IMLebanon

خياطة كمّامات من القماش في النبطية وشلل يضرب المدينة

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

استشعر الناس أخيراً خطر “كورونا” وتأهبوا للأسوأ، وخلت الشوارع من المارة، فيما شهدت “السوبر ماركات” ازدحاماً خانقاً.

في الطريق تعبر الحاجة أم محمود، المرأة السبعينية، متسلحة بكمامتها ووسائل التعقيم، وهي تواظب منذ بداية الأزمة على ارتداء الكمامة، وتحث الجميع على التقيّد بها، لم تنقطع عن زيارة السوق لشراء حاجياتها الضرورية، غير أنها ترى أن “إلتزام الناس بالحجر المنزلي جاء متأخراً، وفات الأوان، فكورونا تفشى، ونجهل ما ينتظرنا”.

أصيبت النبطية كما كل قراها بشلل تام، محال تجارية أقفلت، والمقاهي إلتزمت قرار البلدية الإقفال الوقائي، حتى أن عدداً من الدوائر الرسمية إمتنع عن إستقبال أحد، وبحسب حسن حطيط “الوضع دخل مرحلة الطوارئ، والناس التزموا منازلهم، ومن يخرج يتخذ كل سبل الوقاية”.

في أحد أحياء النبطية، رفع محال ألبان وأجبان يافطة: “عقم يديك قبل أن تدخل”. وألزم الجميع بوضع القفازات والكمامات واعتماد التعقيم الدوري، خصوصاً أن الزبائن كثر وأي إختلاط قد ينقل العدوى. أحد الزبائن لفت إلى أن “النبطية لم تلتزم بشكل تام بحظر التجول لأننا لم نصل الى مرحلة الرعب الكبير”، على عكس ما يرى شادي وهو صاحب أحد محال بيع الأركيلة، إذ يؤكد أن “كورونا ضرب كل القطاعات ومنها الأركيلة”، وعلى رغم اتباعه كل سبل الوقاية وتخصيص نرجيلة لكل زبون مع الزامه بشراء نربيش خاص به، الا انه يؤكد أن “الطلب تراجع كثيراً، فالناس خايفة، وتتوقع الأسوأ”.

ويبدو ان هناك اتجاهاً إلى إقفال محال ديليفري الاركيلة والمقاهي ومحال الكمبيوتر في الأيام المقبلة، وقد يشمل قرار الإقفال محال الألبسة، وبحسب ما يشير رئيس لجنة الصحة في بلدية كفررمان الدكتور علي سعد فإنه “سيصار الى اتخاذ قرارات يومية تتعلق بتطور الفيروس وانتشاره”.

بالتزامن مع حالة الشلل في الشوارع، إرتفع الطلب على شراء الكمامات والقفازات، حيث سجلت معاناة إضافية للمواطن الذي يجد صعوبة في شرائها، واكثر ما أوجع محمد أنه لا يملك ثمن كمامة او معقّمات لأولاده، فالتجار برأيه يحتكرون السوق. والحال المتردية دفعت بالخياط أحمد شيت ابن بلدة كفركلا الحدودية إلى خياطة كمامات من القماش يمكن استخدامها يومياً، ويتم وضع محارم داخلها تستبدل كل ساعة، ووفق المعلم احمد فإن هذه “الكمامات تخفّف من الأعباء عن كاهل المواطن، ويمكنه غسلها وتعقيمها بشكل يومي”.