IMLebanon

رسائل من المختارة لبكركي… «الاشتراكي»: لمفاوضات مع صندوق النقد

كتب رولان خاطر في صحيفة “الجمهورية”:

تحرص المختارة دائماً على إبقاء قنوات التواصل مفتوحة مع بكركي، والعكس صحيح. وفي المنعطفات الوطنية، لا بدّ من رسائل ولقاءات.

بالأمس، أوفد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط مستشاره رامي الريّس للقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وهي زيارة تأتي في إطار حرص جنبلاط الدائم على إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع بكركي بما تمثّله من مرجعية وطنية في مختلف المحطات، وخصوصاً في هذا الظرف المتأزم على الصعيد الداخلي.

 

نقل الريّس رسالة من جنبلاط الى البطريرك أبلغه فيها وجهة نظر «الحزب الاشتراكي» من التطورات السياسية الراهنة، وتم البحث في سبل تعزيز تحصين الساحة الداخلية إزاء كل التحديات الصحية والاجتماعية والمالية والاقتصادية. كما نقل تحيّات وليد جنبلاط وتأكيده على مواصلة التشاور في كل الأمور، وتمّ الاستماع لوجهة نظر البطريرك الراعي تجاه الأزمة الداخلية ورؤيته للوضع الداخلي وللملفات الشائكة على الصعد كافة.

وفي السياق، يرفض الريّس «المعزوفة التي تكررها الحكومة لجهة تحميل مسؤولية الأزمة وما وصل إليه البلد الى بعض القوى السياسية السابقة، وإغفالها بعض القوى السياسية الأخرى التي كانت مساهِمة في هذا التدهور وهي ممثلة الآن في الحكومة الحالية، مما يعكس تناقضاً لا يجوز السكوت عنه».

ويقول لـ«الجمهورية»: «يُفترض على الحكومة أن تباشر بخطوات إصلاحية عدة من دون إبطاء، وفي مقدمتها ما يتعلق بملف الكهرباء، الذي أصبح يسبّب إحباطاً جماعياً لبنانياً نتيجة الاخفاق المتواصل والمتمادي في معالجته، والذي للأسف، تتبنّى الحكومة الحالية السياسات ذاتها التي فُرضت في الحكومات السابقة والتي أدّت الى ان تتكبّد خزينة الدولة اكثر من 40 مليار دولار خسائر في قطاع الكهرباء. لذا، المطلوب من الحكومة الاسراع في تشكيل مجلس إدارة كهرباء لبنان، وفي تعيين الهيئة الناظمة وعدم تأجيلها الى ما بعد تعديل القانون كما تطالب بعض القوى السياسية كي لا تُهرّب التلزيمات الكبرى في الكهرباء بعيداً عن إشراف الهيئة الناظمة».

 

ودعا الريّس الحكومة الى بدء مفاوضات جدية ومباشرة مع صندوق النقد الدولي، خصوصاً انّ المجتمع الدولي وبعض الغرب يربط دعم لبنان باستعانته بصندوق النقد، ولأنّ المجتمع الدولي لم يعد يثق بإدارة المسؤولين اللبنانيين لكل هذه الملفات التي يعتريها غياب الشفافية والفساد والهدر».

 

وعلمت «الجمهورية» انّ البطريرك الراعي عَبّر، في جلسته مع الريّس، عن قلقه من الوضع الراهن، وتحديداً ما يتعلق بالموضوع الصحي والاجراءات التي تتخذها السلطات المعنية للحد من انتشار فيروس «كورونا».

وأكد الحرص على العلاقة مع جنبلاط مُستذكراً زيارته الى المختارة في عام 2016 عندما افتتح كنيسة سيدة الدر، واصفاً إيّاها بالمناسبة الوطنية لجامعة. كما استذكر مصالحة الجبل الكبرى عام 2001، معتبراً انها كانت محطة مشرقة من تاريخ لبنان الحديث.

 

ويترقّب الراعي من الحكومة أن تنطلق بخطوات سريعة لمعالجة الوضع المترَهِّل على الصعيد الداخلي.

زيارة الريّس الى بكركي جاءت قبل نحو أسبوع على ذكرى 14 آذار وذكرى 16 آذار، تاريخ اغتيال الزعيم كمال جنبلاط. علماً أنّ الحزب الاشتراكي قد ألغى الاحتفال السنوي التقليدي لوضع الزهرة على الضريح بسبب الأزمة الصحية وحرصاً على السلامة العامة.

وفي هذا الإطار، يجدد الريّس التأكيد انّ «محطة 14 آذار هي محطة مضيئة في تاريخ لبنان المعاصر، وكحزب تقدمي اشتراكي نعتزّ أننا كنّا في قيادة تلك الحقبة، ولو انّ بعض حديثي النعمة في السياسة وحتى بعض الثوّار ينكرون على قوى سياسية أساسية في البلد نضالاتها في سبيل الحرية والاستقلال».

ويضيف: «مبادئ 14 آذار لا تزال موجودة ويُفترض إعادة إحيائها عند كل منعطف، ولكن فكرة قيام جبهة شبيهة بجبهة 14 آذار كما كانت قائمة تجاوَزها الزمن وإعادة تشكيلها حالياً ليس مطروحاً».

ولفت الى انّ «ذكرى 14 آذار تتزامن مع ذكرى اغتيال الزعيم كمال جنبلاط في 16 آذار، وهي تعني كثيراً للوجدان الدرزي والاشتراكي، فهو مَن قدّم ذاته في سبيل القرار الوطني المستقل قبل ان تولد تيّارات وتنطلق ثورات».