IMLebanon

العبرة في تنفيذ الإصلاحات! (بقلم رولا حداد)

أما وقد حصل ما حصل وقررت حكومة الرئيس حسان دياب تعليق دفع السندات السيادية المتوجبة عليها ومفاوضة الدائنين الذين قد يتفهمون وضع مالية الدولة اللبنانية، فإن الضمانة الأساس لا يمكن ان تكون في خطابات دياب ووعوده بخطط وإصلاحات، لأن اللبنانيين كما المجتمعين العربي والدولي سئموا وعود المسؤولين اللبنانيين بالإصلاح التي بقيت من دون تنفيذ منذ أيام مؤتمرات باريس-1 وباريس-2 وباريس-3 وصولاً إلى مؤتمر “سيدر”.

وإن كان الرئيس حسان دياب غير مسؤول عن الحكومات السابقة ونكوثها بوعودها، إلا أن الأكثرية التي سمّتها لرئاسة هذه الحكومة وشاركته فيها بشكل مباشر ومنحته ثقتها تتحمل جزءًا كبيراً من المسؤولية المباشرة عن عدم تمكن الحكومات السابقة من إنجاز الإصلاحات.

هكذا يصبح خطاب دياب من غير ذي معنى ما لم يقترن فوراً بتطبيق خطوات إصلاحية أساسية قبل فرض أي ضريبة إضافية، لأن الضرائب والرسوم قابلة للفرض في أي لحظة، وقد تم فرض الكثير منها في الأعوام السابقة، بينما الخطوات الإصلاحية المطلوبة في قطاعي الكهرباء والاتصالات، كما على صعيد المرفأ والمطار والمعابر الحدودية الشرعية وغير الشرعية بقيت حبراً على ورق خطط الحكومات المتعاقبة ولم تعرف طريقها إلى التنفيذ!

وفي هذا الإطار، وإن كان ليس أمام المعارضين لدياب وحتى لأبناء الثورة القدرة لإسقاط هذه الحكومة في المرحلة الحالية ولا حتى عرقلة عملها وقراراتها، لا من داخل المؤسسات ولا من الشارع، فإن من يملك القدرة على التعطيل هو “حزب الله” الذي أتى بدياب وسهّل تشكيل حكومته ومنحها الثقة.

فالحزب هو من يضع الفيتوات العلنية، بدءًا من الفيتو على التعاون مع صندوق النقد الدولي ورفضه الخضوع له، وصولاً إلى الفيتو علناًعلى دفع استحقاق اليوروبوندز أو جزءًا منه، بغض النظر عن أحقية مثل هذا القرار، رغم أن الحكومة بتعليقها الدفع ستجد نفسها أمام ما يشبه استحالة الحصول على أي قرض خارجي من جديد، من ضمنها القروض الموعودة في “سيدر” والتي أعاد دياب التذكير بها وبإصلاحاتها المشروطة مسبقاً، ناهيك عن أن المصارف اللبنانية باتت عاجزة عن إقراضها من جديد في ظل ما تعانيه من نقص في السيولة وأزمة الحاجة إلى إعادة رسملة!

والحزب هو من يرفض العودة إلى النأي بالنفس والتوقف عن مغامراته في المنطقة ما يمنع عن لبنان أي مساعدة عربية يرغب رئيس الحكومة في الحصول عليها، وهو يبدو عاجزاً حتى الساعة عن الحصول على موعد في أي عاصمة عربية خليجية، وذلك بسبب صبغة حكومته وتموضعها.

في اختصار يبدو دياب أمام تحديات موغلة في الاستحالات. وإذا كان رئيس الحكومة يبدو في الشكل جاداً في محاولة المعالجة، لكنه يصطدم حكماً بالتعقيدات والشروط من داخل حكومته وليس من خارجها… فهل يكون بمقدوره تخطي شروط الحزب وعقباته التي حالت حتى اليوم دون تنفيذ الإصلاحات؟!