IMLebanon

بعلبك التزمت بـ”التعبئة العامة” وتسجيل أول إصابة يثير الخوف

كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:

بين ضرورة الإلتزام بالحجر المنزلي الإلزامي حرصاً على صحتهم، وضرورة العمل لتأمين لقمة العيش في ظل هذه الأوقات الصعبة والأزمة التي يعيشها اللبنانيون ما قبل إنتشار فيروس “كورونا”، يتقلّب البقاعيون على نار المحن والهموم التي تلاحقهم والأعباء التي تتربص بهم ويطلقون الصرخة علّ من يسمع.

حتى الأمس كانت محافظة بعلبك الهرمل بمأمن من إنتشار الفيروس أو تسجيل أي إصابة فيها، حتى سجلت أول إصابة في بلدة فلاوى البقاعية لأحد أبنائها وهو يعمل في كافيتريا الجامعة الأميركية، وبحسب معلومات لـ”نداء الوطن” فإن “المصاب الذي نقل إلى مستشفى رفيق الحريري مساء الأحد كان قد انتقل من بيروت إلى بلدته عبر باص للركاب، وكان قد شعر بالعوارض والتزم الحجر الصحي في منزله في البلدة وتواصل مع وزارة الصحة بشكل يومي، وبعد تراجع وضعه إتصل بالوزارة وتم نقله إلى بيروت فيما يخضع ذووه إلى الحجر الصحي المنزلي ويؤكدون أنهم لم يختلطوا به”.

ميدانياً إلتزمت مدينة بعلبك بالتعبئة العامة التي أعلنتها الحكومة، وأقفلت المحال والمؤسسات باستثناء التي تبيع المواد الغذائية والصيدليات والأفران ومحطات الوقود، وبدا سوق بعلبك خالياً من المواطنين، وعمدت البلدية منذ ساعات الصباح بعمليات تعقيم بمشاركة الدفاع المدني والهيئة الصحية الإسلامية للسوق والمحال والأحياء الداخلية والمطاعم، بعد حملة أطلقتها عبر مكبرات الصوت عصر الأحد دعت فيها إلى الإقفال التام، سبقها حملة تعقيم قبل أيام لدور العبادة والمؤسسات العامة.

وأكد رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق أن “بلدية بعلبك وكل البلديات في لبنان تقوم بواجباتها وبدورها وتنفذ كل التدابير والإجراءات اللازمة والمطلوبة منها، ولكن البلديات تعاني من وضع مالي صعب، وبلدية بعلبك اعتمدت منذ حوالى ثلاثة أشهر دفع نصف راتب للعمال والموظفين، وما تبقى لدينا من أموال لا يكفينا لمدة أسبوعين، لذا نتمنى على رئيس الحكومة حسان دياب ووزارة المال إيجاد الحل السريع للإفراج عن مستحقاتنا من الصندوق البلدي المستقل وعائدات الخلوي المتراكمة منذ أكثر من سنتين، لنتمكن من الاستمرار في تقديم الخدمات، لأن أي تقصير في جمع النفايات والاهتمام بنظافة المدينة، أو في معالجة مشاكل الصرف الصحي سوف يزيد الوضع البيئي والصحي خطورة في ظل ما يهددنا من أوبئة وأمراض”.

ويلاحق الهم المعيشي المواطنين وسط فقدان بعض السلع الضرورية للوقاية وارتفاع اسعارها، فيما ارتفعت أسعار المواد الغذائية إرتفاعاً جنونياً عجز خلاله الكثيرون عن تأمين المواد الأساسية لعائلاتهم، ووسط ضرورة الإلتزام بالمنزل وعدم الخروج إلا في حالات الضرورة أطلق أحد سائقي التاكسي في بعلبك صرخته عبر “نداء الوطن” مؤيداً قرار التعبئة العامة والتي تمنع تفشي المرض، موضحاً أن “الشعب الفقير في ظل الأزمة الراهنة واقعٌ بين خيارين: إما أن يموت من الجوع، أو يموت من الوباء”. وهو رب عائلة مكونة من زوجة وستة أولاد، يستأجر منزلاً يقطنه وتاكسي يعمل عليها، وسأل: “هل إذا إلتزمنا بحال الطوارئ والتعبئة العامة تطعم الدولة أولادي وتدفع لي إيجار المنزل والتاكسي”؟ وأضاف أن المثل القديم “عايشين من قلة الموت يطبق علينا الآن”.