IMLebanon

رئيسة الترصّد الوبائي في وزارة الصحة: لا مفرّ من انتشار المرض!

كتبت ماريانا معضاد في “الجمهورية”:

بعد بلوغ عدد الإصابات بفيروس الكورونا في لبنان يوم الخميس 66 حالة مثبتة، وإعلان منظمة الصحة العالمية هذا الفيروس وباءً عالمياً، تتسلّح وزارة الصحة بوسائل التوعية والوقاية لتأخير انتشار المرض، الذي أصبح من المستحيل منعه.

في حديث لـ«الجمهورية»، شدّدت رئيسة برنامج الترصّد الوبائي في وزارة الصحة د. ندى غصن، على أنّ «لبنان ما زال في مرحلة الاحتواء، إذ لم تعلن وزارة الصحة بعد بلوغ مرحلة الانتشار المجتمعي لفيروس الكورونا. ما زلنا إذاً ضمن الحالات الوافدة أو المخالطين مع الحالات الوافدة».

  • هل تنصح وزارة الصحة كل مواطن تظهر عليه أي مؤشرات الإصابة بفيروس الكورونا بالتوجّه إلى الطبيب أو الاتصال بالوزارة وإجراء فحص الكورونا؟

– يتضمن تعريف الحالات المشتبهة العوارض والتعرّض. تشمل العوارض ارتفاع الحرارة (أي 38 درجة وما فوق)، وعوارض تنفسية. أما التعرّض، فيعني السفر في الأيام الـ14 الفائتة إلى دولة فيها انتشار للفيروس، أو الاحتكاك بحالة مثبتة.

إذاً ظهور العوارض من دون التعرّض لا يُعتبر حالة مشتبهة، ولكن يجب استشارة الطبيب لهذه لحالات.

  • ماذا عن احتمال احتكاك الفرد بشخص يحمل فيروس الكورونا ولكن لم تظهر عليه العوارض بعد؟

* بالمبدأ، الشخص الذي ينقل المرض هو من يعاني من العوارض. ثمة بعض حالات الإصابة من دون عوارض، ولكن عادة من ينقل الفيروس هو من تظهر عليه العوارض مثل السعال والعطاس.

في الواقع، نحن نكشف حالات الإصابة قبل ظهور العوارض عندما نتابع المخالطين لإصابات مثبتة. والمخالطون مع الحالات المثبة موجودون في الحجر الصحي.

  • ما مدى تأثير أزمة المستلزمات الطبية والموارد البشرية في قدرة المستشفيات على مواجهة هذا الوباء؟

* منذ العام 2007، تمتلك المستشفيات خطة عمل للاستعداد للأوبئة المتفشية، ومن المفترض أن تُنفّذ هذه الخطة وأن تُعزّز استعداداتها. وعلى كل جهة القيام بمهامها. فليس من مسؤولية وزارة الصحة إعداد المستشفيات وتجهيزها، ولكننا كوزارة نحاول مساعدة المستشفيات لتخطّي أزمة نقص الموارد الطبية، وتخطّي العقبات لحلّ المشكلة.

  • ماذا عن لائحة أسماء المرضى غير المصرّح عنهم التي يتردّد أنّها «تسرّبت»؟

* إنّ تهريب أسماء المرضى والتشهير بهم عيب، والأمر عارٍ من الصحة.

  • ساد أيضاً خبر وجود عدد من الإصابات غير المصرّح عنها. كيف تتعامل وزارة الصحة مع الموضوع؟

* تتلقى وزارة الصحة يومياً إشاعات عن إصابات محتملة، وهي تقوم بواجبها وتتحقق من هذه الإشاعات. ويتمّ تشخيص بعض الحالات في مختبرات خاصة غير معتمدة، من هنا نطلب من المرضى التوجّه إلى مستشفى معتمد لتثبيت الحالة.

يلوم جزء من الشعب الدولة على عدم إعلانها لحال الطوارئ. هل نحن بحاجة إلى إجراءات أكثر صرامة للسيطرة على الانتشار؟

* لانتشار الفيروس مراحل عدة: أولاً، الدخول إلى لبنان عبر الحالات الوافدة. ثانياً، نقل الفيروس من الحالات الوافدة إلى المخالطين بها. والإصابات هنا محدودة، وما من انتشار في المجتمع . وهذه الحالة الراهنة. المرحلة الثالثة هي مرحلة انتشار الفيروس في المجتمع من دون أن نعرف من نقل الفيروس لمن. لتاريخ اليوم، ما زلنا في مرحلة الحالات الوافدة أو المخالطين للحالات الوافدة. لم نصل بعد إلى أرقام عالية وإصابات لا رابط لها مع الحالات الوافدة. والوزارة تتخذ كل الإجراءات اللازمة.

  • كيف نمنع وصولنا إلى مرحلة الانتشار؟

* أعلنت منظمة الصحة العالمية يوم الأربعاء فيروس الكورونا وباءً عالمياً، أو جائحة. لذا، لا يمكن للبلدان توقيف انتشار الفيروس. كل ما يمكننا فعله هو تأخير الانتشار. فلو كان احتواء الفيروس ممكناً، لكان تمّ احتواؤه في الصين. وقد عجزت الصين عن احتوائه، فانتشر إلى بلدان أخرى. على الدول إذاً تأخير انتشاره لتخفيف العبء على القطاع الصحي. ويمكن فقط تأخير الانتشار، كي نكسب وقتاً إضافياً لنتحضّر بشكل أفضل، ولربما نجد اللقاح أو الدواء المناسب.

  • إذاً كيف نؤخّر الانتشار؟

* الأهم هو الوعي، والهلع لا ينفع. على المواطن ان يتبع سلوكاً صحياً مناسباً، أي غسل اليدين بشكل متكرّر، واحترام آداب السعال، وعدم تبادل القبل، والابتعاد عن المرضى المصابين، والعزل المنزلي في حال المرض.

أنا مواطنة مثل أي مواطن لبناني آخر. عليّ اتباع السلوكيات لحماية نفسي وعائلتي، ولا سيما أنّ الفيروس، على الرغم من أنّه غير خطر على الأطفال والأشخاص الأصحاء، فهو شديد على المتقدّمين في السن وعلى الذين يعانون من أمراض مزمنة. فمن واجبنا حماية هذه الفئة من الناس.