة والتربية اشارت المصادر الى انها لا تعرف اذا كان وزير التربية قد تكونت لديه معطيات للبت في القرار. ومن المرجح ان تتبلور الصورة يوم الاحد، لمعرفة هل نحن في حالة انتشار وبائي ام ما زلنا في حالة احتضان للاشخاص الذين أتوا من الخارج.

وعن الامتحانات الرسمية، أوضحت المصادر أن خلال الاجتمتاعات كان هناك اصرار على ضرورة إنهاء المنهاج الدراسي واجراء الامتحانات الرسمية، خاصة من قبل القطاع الخاص الذي يضم ثلثي عدد التلامذة”.